السبت، 30 يوليو 2016

كيف يمكن التصدي للتدخل الأمريكي في بلداننا؟




المشهد الأول:

أمريكا دعمت وحركت المحاولة الانقلابية ضد أردوغان، ليس فقط من خلال غولن بل من خلال جهات مختلفة.

في اللحظات الأولى للمحاولة الانقلابية أبدت الصمت وعندما فشل الانقلاب انتقدته وأعلنت وقوفها إلى جانب الديموقراطية.

عندما بدأ أردوغان بإقصاء من ساهموا بالانقلاب بمن فيهم رجال أمريكا بدأت الانتقادات تخرج وآخرها تصريح مدير "السي آي أيه".

المشهد الثاني:

أمريكا أرسلت حفتر في بداية الثورة الليبية ليأخذ دورًا له فيها، وبعد سقوط مرسي دعمت تحركه للانقلاب على الثورة.

شكلت حكومة السراج كحل وسط بين الأطراف المتنازعة في ليبيا والغرب أعلن دعمه للحكومة، لكن حفتر كان من الرافضين لها.

الجمعة، 29 يوليو 2016

فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة هل يحل المشكلة؟






أعلن الجولاني يوم أمس فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة، وحل الجبهة والعمل تحت مسمى جديد "جبهة فتح الشام"، وذلك استجابة لدعوات كثيرة من أجل هذه الخطوة لأن علاقة النصرة بالقاعدة كانت ذريعة للأمريكان من أجل منع وصول الدعم للثورة السورية، ولأن الروس يتذرعون بمحاربة جبهة النصرة.

ولا استبعد الدور القطري في إقناع جبهة النصرة بهذه الخطوة بحكم العلاقة بين الطرفين، والسؤال الجوهري هو ستحل هذه الخطوة مشكلة الثورة السورية؟

الخطوة متأخرة جدًا لكن جيدة وفي الاتجاه الصحيح ولا أتوقع أن يكون لها تأثير حقيقي إلا إذا ترافقت معها عدة أمور:

أولًا: الأمريكان والروس اعتبروا أن الخطوة لم تغير في شيء وأنها مجرد تغيير أسماء وهذا متوقع نظرًا لطريقة إعلان فك الارتباط وتوقيته المتأخر جدًا، وأيضًا لأن مصالحهما تقتضي أن لا يعترفا بأن هنالك تغيير.

ربما ستحاول قطر تسويق هذا التغيير لكن هذا مشروط بتغيرات كثيرة سواء في تصرفات النصرة أو سيطرة الثوار السوريين على الأرض، فكلما تراجعوا أمام النظام سيزداد تشبث الأمريكان والروس بشيطنة النصرة والثورة السورية.

ثانيًا: الأمر الأكثر أهمية هو أن تفك جبهة النصرة ارتباطها الفكري مع القاعدة وليس فقط التنظيمي، هذا الفكر الذي دفع النصرة لتدمير 11 فصيلًا من الجيش الحر، وإثارة الفتن الداخلية في صفوف الثورة السورية.

الخميس، 28 يوليو 2016

احذروا الحرب النفسية في سوريا




ما هو أخطر من اكتمال الحصار على حلب هو الهزيمة النفسية فالأضرار الميدانية يمكن تعويضها لكن الهزيمة النفسية ستقود للمزيد من الهزائم الميدانية لا سمح الله.

قدرة النظام على قطع طريق الكاستيلو لم تغير الوضع الميداني بشكل كبير لأن الطريق مشلول منذ عدة أسابيع بسبب الغارات الجوية والقصف البري، إلا أن الروس والنظام السوري يريدون استغلال الحدث لخلق حالة هزيمة نفسية تحقق لهم المزيد من المكاسب الميدانية.

وهكذا نلحظ عدة إجراءات ضمن الحرب النفسية:

أولًا: الكلام عن فتح ممرات لخروج المدنيين والمسلحين، والهدف من هذا الكلام هو الإيحاء بأن المعركة انتهت وحتى يصبح موضوع الخروج من حلب خيارًا قيد النقاش.
 
مع العلم أن الثوار يستطيعون مقاومة الهجوم "الروسي - الأسدي" داخل المدينة لأشهر طويلة على الأقل ضمن موازين القوة الحالية.

ثانيًا: كلام بشار الأسد عن العفو عن المسلحين ويخدم نفس الهدف السابق أي الإيحاء بأن الحرب حسمت.

ثالثًا: كثرة التسريبات عن حلول سياسية وتسويات، بما فيه الإشاعات عن احتمال وجود صفقة روسية تركية، وكله كلام لا أصل له بل تسريبات هدفها إرباك وضع الثوار الداخلي، وبدلًا من التركيز على القتال وإسقاط النظام يبدأ نقاش عن "الخروج بأقل الأضرار".
 
ومن متابعتي لسياسة روسيا في سوريا فالهدف النهائي هو سحق الثورة السورية وتهجير أكبر عدد ممكن من المسلمين السنة وتحويلها إلى دولة طائفية متعددة الأديان، وإعادة تأهيل نظام الأسد بأسوأ مما كان.

لا ننسى أن الحديث عن معركة حلب واسترداد النظام لها منذ عامين أو أكثر، وصمود الثوار رغم طعنات داعش من الخلف في وجه ثاني أقوى جيش في العالم والمليشيات المؤازرة له هي معجزة بحد ذاتها.

البدائل أمام الثوار كثيرة مثل أن يلجأوا لحرب العصابات وبدلًا من الحرص على الحفاظ على المواقع يكون الحرص على إيقاع الخسائر في العدو وبالأخص الروس لأنهم المفتاح لهزيمة النظام، فتكبيدهم خسائر كبيرة يعني تقليص فترة وجودهم في سوريا.
لكن في كل الأحوال فالهزيمة ليست خيارًا.

لماذا الهجمة الأمنية على جامعة النجاح؟




كانت الاعتقالات في جامعات الضفة تزداد مع موسم الانتخابات من أجل التأثير عليها، لكننا انتقلنا اليوم لمرحلة جديدة.

اعتقالات مع موسم استقبال الطلبة الجدد والتركيز اليوم وأمس على جامعة النجاح، اعتقالات بالليل لجيش الاحتلال وصباحًا الأمن الوقائي يهاجم مركز استقبال الطلبة الجدد للكتلة الإسلامية.

لا توجد انتخابات قريبة في النجاح وحتى الموعد المحدد الفصل القادم سيتم تأجيله لأن الإدارة الفتحاوية تريد حرمان الكتلة الإسلامية من الفوز.

إذن هذا إثبات أن الصراع في الجامعات ليس على كراسي مجالس طلبة بل هو على وعي الطلبة وعقولهم وقلوبهم، يريدون قطع الطريق أمام الكتلة الإسلامية لكي لا تستطيع التأثير على الطلبة سواء دينيًا أو سياسيًا.

جامعة النجاح لها أهمية في هذه الحرب الطاحنة ضد الكتلة الإسلامية لأسباب ثلاثة:

1- رئيس الوزراء رامي الحمد الله يعتبرها مزرعته الخاصة فلا يريد السماح لأي وجود لحماس في مزرعته.

2- ما زالت نابلس وشمال الضفة لحد اللحظة خارج نطاق انتفاضة القدس، والنشاط القوي للكتلة الإسلامية قد يقلب المعادلة رأسًا على عقب، ودخول نابلس على خط الانتفاضة بقوة سيقلب موازين القوى بشكل رهيب.

لعبت الكتلة الإسلامية دورًا محوريًا في إشعال انتفاضة القدس في رام الله والخليل وأبو ديس، وهاجس الاحتلال والسلطة هو أن تلعب نفس الدور في نابلس.

3- جامعة النجاح هي أكبر جامعات الضفة من حيث عدد الطلاب وبالتالي تفاعل الكتلة الإسلامية مع الطلبة يعني قدرة للتأثير على قطاعات أوسع من الطلبة.

من المهم أن يدرك ابن الكتلة في جامعة النجاح وغيرها من الجامعات الفلسطينية أنه في الخطوط الأمامية للحرب ضد الاحتلال، صحيح أنه يحمل كرتونة ويوزع كراسات، لكنها الخطوة الأهم في معركة كسب عقول وقلوب الطلبة لصالح خيار المقاومة.

والشهيد محمد الفقيه لم يعرف طريق المقاومة إلا من خلال الجامعة، وتحديدًا جامعة النجاح، ولطالما كانت جامعات الضفة مصانع المقاومين والمجاهدين.

الأربعاء، 27 يوليو 2016

أحمد منصور وانتقادات ليست في محلها




أعاد أحمد منصور نشر مقال كتبه عام 2012م هاجم فيه محمد مرسي، واعتبر أحد الإخوة أن المقال رد على منتقديه الذين يقولون لماذا لم يحذر من الانقلاب قبل حصوله.

قرأت المقال جيدًا وهو في الحقيقة نقطة على أحمد منصور وليست في صالحه، وملخص المقال انتقاد شديد لمحمد مرسي لأنه ساكت على جو الفوضى في محيط القصر الرئاسي (اعتصامات ومظاهرات) وداخل القصر الرئاسي.

وطالب محمد مرسي وقف هذه "لإهانة" بحق موقع الرئاسة المصرية، وبما معناه أن مرسي فوضوي مهزوز الشخصية ولا يستحق أن يكون في موقع الرئاسة.

واضح من قراءة المقال أن أحمد منصور في تلك اللحظة وقبل الانقلاب ببضعة أشهر لم يكن يشعر بأن هنالك انقلابًا على الطريق لسببين:

الأول: يتكلم على اعتبار أن الفوضى سببها لامبالاة مرسي وعدم إصداره الأوامر، بينما الحقيقة التي بتنا نعرفها جميعًا اليوم أن مرسي لم يكن يستطيع تنفيذ أيًا من أوامره وأن موظفي الدولة بكافة مستوياتهم كانوا حريصين على مخالفة الأوامر من أجل إفشال مرسي.
 

الشهيد محمد الفقيه ومهنة قهر المستحيل



الشهيد محمد الفقيه اعتقل لدى السلطة عام 2011م لمدة 50 يومًا، وعادة الاعتقال لهذه المدة الطويلة لدى السلطة تكون على خلفية شكوك بوجود علاقة له بالعمل العسكري.

كما اعتقل هذا العام لدى السلطة لمدة أسبوع، واستدعي لمقابلة مخابراتها ثلاث مرات.

الشهيد رغم هذا التضييق والحصار والإجراءات الأمنية للاحتلال والسلطة، استطاع تجنيد أحد عناصر الأمن الوطني (الأسير محمد برويش) والذي وفر له بندقية "سرقها" من الجهاز، ونفذ العملية رغم كل الإجراءات القاتلة.

الشهيد يثبت أن العمل المقاوم في الظروف المستحيلة ليس مستحيلًا وأن لكل مشكلة هنالك حل.

والشهيد ليس استثناءً بل هذا ديدن أبناء حماس ومن يرى كيف تعمل الكتل الإسلامية في جامعات الضفة رغم كل الظروف المستحيلة: اعتقالات ومنع نشاطات وتضييق وإغلاق المطابع التي تتعامل معها، لكنها تعمل وكأنه لا يوجد شيء.

الظروف صعبة ومستحيلة لكن هنالك رجال وفتيات مهنتهم قهر المستحيل.

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

ما بين مخيم قلنديا وقرية قلنديا




مخيم قلنديا يسكن فيه 15 ألف مواطن وكان المخيم في طليعة انتفاضة القدس وعمليات المقاومة، هدم الاحتلال منذ بدء الانتفاضة ثلاثة أو أربعة منازل فيه بتهمة مقاومة الاحتلال.

قرية قلنديا المجاورة عدد سكانها حوالي ألف وخمسمائة فقط ولم يكن لها دور نشيط في مقاومة الاحتلال، في ليلة واحدة هدموا 12 منزلًا بتهمة عدم الترخيص والقرب من جدار الفصل.

النتيجة التي نخرج بها هي أن الاحتلال يستهدفنا كلنا سواء قوامنا أم لا نقاوم، وكل ناس يستهدفهم بذريعة مختلفة، وعدد ما هدم بتهمة عدم الترخيص منذ بدء العام يتجاوز عدة مئات وهنالك عشرات آلاف المنازل مهددة بالهدم لنفس التهمة.

وفي المقابل ما هدم بتهمة مقاومة الاحتلال بضع عشرات والمهدد بالهدم بنفس التهمة لا يتجاوز بضع عشرات أيضًا.

إضافة لذلك فالاستيطان متواصل ليل نهار لكن بدون إعلانات رسمية وعندما تحصل عملية يأتي نتنياهو ويقول ردًا عليها سنقوم ببناء كذا وحدة استيطانية، علمًا بأنه كان سيبنيها بدون الإعلان عنها لو لم تحصل العملية.

لذلك لا يظن أحد أنه في معزل وأمان من إجرام الصهاينة فالوجود الفلسطيني هو المستهدف، وأنت أمام خيارين: إما القضاء عليك بهدوء وأنت ساكت، وإما أن تقاوم محاولة القضاء عليك مع بعض الضجيج.

أحمد منصور والحكمة بعد فوات الأوان


عند أحمد منصور عقدة إثبات أن ما يحصل في مصر سببه سذاجة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي، وآخر ما كتبه هو ما زعم أنه سخرية مرسي من تحذيرات قدمها رئيس المخابرات التركية حول مخططات العسكر للانقلاب عليه وأنه كان يثق بالسيسي.

بغض النظر عن دقة اتهام مرسي بالسذاجة حيث أن كلمته قبل الانقلاب كان واضحًا فيها إدراكه لما يحصل حوله، وبغض النظر عن حجم مسؤولية الإخوان في تطور الأمور وهل كان بالإمكان وضع خطة لإفشال الانقلاب أم لا.

بغض النظر عن كل ذلك فسؤالي أين كانت هذه الحكمة في ذلك الوقت؟ لماذا لا نرى حكمة أحمد منصور وغيره ممن يتناولون الشأن المصري إلا بعد فوات الأوان؟

الخلل عند أحمد منصور بالذات يتمركز في أمرين رئيسين:

الأول: أنه يسعى للإجابة عن سؤال "من المخطئ" وليس عن السؤال "أين الخطأ" و"ما هو الخطأ"، سأسلم بأن مرسي وفلان وعلان يتحملون كل المسؤولية، ما الخطوة التالية؟ هم بالسجن وسيعدمهم السيسي عاجلًا أم آجلًا، أين هي الدروس المستفادة؟
هل القول بأن "مرسي السبب" هو الدرس المستفاد؟ أم يجب أن توضح لنا ما هي الأخطاء حتى يتلافاها الجيل الجديد من القادة؟

الثاني: يعرض المشكلة ولا يقترح علاجًا لها، فتقريبًا كلنا نعرف ما هي أهم مشاكل الثورة المصرية، لكن من الذي يطرح حلولًا لها؟
 
هل انتقادك وجلدك للإخوان يحل المشكلة؟ هل السخرية المستمرة من السيسي سوف يطيح بالانقلاب؟

دعنا نرى حكمتك في تقديم الدروس التي نستفيد منها للمستقبل، خفف من كلامك عن الماضي وتكلم قليلًا عن المستقبل، هل قرأتم شيئًا لأحمد منصور أو غيره من أدعياء الحكمة عن مستقبل مصر؟ هل رأيتهم يقولون يجب أن نفعل كذا وكذا لكي نسقط الانقلاب؟

غدًا عندما يسقط الانقلاب (أو يزداد تغولًا) سيسارع أحمد منصور ليقول "ألم أقل لكم؟"، لا لم تقل لنا شئيًا فأنت كنت مشغولًا بالندب على الماضي.