تركي الفيصل |
لا
أحد يستطيع إقناعي بأن تصريحات تركي الفيصل التي وصف بها حماس والجهاد الإسلامي بأنهما
يعملان على نشر الفوضى بالمنطقة، والتي جاءت بعد تصريحات ربيع المدخلي وعبد الله
بن زايد، كانت محض صدفة.
التصريحات
الثلاث جاءت بعد تفجير داعش الانتحاري في المدينة المنورة، وبدلًا من أن ينصب
الهجوم الإعلامي السعودي والخليجي على داعش والسلفية الجهادية فتحوا هجومًا غير
مبرر على الإخوان المسلمين وحماس.
عبد
الله بن زايد هاجم فتوى القرضاوي حول العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني
رغم أنها واضحة ورغم أن القرضاوي ضد داعش والقاعدة وفكرهما التكفيري.
ربيع
المدخلي زعيم السلفية المدخلية (أو سلفية ولي الأمر) صرح بعدها بأن الإخوان
المسلمين هم شر على المسلمين من اليهود والنصارى وبدون مناسبة تدعو لذلك.
ليأتي
تركي الفيصل ويتوج الهجوم باتهام إيران بأنها تدعم الفوضى والإرهاب من خلال دعم
حماس، أي أنه لا مشكلة في إيران لو لم تدعم حماس، أي أن مشكلته مع حماس ومشروعها
والذي هو مشروع تحرير فلسطين.
ليست
تصريحات عفوية بل هو هجوم مبرمج واستغلال رخيص لتفجيرات داعش من أجل تقديم خدمات
مجانية للكيان الصهيوني عبر تشويه كل من يمثل شوكة في حلق هذا الكيان، حيث هنالك
قناعة في أروقة صنع القرار العربية أن التملق للصهاينة هو الطريق الأضمن لنيل الدعم
الأمريكي غير المحدود.
المشكلة
أن هنالك قطيع مكون من ملايين الناس تتم مداعبة غرائزه بالكلام عن الخطر الإيراني
الشيعي ليصدقوا أي هراء، ولتمرر أسوأ الأجندات تحت هذه اللافتة، وسنجد من يصفق
لكلام تركي الفيصل وبن زايد والمدخلي، رغم أن كلامهم واضح فهم يعادون حماس
والإخوان بسبب دور حماس في محاربة الكيان الصهيوني.
ومن
المفارقات الغريبة هو التقاء المحور الإيراني مع المحور السعودي في مهاجمة حماس
وشيطنتها فهل أدركنا المعادلة؟ إيران تتاجر بفلسطين والنظام السعودي يتاجر بالسنة،
وآخر اهتمامات إيران اليوم هي فلسطين، وآخر اهتمامات النظام السعودي هي أهل السنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق