الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

عزون: عندما ينصر الرجال بناتهم وأخواتهم




في قرية عزون شرق قلقيلية اعتقلت قبل ثلاثة أيام الفتاة كريمان سويدان 16 عام، بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن.

لم يشغل شباب القرية بالهم بأن يثبتوا أنها "ضحية" أم لا، وإن كانت السكينة تم دسها أم لا؛ كما يفعل إعلام السلطة الذي يفعل كل جهده لإثبات أنه لا توجد عمليات طعن حتى يميت الانتفاضة.

بل خرج الشبان وقاموا بإلقاء الحجارة على الجيش والمستوطنين عند مدخل القرية في نفس يوم اعتقالها، وبالأمس واليوم سيخرجون بعد العصر باتجاه البوابة الشرقية للقرية حيث اعتقلت، مطالبين بالإفراج عنها.
المقاومة الحقيقية لا تشغل بالها باستدرار عطف الآخرين وتسول المتضامنين، بل تقارع الاحتلال بكل وسيلة حتى تجبره على الركوع.

عزون قرية بعيدة عن رام الله ومكاتب وكالات الإعلام لذا حظها من التغطية الإعلامية صفر، فكن أنت الإعلام البديل.

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

داعش في سجون الاحتلال الصهيوني




القصة التي سأرويها تعود إلى عام 2004م تقريبًا، وذلك قبل ظهور داعش بسنوات وقبل بروز اسم الزرقاوي والطوام التي أتى بها، وهي عن أسرى كانوا يحملون فكر القاعدة، قاعدة أسامة بن لادن والظواهري .

لم يكن لحد زمن قريب أي وجود لخلايا تابعة للقاعدة في فلسطين، لكن كان هنالك وجود لبضع أفراد يحملون فكر القاعدة في سجون الاحتلال، بعضهم كانوا يعتقلون في الأردن ويسلمهم النظام الأردني للاحتلال، وأغلبهم كانوا يعملون مع تنظيمات (تحديدًا حماس والجهاد) بشكل شخصي لكن يحملون فكر القاعدة.

الذي حصل في سجن بئر السبع في ذلك العام أن أسرى حماس اكتشفوا مجموعة للقاعدة تعيش بينهم، لكن ما المشكلة؟

نتكلم عن 3 أو 4 أشخاص كانوا يحملون فكر القاعدة وعاشوا مع أسرى حماس في سجن بئر السبع، بدأوا بتجنيد أسرى آخرين لفكر القاعدة، وكانوا يختارون الأسرى صغار السن ومحدودي الثقافة من البسطاء.

وكان مدخلهم أننا إخوة ولا فرق بين حماس والقاعدة، وكلنا نعمل من أجل هدف واحد لكن يختلف الأسلوب والطريقة، وبعد التقرب إليهم يبدأ التحريض على حماس: لماذا لا تطبق الشريعة، ولماذا لا تحارب أمريكا، ولماذا ولماذا.

السبت، 26 ديسمبر 2015

كلمة عن الشهيد زهران علوش




تميز الشهيد زهران علوش بأنه كان صاحب رؤية (وإن اختلفنا معه في بعض الأمور)، كان يعرف أين يريد الوصول بالثورة السورية ولم يكن مجرد بندقية غاضب أو صاحب رد فعل على ظلم النظام.

وبينما إغلب قادة المعارضة السورية إما ساسة يعيشون في الخارج، أو قادة عسكريون في الداخل بدون رؤية سياسية أو كاريزما إعلامية، فقد استطاع الجمع بينها كلها.

وأخيرًا كان من القلة النادرة التي أدركت أن إسقاط الأسد لن يحصل إلا بتنظيف الصف الداخلي من أدران داعش ودعاة الفتنة، فنظف الغوطة الشرقية من هذه العصابات فحماها من المصائب التي تكررت في مناطق أخرى بسوريا، وهذا كان سبب الحملة الإعلامية المسعورة الهدافة لشيطنته من قبل إعلام داعش والنصرة والمنافقين الذين يطبلون لهم (وما أكثرهم).

رغم الخسارة إلا أني على يقين أن أثره على الثورة سيبقى بعد رحيله، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.

الخميس، 24 ديسمبر 2015

نظرة من زاوية أخرى: هل هو الأقصى أم الهيكل؟




في خضم الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني، يبرز الخلاف حول الأحقية التاريخية والدينية بالمسجد الأقصى (أو ما يدعي اليهود أنه جبل الهيكل) بحيث تبدو الأمور كلها مرتبطة بهذا التناقض الكبير الذي لا يمكن الوصول فيه إلى حلول وسط.

أريد تناول هذا الموضوع من زاوية مختلفة عن الذي يتناوله أكثر الناس اليوم، بحيث تكون إجابتي بحسب معتقد الشخص السائل.

أولًا: لو كنت مسلمًا أو تؤمن بأن الإسلام هو ديانة سماوية أوحى بها الخالق سبحانه وتعالى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا بد أن تؤمن بأن هذا المكان هو ثالث أقدس مسجد لدى المسلمين بأمر من خالق البشر ومن الإله الواحد الأحد.
 
وأن المسلمين قد اتفقوا فيما بينهم أن المكان الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم، هو الذي ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا أمر متفق عليه منذ الفتح الإسلامي لمدينة القدس، ولم يختلف عليه الصحابة الذين فتحوا القدس أو من جاء بعدهم من المسلمين.
 
فلا قدسية الأقصى بقرار رباني مختلف عليها بين المسلمين ولا مكانه، وبالتالي لا قيمة لأي كلام حول أنه كان قديمًا هنالك هيكل (معبد يهودي) على هذه البقعة أم لا، لأن هنالك قرار سماوي بذلك.
فضلًا عن أن أسلافنا من صحابة الرسول لم يعتدوا على أي معابد أو يحولوها عن وجهتها، فهيكل سليمان قد دمر ومسح من الوجود قبل فتح المسلمين للقدس بأكثر من 600 عام، فشبهة التعدي على ملكية تعود لدين آخر منتفية.

ثانيًا: لو كنت ملحدًا أو مسيحيًا أو يهوديًا أو غير ذلك من المعتقدات التي لا تؤمن بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، أو حتى من الذين يعتقدون أن محمد مجرد شخصية خيالية ابتكرها المسلمون في العصر الأموي ليبرروا وجودهم كديانة، فالسؤال الذي أطرحه عليك: كيف عرفت أنه يوجد في هذا المكان هيكل سليمان؟

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

وصول انتفاضة القدس إلى نقطة اللاعودة

يعتبر اليوم 23/12/2015 يومًا مفصليًا في ‫#‏انتفاضة_القدس‬ تجعلني أقول وبكل يقين أنها وصلت نقطة اللاعودة.

فنحن نتكلم عن عملية طعن تذكرنا بعملية مهند الحلبي، ونتكلم عن عمليتي إطلاق نار، ونتكلم عن سلسلة مواجهات منذ الصبح وأكثر من 20 نقطة مواجهات.

وذلك بعد أكثر من أسبوعين من التراجع، والأهم من ذلك أن بدايات انتفاضة القدس شهدت تراخيًا من جانب السلطة في قمعها، لكن في الأسبوعين الأخيرين كان هنالك تشديد من السلطة وقمع للمتظاهرين ومنع الوصول إلى نقاط الاحتكاك، والتضييق على الصحفيين بحجة التحريض على المواجهات، وأطلقت أبواقها الإعلامية لمهاجمة عمليات المقاومة.

فأن تجدد الانتفاضة نفسها رغمًا عن السلطة وإجراءات التضييق ورغم اعتقالات الاحتلال الواسعة، فمعناها أنه لم يعد بالإمكان إعادة المارد إلى القمقم.

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

كلمة حول موقف حماس من اغتيال القنطار وعلاقتها بإيران وحزب الله




ثارت ضجة كبيرة حول إدانة حركة حماس لاغتيال سمير القنطار فجر الأحد في غارة جوية صهيونية، ومن قبلها توجيه إسماعيل هنية كلمة مسجلة إلى الشعب الإيراني يطلب منه دعم انتفاضة القدس والقضية الفلسطينية.

ولا شك أن الموقف معقد ما بين ضرورة حشد الأمة الإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني، وبين تورط إيران وحزب الله في الجرائم ضد الشعب السوري، خاصة وأن الاستقطاب في سوريا وصل حده الأقصى ولا مجال للمواقف التوفيقية.

موقف حماس ودورها:

أولًا: تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الإسلامية المركزية، وتحرص على أن تكون سببًا لتجميع الأمة لا فرقتها، لذلك تمتنع عن عدم الدخول في محاور أو الاستقطابات العربية أو التدخل في الخلافات الداخلية.

ثانيًا: بسبب قوة وتغول الاحتلال الصهيوني وتمتعه بدعم أمريكا والعالم الغربي، ترى حماس أن مهمتها هو كسب أكبر عدد ممكن من الأصدقاء أو تحييد الأعداء وعدم اكتساب أعداء جدد.

وموقف حماس الحالي لا يحسد عليه من حيث الحصار والتضييق الشامل على الحركة في غزة وخارج غزة، ولهذا حرصت طوال الوقت على إبقاء شعرة معاوية بينها وبين النظام الإيراني وحزب الله.

ثالثًا: استغلال أي فرصة للتضييق على الاحتلال الصهيوني سواء إعلاميًا أو سياسيًا أو ميدانيًا.

الأحد، 20 ديسمبر 2015

بين الانتفاضة الأولى وانتفاضة القدس: القضية الفلسطينية إلى أين؟





قدم الشعب الفلسطيني منذ بدء الانتفاضة الأولى حتى اليوم ما بين 10 آلاف و11 ألف شهيد، ومئات آلاف الجرحى (منهم عشرات الآلاف المعاقين)، وأكثر من 300 ألف حالة اعتقال، كما قتل ما بين 1500 و2000 عميل، وما بين 1600 و1800 قتيل صهيوني وآلاف الجرحى والمعاقين الصهاينة، بالإضافة لمقتل حوالي 400 إلى 500 فلسطيني في الصراعات الداخلية.

وشهدنا خلال الثمانية وعشرين عامًا الماضية الانتفاضة الأولى واتفاقية أوسلو وهبة النفق، ثم انتفاضة الأقصى تلتها انتخابات المجلس التشريعي وأحداث الانقسام، وحروب غزة الثلاثة، وأخيرًا (وليس آخرًا) انتفاضة القدس.
قتل أكثر الشهداء في انتفاضة الأقصى وحربي غزة الأولى والثالثة، فيما قتل أغلب العملاء في الانتفاضة الأولى، وسقط أكثر قتلى الصراعات الداخلية في أحداث الانقسام بين حماس وفتح، وبلغ عدد الأسرى حده الأقصى في الانتفاضة الأولى وتراوح بين 12 ألف و14 ألف أسير، ونهاية انتفاضة الأقصى مع حوالي 11 ألف أسير، ووصل عددهم حده الأدنى قبيل انتفاضة الأقصى بحوالي 1500 أسير.

والسؤال الذي يطرح اليوم أين وصلنا بالقضية الفلسطينية بعد كل هذه الانتفاضات والحروب؟ وهل تستحق الإنجازات التي تم تحقيقها كل هذه التضحيات؟ وأين أخطأنا وما الذي يجب تصحيحه حتى نتلافى أخطاء الماضي؟

خلفية تاريخية:

بعد نكبة فلسطين عام 1948م وإعلان قيام ما تسمى بدولة إسرائيل توقع تقرير للمخابرات الأمريكية (CIA) بأن دولة إسرائيل لن تعيش أكثر من عامين وستنهار تحت وطأة حرب العصابات.

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

لماذا جنين أهدأ المناطق في الضفة؟




هذا ما ادعى تقرير لصحيفة يديعوت الإجابة عنه في تقرير قبل يومين، ولأن الكثيرون يقدسون ما تكتبه صحافة الاحتلال ويبلعون أغاليطها، أريد الرد على الأخطاء الفاحشة الواردة بالتقرير.

بداية من الواضح أن شمال الضفة وخصوصًا نابلس جنين هي الأهدأ لحد الآن، وذلك لأسباب كثيرة، ويديعوت اختلقت أسبابًا من عندها حتى تبرر سياسة الاحتلال.

التقرير يقول أنه بعد 4 محاولات طعن على حاجز الجلمة (استشهد منفذوها) توقفت بعدها محاولات الطعن، وذلك لأن منازل المنفذين هدمت وهو هنا يحاول أن يبرر أخلاقيًا هدم منازل الشهداء بأنها "تردع" المقاومين، لكن الحقيقة هي أنه لم يهدم أي منزل في منطقة جنين.

على العكس المناطق التي هدمت فيها منازل (مثل القدس ومخيم شعفاط وسلواد والخليل) لم تتأثر بها المقاومة بل ربما تزايدت.

الخطأ الفاحش الآخر الذي يسوقه التقرير وهو أن سر عدم رغبة الناس في جنين بالمشاركة في الانتفاضة هو "الوضع الاقتصادي المزدهر" في جنين بفضل الاستثمارات التي ضخها سلام فياض أثناء رئاسته للوزارة.

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

إدارة العمـل التطـوعي الحلقة الرابعة والأخيرة – تطبيق عملي



نهدف من خلال هذه الحلقة الربط بين الإطار النظري الذي تناولناه في الحلقات السابقة وبين التطبيق العملي، وذلك من خلال مثال وهو تنظيم نشاطات مناصرة لانتفاضة القدس في إحدى الجامعات العربية.

التخطيط:

الهدف العام: هو دعم انتفاضة القدس من خلال النشاطات الطلابية وذلك لمساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه المتمثلة بتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني، وذلك عبر تشكيل رأي عام في الدولة لدينا يضغط على الحكومة لكي تستخدم أوراق قوتها نصرة للقضية الفلسطينية.

الهدف الخاص بمجموعتنا:

تنظيم سلسلة نشاطات تهدف إلى توعية الشعب بالقضية الفلسطينية وآخر تطوراتها من أجل تكوين رأي عام داعم لانتفاضة القدس.

وذلك من خلال:

1) توزيع نشرة شهرية على مدار عام، وطباعة ألف نسخة من كل عدد، تضع المواطن في آخر تطورات انتفاضة القدس، وتشرح أهميتها على مستوى القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية.

2) تنظيم وقفة احتجاجية بمعدل مرة كل شهر، وذلك بمشاركة 100 شخص كحد أدنى.

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

حول الفيديو "المسرب" للتحقيق مع الطفل أحمد مناصرة




أولًا: مكان الفيديو في غرفة تحقيق لجهاز الشاباك الصهيوني (والبعض قال أنه تحقيق شرطة ويبدو أنه المرجح)، ويمكن تمييز المحققين من لباسهم المدني، وأتوقع أنه في المسكوبية.

ثانيًا: الأصل في القانون الصهيوني أن يتم تصوير التحقيق وعرضه في المحاكم للتأكد من أنه لم يتم تعذيب المعتقل، إلا أن الشاباك الصهيوني حصل على استثناء منذ عشرات السنوات بعدم عرض التصوير أمام المحاكم الصهيونية (بما يخص الأسرى والمقاومين الفلسطينيين)، والحجة الرسمية أن لا يتعرف الأسرى على أساليب التحقيق، ومؤخرًا تم تحويل هذا الاستثناء إلى قانون دائم.

ثالثًا: وعليه فتسريب الفيديو متعمد من جهاز الشاباك، فلو لم يكن متعتمدًا لكان هنالك رد فعل عنيف من دولة الاحتلال، ليس أقلها إغلاق مكاتب فضائية فلسطين اليوم (التي كانت أول من بثه) واعتقال العاملين فيها والتحقيق معهم حول مصدره.

ودليل إضافي على أنه تسريب متعمد هو قص مقاطع من الفيديو، إما لأنها تظهر أحاديث جانبية للمحققين أو لأن فيها كلمات نابية توجه للطفل أو تظهر ضربه أو غير ذلك من أمور لا يرغب الصهاينة أن يراها العالم.
(ملاحظة: بعد كتابة المقال تبين أن المحامي أخذ الشريط من النيابة الصهيونية بطريقة "قانونية" وهو من أعطاه للصحافة، وهذا تأكيد بأن الاحتلال تحكم بمحتوى الشريط).

رابعًا: الهدف الأول للاحتلال من نشر الفيديو هو التأكيد على أن الطفل نفذ العملية، حيث يظهر الفيديو بوضوح أن الطفل قد تعرف على نفسه في الفيديو وهو يقوم بالطعن، وهذا من أجل التصدي للحملة الإعلامية على الكيان الصهيوني بسبب فيديو إصابة الطفل.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

في ذكرى انتفاضة الأقصى وذكرى انسحاب آخر جندي صهيوني من غزة القضية الفلسطينية إلى أين؟

 
مرت علينا قبل أيام ذكرى عشرة سنوات على انسحاب آخر جندي صهيوني من غزة (12/9/2005م)، وذكرى مرور اثنين وعشرين عامًا على توقيع اتفاقية أوسلو (13/9/1993م)، وعلى الرغم من أهمية حدث الانسحاب وضرورة الاستفادة منه كأول انتصار نحصد نتائجه على الأرض، إلا أنه لم ينل الاهتمام الكافي من البحث والدراسة.

واليوم تمر علينا الذكرى الخامسة عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى والتي كانت أبرز نتائجها الانسحاب من غزة، رغم أن فكرة الانسحاب لم تكن وليدة انتفاضة الأقصى بل طرحت أول مرة في الانتفاضة الأولى داخل حكومة رابين اليسارية.

إلا أن رابين فضل وقتها عدم التعجل بالانسحاب معولًا على المفاوضات مع منظمة التحرير والتي أفضت إلى اتفاقية أوسلو، حيث حاول عرفات ترجمة نتائج الانتفاضة الأولى إلى مشروع سياسي يفضي إلى تحرير جزء من فلسطين وإقامة دولة عليها.

لكن موازين القوى التي أخرجت أوسلو أعطتنا حكمًا ذاتيًا تحت سقف الاحتلال ولعبة سياسية يتحكم بها الاحتلال وقيود جعلت مواصلة عملية تحرير فلسطين أمرًا مستحيلًا.

في المقابل جاء الانسحاب عام 2005م بدون أي اتفاقيات ومن جانب واحد، وبدلًا من أن ينتج منظومة شبيه بأوسلو أخرج لدينا نموذجًا مقاومًا وقوة قادرة على الوقوف بندية في وجه الاحتلال، فما الذي حصل وكيف تطورت الأمور بهذا الاتجاه؟ وإلى أين تسير القضية الفلسطينية اليوم؟

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

قراءة في انتصار حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البلدية في المغرب





أتذكر لقاءً على فضائية الجزيرة مع أحد قادة العدالة والتنمية في المغرب (أظنه سعد الدين العثماني) بعد انتخابات عام 2007م البرلمانية والذي حقق فيه الحزب تقدمًا من 42 مقعد (انتخابات 2002م) إلى 46 مقعد ليحل بالمرتبة الثانية (حصل على 9 مقاعد في انتخابات 1997م).

مما جاء في اللقاء أن العدالة والتنمية تسعى للاستفادة من تجربة أردوغان في تركيا، في وقت كان أغلب من يمدحون تجربته اليوم يسخرون من عجزه على إصلاح شيء في الدولة التركية.

كما ورد في اللقاء أن الحزب لديه خطة تدريجية للإصلاح وأيضًا للفوز بالانتخابات، متعهدًا بالفوز في الانتخابات البرلمانية التالية، وإن كانت الأرقام تدعم إدعاءه إلا أني تفاءلت بحذر، متأملًا أن يكون كلامه صحيحًا.

وبالفعل قفز عدد مقاعد الحزب إلى 107 مقاعد في انتخابات عام 2011م البرلمانية (من 395 مجموع المقاعد)، واستطاع أن يشكل الحكومة لأول مرة في تاريخ المغرب.

وتجربة العدالة والتنمية في المشاركة بالحكم والتغيير تستحق الدراسة كتجربة حزب ينتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين، وإن كان رسميًا ينفي أي صلة تنظيمية (وليس فكرية) مع الإخوان إلا أنه يشارك بالملتقيات الدولية للتنظيمات والأحزاب المحسوبة على الإخوان المسلمين.

والأسئلة المطروحة هي: أين يقف الحزب بعد الانتخابات البلدية الأخيرة؟ وما دلالات فوزه والنتائج التي حققها؟ وماذا يمكن أن نستفيد من ذلك؟

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

نظرة سريعة في خطاب خالد مشعل الليلة





وضح مشعل عددًا من الأمور التي كانت مبهمة وأهمها عدم الوصول إلى اتفاق مع بلير، وهذا متوقع لأن الاحتلال لن يقبل بالصيغة التي تطرحها حماس، وربما هذا كان سبب خيبة الكثيرين الذين بنوا قصورًا في الهواء لأنهم صدقوا تسريبات صحافة الاحتلال والسلطة عن هدنة طويلة الأمد.

كما أنه أوضح أن أي تهدئة ستكون فقط في غزة المحاصرة وليس في الضفة المحتلة، وهذا هام جدًا لأن أي هدنة أو تهدئة بالضفة معناها تكريس الاستيطان والاحتلال وضياع الضفة للأبد، والوضع الحالي على جموده وضعف مقاومته أفضل من تكريس تهدئة تعطي الاحتلال كل ما يرغب.

وأهم ما في خطاب مشعل أنه تطرق لموضوع تقسيم ‏الأقصى، وطلبه من جميع أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم فلسطينيو الشتات التحرك من أجله.

الكرة الآن في ملعب أبناء وأنصار حماس ليتحركوا بناء على توجيهات قيادتهم من أجل أهم قضية تواجهنا اليوم، ولا عذر لهم.

حماس حركة شعبية تستمد قوتها من جماهيرها وليست حزبًا بيروقراطيًا يتعامل بالأوامر المكتوبة، فاللبيب بالإشارة يفهم.

واتمنى من قادة باقي الفصائل أن يعطوا الأقصى الاهتمام المماثل.

أما خيبة أمل البعض لعدم كلامه عن هدنة ترفع الحصار عن غزة أو تصعيده اللهجة ضد السلطة، فالقائد الحقيقي هو الذي يقول لأنصاره ما يجب أن يسمعوه لا ما يحبوا أن يسمعوه:

أولًا: تهدئة غزة كان واضحًا بأنه لا يوجد شيء حقيقي، ولم يبع مشعل الأوهام حول إنفراج واتفاق قريب، مثلما لم تلهث حماس وراء بلير طلبًا منه الرضا، محافظة على ثوابتها.
البعض لم يعجبه ذلك ويريد حلًا سحريًا لحصار غزة ولو كان من خلال بيع المبادئ.

ثانيًا: قضية القدس والأقصى، فبعد 8 سنوات من ضايع البوصلة، تأتي كلمته لتأكد على أهمية الالتفاف والعمل من أجل القدس والأقصى.
البعض لم يعجبه ذلك لأنه يرى في الكلام عن القدس والأقصى كلام فارغ وشعارات لا قيمة لها، مما يجعل تصحيح البوصلة واجبًا ليس فقط على مشعل بل كافة قيادات الشعب الفلسطيني.

ثالثًا: المجلس الوطني، رفض محاولة عباس تمرير ما يريده، وفي نفس الوقت لم يصعد ولم يهاجم ولم يرفع سقف المواجهة مع فتح، وهو ما لم يعجب البعض الذين انتظروا وصلة ردح ضد السلطة ومحمود عباس.
وهذا الخطاب الهادئ في مكانه تمامًا لأن المطلوب حشد الجهود ضد الاحتلال الصهيوني، وليس الدخول في دوامة صراعات جانبية مع حركة فتح.