يعرف عن حركة نور الدين زنكي (وهي أحد فصائل
الجيش الحر بمنطقة حلب) ابتعادها
عن أخطاء وخطايا الجماعات السلفية الجهادية مثل جبهة النصرة وجند الأقصى، وتفرغها لقتال
النظام السوري على عدة جبهات هامة في حلب.
وكان لها دور هام جدًا
في المعارك الأخيرة في طريق الكستيلو ومخيم حندرات وجبهة الملاح وهي الشريان
الوحيد الذي يصل مدينة حلب بالعالم الخارجي.
إلا أن قيام عناصر من
الحركة بذبح طفل فلسطيني جريح كان يقاتل في صفوف النظام وتصويره ونشر الفيديو على
وسائل التواصل الاجتماعي جعل الحركة محل انتقاد شديد، وهي جريمة بحق الحركة
والثورة السورية قبل أن تكون بحق طفل صغير، ذلك لأن هنالك جهات عديدة تنتظر مثل
هذه الأخطاء من أجل شيطنة الثورة السورية.
ومن أجل مزيد من الشيطنة
يركز الإعلام على أن الطفل فلسطيني الهوية، رغم أن ذلك غير ذي صلة في هذه الحادثة،
فهم قتلوه لأنه يقاتل في صفوف النظام وليس بسبب هويته.
وما حصل هو جريمة من
ناحيتين: لا يجوز معاقبة الأطفال على اخطاء ارتكبوها أو تم التغرير بهم وتجنيدهم
للقتال في صفوف مليشيا إجرامية، خاصة إن كانت العقوبة القتل.
والناحية الأخرى هي
القتل ذبحًا باستخدام سكين فهي طريقة إعدام مخالفة للشرع وغير إنسانية، فلا يجوز
تعذيب الشخص بهذه الطريقة، والإعدام المتعارف عليه هو قطع الرأس باستخدام السيف من
أجل أن يكون الموت سريعًا وبدون تعذيب.
الذبح باستخدام السكين
هي من الإبداعات الإجرامية لكل من النظام السوري وتنظيم داعش، ولا يجوز لتنظيم
يحاربهما التشبه بهما بأي حال من الأحوال.
وبينما تتجنب فضائية
الجزيرة بث أي شيء عن جرائم داعش بحق المدنيين بما فيه قطع الرؤوس الذي يصورونه
ويتفاخرون به وينشرونه على مواقعهم ووكالات أنبائهم، وترفض الكلام عن مذبحة عشيرة
الشعيطات التي قتل فيها تنظيم داعش حوالي ثلاثة آلاف مسلم سني سوري لأنهم لم
يعلنوا الولاء للتنظيم.
نجدها تلقفت هذا الخبر ووجدته
مناسبة لجلد حركة نور الدين زنكي رغم أن الحركة وقيادتها استنكرت ما حصل ووعدت
بمعاقبة ومحاسبة المجرمين، وكما يقول المثل "عندما يقع الجمل تكثر
السكاكين".
الثوار السوريون يجب أن
يكونوا أكثر حذرًا مما يحاك لهم، وكل خطأ (حتى لو كان فرديًا) يستغل من أجل
تشويههم فيما تحرص وسائل الإعلام على نفخ تنظيم داعش حتى يقال للشعوب العربية: إما
الاستبداد وإما داعش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق