الثلاثاء، 26 يوليو 2016

أحمد منصور والحكمة بعد فوات الأوان


عند أحمد منصور عقدة إثبات أن ما يحصل في مصر سببه سذاجة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي، وآخر ما كتبه هو ما زعم أنه سخرية مرسي من تحذيرات قدمها رئيس المخابرات التركية حول مخططات العسكر للانقلاب عليه وأنه كان يثق بالسيسي.

بغض النظر عن دقة اتهام مرسي بالسذاجة حيث أن كلمته قبل الانقلاب كان واضحًا فيها إدراكه لما يحصل حوله، وبغض النظر عن حجم مسؤولية الإخوان في تطور الأمور وهل كان بالإمكان وضع خطة لإفشال الانقلاب أم لا.

بغض النظر عن كل ذلك فسؤالي أين كانت هذه الحكمة في ذلك الوقت؟ لماذا لا نرى حكمة أحمد منصور وغيره ممن يتناولون الشأن المصري إلا بعد فوات الأوان؟

الخلل عند أحمد منصور بالذات يتمركز في أمرين رئيسين:

الأول: أنه يسعى للإجابة عن سؤال "من المخطئ" وليس عن السؤال "أين الخطأ" و"ما هو الخطأ"، سأسلم بأن مرسي وفلان وعلان يتحملون كل المسؤولية، ما الخطوة التالية؟ هم بالسجن وسيعدمهم السيسي عاجلًا أم آجلًا، أين هي الدروس المستفادة؟
هل القول بأن "مرسي السبب" هو الدرس المستفاد؟ أم يجب أن توضح لنا ما هي الأخطاء حتى يتلافاها الجيل الجديد من القادة؟

الثاني: يعرض المشكلة ولا يقترح علاجًا لها، فتقريبًا كلنا نعرف ما هي أهم مشاكل الثورة المصرية، لكن من الذي يطرح حلولًا لها؟
 
هل انتقادك وجلدك للإخوان يحل المشكلة؟ هل السخرية المستمرة من السيسي سوف يطيح بالانقلاب؟

دعنا نرى حكمتك في تقديم الدروس التي نستفيد منها للمستقبل، خفف من كلامك عن الماضي وتكلم قليلًا عن المستقبل، هل قرأتم شيئًا لأحمد منصور أو غيره من أدعياء الحكمة عن مستقبل مصر؟ هل رأيتهم يقولون يجب أن نفعل كذا وكذا لكي نسقط الانقلاب؟

غدًا عندما يسقط الانقلاب (أو يزداد تغولًا) سيسارع أحمد منصور ليقول "ألم أقل لكم؟"، لا لم تقل لنا شئيًا فأنت كنت مشغولًا بالندب على الماضي.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أعتقد أن أول خطوة يجب أن يخطوها أي شخص يرفض السيسي أن يسرد أسباب رفضه له، ثم يمد الخط باستقامة ليرفض التعامل مع أي شخص آخر يشبهه. هذا هو الشرط الأهم برأيي إذ أراه مثل الطهارة للصلاة لا تصح الصلاة بدونها مهما كانت خاشعة حتى لو نقصت الطهارة شيئا بسيطا، "ويل للأعقاب من النار".
من يريد خلع السيسي لأنه ظالم فلا يليق به التعاون مع ظالم آخر لخلعه، ومن يريد خلعه لأنه قتل إخوته لا ينبغي له التسامح مع من قتل إخوة غيره، ومن يريد خلعه لأنه حاكم عسكري لا يصح أن يمدح حاكما عسكريا آخر، ومن يريد خلعه لأنه حليف للصهاينة لا يستقيم له أن يعمل في قناة تستضيف صهاينة أو تعتبرهم أهلا أو سادة.
أرى أن من الضعيف في السلاح والمال والإعلام لا يستطيع التخلص ممن هو أقوى منه إذا استويا في الدوس على المبادئ، والتطفيف في التعامل.