الأربعاء، 30 مارس 2016

أخطاء الإعلام الصهيوني بالتعامل مع قضية الشهيد عبد الفتاح الشريف




المتابع لإعلام الصهاينة بخصوص جريمة قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف يجد أمرين:

الأول: هنالك حملة واسعة لدعم موقف الجندي الصهيوني من ساسة ونشطاء ووسائل إعلام ووزراء في حكومة الاحتلال.

الثاني: وضمن مساعي الدفاع عنه يقوم الصهاينة بنشر فيديوهات وتقارير لحالات سابقة تم فيها إعدام الجرحى الفلسطينيين، حتى يثبتوا أن ما قام به الجندي هو أمر عادي بل بطولة ويجب أن يكون قدوة لكل صهيوني.

هذه فرصة ذهبية لمن يدافع عن القضية الفلسطينية ليثبت وحشية الصهاينة وأنه لا فرق بينهم وبين داعش أو النازيين، وذلك من خلال جمع وترجمة أقوالهم وتصريحاتهم التي يدافعون فيها عن جريمة قتل الجرحى، وأيضًا من خلال جمع الفيديوهات القديمة التي تثبت أنها ليست الحالة الوحيدة.

إعدام الجرحى من الأسرى هي جريمة ودناءة لا يقوم بها إلا المجرمون عديمو الإنسانية، حتى لو كان أولئك الجرحى مقاومون أو مقاتلون، وبدلًا من الإنشغال بأمور ثانوية يجب التركيز على هذا الجانب الإجرامي للكيان حتى نزيد من حصاره وعزله دوليًا.

للأسف إعلامنا لا يرتقي لما يجب أن يكون عليه فهو منشغل بردات فعل عاطفية ولا يسير على أجندة مدروسة، فمثلًا:

الأحد، 27 مارس 2016

عدالة "إسرائيل": اعتقال الجندي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف




المهزمون نفسيًا (وما أكثرهم) ينظرون بعين الإعجاب لقيام جيش الاحتلال باعتقال الجندي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف والتحقيق معه، ويعتبرونه دليلًا على أن "إسرائيل" دولة قانون ولو كانت مجرمة وأنها أفضل من الأنظمة العربية.

وهنا يجب الرد على هذه المغالطة المفضوحة بالآتي:

أولًا: هذا الجندي أراه أقل إجرامًا من الجنود في الفيديو المرفق والذي يوثق قتل الشهيد عبيدة ماهر القدسي عام 2009م.

أطلقوا عليه النار في 26/8/2009م وكما نرى نكل به جنود الاحتلال وهو مصاب بشكل بالغ، ورغم أنه كان يستطيع الوقوف والحركة إلا أنه نزف بشكل كبير، وبقي في المستشفى يعاني آلام الإصابة حتى استشهد بعد أقل من عشرين يومًا بتاريخ 13/9/2009م.

من الأكثر إجرامًا برأيكم: الذي يقتل مصابًا أم الذي يترك مصابًا يتعذب بجراحه حتى الموت؟

السبت، 26 مارس 2016

حول إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف




إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف (الخميس الماضي) ليس أول عملية إعدام ميداني يقوم بها جنود الاحتلال، لكنها الأوضح توثيقًا حيث كان الشهيد مصابًا وممددًا غير قادر على الحركة لفترة من الوقت وفجأة أطلق عليه الجندي النار .

عندما أعدمت الفتاة هديل عواد في بداية الانتفاضة رغم إصابتها على يد شرطي صهيوني، رفض وزير الأمن الداخلي الصهيوني محاسبته وقال من العار محاسبة شخص كان يقوم بواجبه.

والجندي اليوم وجدوا له مبررًا تارةً أنه كان متوترًا نفسيًا بسبب العملية، أو كما التعبير الدارج عندنا "فورة الدم"، وتارةً أنه خاف من أن يكون الشهيد ينوي تفجير نفسه.

أول حادثة إعدام ميداني لأسرى فلسطينيين وثقتها كاميرات الصحافة كانت عام 1984م وتعرف بعملية خطف الباص رقم 300، عندما وثقت كاميرات الصحفيين اعتقال الشهيد مجدي أبو جامع وهو بصحة جيدة ويقف على قدميه، ليفاجئ الجميع بالإعلان عن مقتله ورفاقه الثلاثة صباح اليوم الثاني خلال "الاشتباك مع الجنود".

اعرف عدوك: أثر صعود التيارات الدينية اليهودية على القضية الفلسطينية




من إفرازات انتفاضة الأقصى ميل المجتمع الصهيوني نحو اليمين، كما أن السنوات الماضية شهدت تزايدًا لنفوذ المتدينين اليهود في الحكومة ومؤسسات الدولة، ممثلين بالتيارين: القومي الديني (أو الصهيونية الدينية)، والحريديم (أو الأولترا أرثوذكس)، ومن بين أبرزهم روني الشيخ رئيس جهاز الشرطة الصهيونية الحالي والنائب السابق لرئيس الشاباك.

ويمكن لمن أراد المزيد حول زيادة تغلغل التيارين أن يتابع الدكتور صالح النعامي الباحث في الشؤون الاسرائيلية، لكن سأتكلم عن انعاكسات ذلك علينا كقضية فلسطينية وما الذي يجب أن نفعله لمواجهة ذلك.

تعريف سريع بالتيارات الدينية:

التيار القومي الديني:

يقوم على الجمع بين الفكر الصهيوني والتدين اليهودي، يمثله حزب البيت اليهودي، هو الأكثر تشددًا في القضايا السياسية لكن في القضايا الاجتماعية فيقف في الوسط بين العلمانيين والمتدينين الحريديم.
يلبس رجاله قبعة المتدينين البيضاء او الملونة وهو منخرط في الحياة السياسية منذ نشأة الكيان لكن نفوذه تعاظم في السنوات الأخيرة.

يعتبر الاستيطان في الضفة أهم أولوياته على الإطلاق لأنه يعتبرها أرض "الآباء" والأرض التي حصلت فيها أغلب القصص التوراتية.

التيار الحريدي:

ويقوم على التمسك بتعاليم التوراة بحذافيرها وبما جاء في التلمود، وهو يرفض الصهيونية لأنها تمثل فكرًا علمانيًا لا يلتزم بالتوراة.

الخميس، 24 مارس 2016

المرأة والدجاجة




لا أعلم سر هوس التشبيهات العجيبة المنتشرة التي تحاول شرح أهمية الحجاب بالنسبة للمرأة، فتارة يشبهون المحجبة بالحلوى المغطاة وغير المحجبة بالحلوى المكشوفة التي يتكاثر عليها الذباب.
 
ومرة يشبونها بالآيفون المغطى والمكشف، وأخرى بالمصاصة المغطاة وغير المغطاة، وآخر نسخة رأيتها كانت بالأمس تشبه المرأة المحجبة بالدجاج المكتسية بالريش، والمرأة غير المحجبة بالدجاجة منتوفة الريش.

أولًا: الحجاب وحده لا يحمي المرآة من التحرش، ويوجد شباب يلاحقون المحجبات بل حتى المنقبات، وأكثر من ذلك نجدهم على الفيسبوك يتحرشون بنساء لا يعرفون شكلهن ولا عمرهن وقد تكون الواحدة منهن في عمر أمه أو جدته، لكن كلمة "فيميل" على بروفايلها تحرك في داخله هرمون التحرش.

ثانيًا: وفي المقابل الاحتشام والحجاب يساعد بحماية المرأة إلى حد ما، لكن شرح مزايا الحجاب والستر ليس أمرًا معقدًا حتى نلجأ إلى أمثلة غريبة، فأي فتاة بالدنيا (مسلمة وغير مسلمة) لو واجهتها نظرات غير بريئة من شباب تلجأ تلقائيًا لتغطية ما تكشف منها.
 
نحن نضرب الأمثلة عندما تكون الفكرة معقدة وعصية على الفهم لكن هنا الفكرة بسيطة وليست بحاجة لوسيط كي يفهمها الناس.

هل انتهت انتفاضة القدس؟



مع انخفاض وتيرة المواجهات الجماهيرية وعمليات المقاومة الفردية، نطرح السؤال المهم هل انتهت انتفاضة القدس والأمور تتجه نحو التهدئة من جديد؟

إن كنا نتكلم عن دوافع تنفيذ العمليات وانطلاق انتفاضة القدس فهي ما زالت كما هي: انسداد الأفق السياسي، وتمدد الاستيطان وتغوله، وتهويد المسجد الأقصى، وخطر تصفية القضية الفسطينية، والقهر الاجتماعي والاقتصادي.

إن كنا نتكلم عن البيئة الحاضنة للمقاومة فهي ما زالت تحافظ على ذاتها، كما أن أدوات تنفيذ العمليات ما زالت متوفرة (وهي بالأصل بسيطة – سكاكين وسيارات وبنادق تصنيع محلي).

ما يؤثر سلبًا على انتفاضة القدس: التنسيق الأمني وسعي السلطة وفتح لإجهاضها ووقفها، وهذا يعقد عملية الحصول على سلاح وأدوات متطورة لتنفيذ العمليات، والحملة الإعلامية الشرسة ضدها ووصفها بالموت المجاني وأنها مجرد هبة عابرة، وعدم وجود جسم تنظيمي يحتضنها ويوجهها.

إلا أن العامل السلبي الأكبر هو التكلفة العالية للعمليات مقابل ضعف المردود، وهذا يعود لقلة خبرة المقاومين وعدم وجود تنظيم يوجههم ويزيد من جرعة الوعي، وعدم اهتمام الإعلام الفلسطيني (بما فيه إعلام المقاومة) بتوجيه وتوعية المقاومين.

العمليات الناجحة تجر المزيد من العمليات، بينما العمليات غير الناجحة تجعل الشباب يتردد ويفكر أكثر من مرة قبل الإقدام.

والاحتلال طبق إجراءات وقائية بالفترة الأخيرة صعبت تنفيذ عمليات المقاومة، وقللت من خسائر الصهاينة وهذا عامل إحباط لدى المقاومين لكن الجو العام كما أسلفت ما زال يدفع باتجاه مقاومة الاحتلال.

بالتالي يمكن القول أن انتفاضة القدس تمر بمرحلة سبات، قد تستمر لأيام أو لأسابيع، ورغم عدم وجود قيادة مركزية لها لكننا نلاحظ أن المقاومين يتعلمون ويدرسون الواقع، فهنالك تراجع بالفعاليات الجماهيرية بسبب كلفتها العالية من اعتقالات وإصابات ومردودها البسيط، ونفس الشيء ينطبق على العمليات الفردية (الطعن والدهس).

وفي المقابل هنالك استمرار بوتيرة ثابتة بأعمال رشق الحجارة والزجاجات الحارقة التي لها تكلفة منخفضة نوعًا ما ومردودها جيد، وهذه الاستمرارية تؤكد على ما قلته أن الانتفاضة تمر بمرحلة سبات وليس مرحلة أفول، كما أنها تؤكد على أن الوضع لن يعود إلى مرحلة ما قبل الانتفاضة وما قبل جريمة حرق عائلة الدوابشة، مهما رأينا من تراجع بالعمل المقاوم.

المفتاح إذن هو التخطيط الجيد للعمليات وتطوير مستواها بحيث تكون قادرة على اختراق إجراءات الاحتلال الأمنية، إن كان هنالك تأخير بالعمل المقاوم من أجل التخطيط الجيد فهذا في صالح انتفاضة القدس، فطبيعتها تحتمل التأجيل لأنها مواجهة طويلة الأمد وليست معركة مصيرية حاسمة تحتاج لإجراءات سريعة.

المقاومون الفرديون سيتعملون وسيخترقون إجراءات الاحتلال كما أثبتوا بالفترة الأخيرة لكن وجود مقاومة منظمة تساعدهم على التعلم بشكل أسرع وتلافي أخطاء الآخرين، وإن تعذر وجود العمل المنظم فالتوعية الإعلامية تساعد جزئيًا على ذلك.

الثلاثاء، 22 مارس 2016

في ذكرى معركة الكرامة




يوم أمس كانت ذكرى معركة الكررامة، ومنذ عام 1968م حتى 1982م ضيعت فرص تاريخية للانتصار على الاحتلال الصهيوني، وأنزلقت منظمة التحرير في حروب أهلية في الأردن ولبنان، أوصلتها في نهاية المطاف إلى مرحلة استجداء السلام مع المحتل الصهيوني .

اليوم أصبح الكلام عن محاربة الكيان الصهيوني في الأردن بمثابة خيانة للوطن، وأي محاولة لتنفيذ عمليات ضد المحتل تعتبر جريمة ليس فقط في نظر النظام بل عامة الشعب من فلسطينيين وأردنيين، حتى من الذين يغنون ليل نهار أنا لن ننساك يا يافا.

لو بقيت الجبهة الأردنية مشتعلة لما بقيت انتفاضة القدس لوحدها تعاني الأمرين من قلة توفر السلاح.

أخطاء منظمة التحرير ندفع ثمنها اليوم دمًا غزيرًا، والنظام العميل استغلها إلى أقصى حد.

العنتريات والسماح بإنحراف البوصلة كانت الأخطاء القاتلة، وأكتملت أركان الجريمة باستسلام الجميع لأجندة النظام التي تخون العمل المقاوم المسلح إنطلاقًا من الأردن.

الاثنين، 21 مارس 2016

ما وراء تصعيد داعش (ولاية سيناء) الأخير




بداية أحب التوضيح بأني لست ممن يؤمنون بأن كل التفجيرات والعمليات العسكرية التي تحصل في مصر هي من تدبير النظام لكي يبرر مواصلته قمع الإخوان المسلمين ومعارضيه، فما حصل في رابعة (وهو من أكبر جرائم العصر) تم بدون وجود أي "عملية استخدمت لتبريره".

وهنالك أدلة كثيرة تشير إلى أن أكثر من 95% من هذه العمليات تقف وراءه تنظيمات وجماعات مختلفة التوجهات والأهداف وليست من فبركة النظام المجرم، ولا يوجد مجال لنقاشه الآن لكن أحببت أن أطرحها في البداية لأن كلامي اللاحق مبني على هذه الحقيقة.

خروج قادة حماس من غزة واجتماعهم مع المسؤولين المصريين من أجل حل الإشكاليات، واكتفاء النظام الانقلابي بتعهد كلامي من حماس بعدم دعم أي جهة عسكرية في مصر وتأكيدها على أن بندقيتها ضد الاحتلال فقط، يدل على أن كل ما قيل حول دورها في مصر كان مجرد حرب إعلامية لا صلة لها بأرض الواقع.
لو كان النظام الانقلابي مقتنعًا بوجود دور عسكري لحماس لما اكتفى بالتصريحات ولطالب بإجراءات عملية على الأرض.

المشكلة الأولى والمحورية التي تمنع فتح معبر رفح وعلاقات طبيعية بين قطاع غزة ومصر، هو الاحتلال ورفضه رفع الحصار عن قطاع غزة، والنظام الانقلابي لا يملك إلا السمع والطاعة.

وكل ما أشيع عن الوضع في سيناء أو علاقات حماس الإخوانية مجرد ثرثرات إعلامية وحرب نفسية لا صلة لها بالواقع، وحل التوتر الإعلامي بين حماس والنظام الانقلابي يساهم بحل جزئي لمشكلة حصار غزة وليس حلًا جوهريًا.

الأحد، 20 مارس 2016

الاحتلال يتكتم على خسائره فهل نملك الوعي الكافي؟




من متابعتي للإعلام الصهيوني بالفترة الأخيرة لاحظت توجهًا واضحًا للتقليل من حجم خسائره في عمليات الطعن لحظة الحدث، وبعد مرور عدة ساعات وبرود الحدث يبدأ بالكشف عن الخسائر بشكل أكبر.

عملية الطعن يوم الخميس االماضي والتي أصيبت بها مجندة صهيونية قالوا في البداية أن إصابتها متوسطة، ثم بعد ساعات قالوا إصابتها متوسطة إلى خطيرة وفي مساء الجمعة قالوا أن صحتها تحسنت وأنها استفاقت من الغيبوبة، حيث أصيبت بسبع طعنات في الرقبة والظهر!
من إصابة متوسطة إلى غيبوبة استفاقت منها.

وهذه صورة الجندي الذي طعنه الشهيد عبد الله العجلوني صباح السبت في الخليل، قالوا أن إصابته طفيفة، لست مختصًا لكن من الواضح أنها ليست طفيفة كما تظهر في الصورة، هذه إصابة متوسطة على الأقل.

الاحتلال يريد طمأنة جمهور المستوطنين بأن الخسائر طفيفة وخاصة في لحظة الحدث، أما بعد بروده فالاهتمام يقل ولا ضرر لو نشرت الأخبار الصحيحة.

وللأسف فالكثير من وسائل الإعلام الفلسطينية لا تذكر الخسائر الصهيونية من الأصل، وبعضها يتعمد ذلك لأنه يمثل جهات غير معنية بنجاح الانتفاضة (السلطة وفتح)، ويريد أن يقنع الجمهور الفلسطيني أن العمليات لا تأتي بنتيجة وأنها "موت مجاني".

كما رأينا صفحات فلسطينية كثيرة (منها ما هو محسوب على المقاومة) يخدم الاحتلال بطرق عديدة، مثل نشر صورة المجندة التي طعنت وهي صورة لها قبل العملية مع ابتسامة بريئة، كأنهم يؤنبون منفذي العملية لماذا يهاجمون هذه الفتاة الجميلة البريئة!!

وأسوأ من ذلك قامت صفحة تزعم أنها محسوبة على المقاومة بوضع خبر مكذوب مرفق مع صورة المجندة، حيث قال الخبر "المجندة المطعونة بعد خروجها من المستشفى تعود للخدمة العسكرية وتأخذ صورة سلفي"!! بينما كانت المجندة لحظة كتابة الخبر في غرفة الإنعاش!!

للأسف إعلام الاحتلال يحاول المحافظة على معنويات المستوطنين، أما الكثير من وسائل إعلامنا ليست أكثر من إعلام رداحات ولطميات تجيد تحطيم المعنويات.

لماذا دوما مرة أخرى؟

لماذا دوما مرة أخرى؟

بقلم: ياسين عز الدين

ما بين جريمة حرق عائلة الطفل علي الدوابشة العام الماضي وصباح اليوم حيث أحرق منزل قريبهم وجارهم إبراهيم الدوابشة، كان هنالك عشرات جرائم حرق المنازل على يد عصابات تدفيع الثمن الصهيونية.

وكان هنالك هدم مئات المنازل وتشريد آلاف الناس خلال هذه الفترة التي لا تتجاوز الثامنية شهور على يد سلطات الاحتلال، من بينها قرى بأكملها مثل تجمع أبو نوار شرقي القدس، لكن كلها لم تحظ بنفس اهتمام حرق منزل إبراهيم الدوابشة فجر اليوم، لماذا؟

لأن الموضوع قضية رأي عام وتسقطب اهتمام الناس، وفرصة للتجارة بالوطنية واستعراض العضلات من خلال التصريحات وتوعد الاحتلال بالذهاب إلى محكمة العدل الدولية، أو تهديد بزراعة التفاح حتى ينهار.

ولم أر موقفًا حقيرًا مثل ما قامت به السلطة قبل أيام من تنظيم حفل لتوديع الطفل أحمد الدوابشة قبل ذهابه إلى ريال مدريد، وأجباره على حضور كلمات محافظ نابلس ومسؤولي السلطة الذي أرادوا التكسب منه، علمًا بأنهم لم ينظموا الرحلة ولم يساهموا بها.

بل أكثر من ذلك طاردوا والده أثناء حياته ومنعوه من الحصول على رخصة قيادة سيارة عمومية لأنه كان مقربًا من حماس والآن يريدون التكسب من دمائه وآلام ابنه.

وتابعت صباح اليوم نقاشًا مثير للغثيان بين رئيس المجلس المحلي لدوما ورئيس لجنة مقاومة الاستيطان وليد عساف، حول توفير وسائل حماية للقرية حيث اتهم رئيس المجلس المحلي عساف بأنه لم يوفر للقرية عصي للتصدي للمستوطنين!!

هل هذا مفهومكم للحماية؟ بإمكانك شراء "عصي مكانس" من أي محل بقالة لو كان هذا المطلوب لحماية قريتك!

لم يتكلم أحد عن الضغوط التي مارستها السلطة على شباب ونشطاء القرية بعيد جريمة القتل العام الماضي ليوقفوا التوتر مع سلطات الاحتلال وليتوقفوا عن التظاهر في القرية حتى لا يحرجوا السلطة، ولم يتكلم أحد عن اعتراف رامي الحمد الله على فضائية القدس بأنه يتم اعتقال المقاومين ممن يحملون السلاح للدفاع عن أبناء شعبهم.

المشكلة أصبحت منحصرة في توفير عصي المكانس! هذا لأن الاهتمام بقضية عائلة الدوابشة ودوما هدفه إعلامي وحتى تقول السلطة ودكاكين الإعلام وحقوق الإنسان أنها تقاوم وأنها تهتم بالقضايا الوطنية.

أما آلاف الناس الذين هجروا من بيوتهم خلال الشهور الثمانية الماضية، والعشرات الذين أحرقت عصابات تدفيع منازلهم فلا أحد يهتم بهم لأنه ليسوا مادة إعلامية وليسوا قضية للتكسب والتجارة.

وذلك حتى ندرك أنه لا توجد استراتيجية لمواجهة الاحتلال في الضفة أو وقف تغوله وتمدده، في أحسن الأحوال لدينا ردود أفعال وفي أسوأها لدينا سلطة ومؤسسات تتكسب بآلام ومعاناة الناس.