الخميس، 28 يناير 2016

ملاحظات هامة بخصوص موجة العمليات الأخيرة لانتفاضة القدس




أولًا: تأتي عملية مستوطنة جبعات زئيف الليلة الماضية، بعد عمليات مستوطنات بيت حورون وعتنائيل وتقواع مؤشرًا على تغير في تكتيك عمليات الطعن، بحيث انتقلت هذه العمليات من استهداف المستوطنين على مفترقات الطرق والجنود على الحواجز (وهي أهداف محروقة)، إلى اقتحام المستوطنات واستهداف المستوطنين داخلها .

وهذا أدى لارتفاع في خسائر الاحتلال كبير البشرية والمادية والنفسية، وهذا يؤكد على كلام سابق لي بأن المقاومة تتعلم من أخطائها حتى لو كانت مقاومة فردية، هذا التغير في التكتيك أدى لانخفاض في كم العمليات لأن اقتحام المستوطنات يحتاج لتخطيط وجهد أكبر، لكن قابله ارتفاع في نوعية وكفاءة العمليات.

ثانيًا: منذ تصريحات محمود عباس والتي دافع فيها عن ماجد فرج، وأكد على منع كافة أشكال المقاومة المسلحة، واستمرار التنسيق الأمني، وجدنا أغلب عمليات المقاومة تركزت في منطقة رام الله ومحيطها (رغم الأحوال الجوية)؛ عمليات إطلاق النار على المستوطنين في حزما وقرب مستوطنة دوليف، وعمليتي الطعن في مستوطنتي بيت حورون وجبعات زئيف، بالإضافة لعدة هجمات بالزجاجات الحارقة في منطقة رام الله.

ماذا تعرفون عن الأسير الأردني عبد الله أبو جابر؟




أنهى الأسير الأردني عبد الله أبو جابر يوم الثلاثاء (26/1/2016م) إضرابه عن الطعام والذي استمر لمدة 75 يومًا محققًا أحد مطالبه وهو السماح لأهله بزيارته، حيث لم يزوروه سوى مرتين منذ اعتقاله قبل 15 عامًا (آخرهما كان عام 2008م) بالإضافة لوعود ببحث باقي مطالبه.

ما لفتني في قصة الأسير هو طريق المقاومة الذي سلكه، فالأسير من مخيم البقعة في الأردن لأسرة فلسطينية لجأت إلى الأردن بعد نكبة عام 1948م.

فبعد اتفاقية العقبة عام 1994م أتاح الصهاينة المجال للأردنيين لزيارة فلسطين عبر تأشيرات زيارة سياحية، أملًا في أن يكونوا جسرًا لتطبيع العلاقات بين الكيان ومحيطه العربي، ورغم أن القيادات السياسية الوطنية الأردنية رفضت التعاطي معها، إلا أن الآلاف من الأردنيين الفلسطينيين فكروا بطريقة أكثر براغماتية.

فقد استغلوا هذه التأشيرات للقدوم إلى فلسطين (الغالبية إلى الضفة وقلة إلى غزة) والبقاء فيها من أجل العمل بشكل "غير قانوني" وبعض النساء قدمن للزواج من أقاربهن وأقمن أيضًا بطريقة "غير قانونية"، وقد أصبحوا لاحقًا مشكلة ديموغرافية بالنسبة للاحتلال الصهيوني فألغى هذه التسهيلات بعد انتفاضة الأقصى.

الثلاثاء، 26 يناير 2016

فيتنام وانتفاضة القدس




قبل 48 عاماً في 31/1/1968م بدأ الفيتكونغ (ثوار فيتنام الشمالية)هجومًا ضخمًا تحت مسمى العملية تيت، قتل في العملية 32 ألف ثائر من الفيتكونغ مقابل ألف جندي أمريكي فقط.

أي قتل 32 ثائر مقابل كل جندي أمريكي، ولم يستطيعوا السيطرة على أي مدينة أو قاعدة عسكرية، لكنها كانت نقطة التحول التي أدت لهزيمة الأمريكان في فيتنام.

لم يكن لديهم فلاسفة يقولون #‏فيتنام_بحاجة_إلى_أبنائها_أحياء، أما في انتفاضة القدس فمقابل كل 5 شهداء هنالك قتيل صهيوني واحد، وإجمالي عدد الشهداء لم يتجاوز 170، والفلاسفة والمشبوهون في بلادنا يقولون


الاثنين، 25 يناير 2016

ما الجديد بتصريحات ماجد فرج؟




البعض يقول ما الجديد في تصريحات ماجد فرج حتى تثير كل هذه الضجة؟

أولًا: التنسيق الأمني ومصائبه معروف منذ زمن طويل، لكن السلطة كانت تكذب وتراوغ، والكثير من "المحايدين" والفصائل كانوا يتجنبون الحديث بالموضوع حتى لا يتهموا بأنه منحازون لحماس وأنهم يصدقون كلام حماس، فكان اعتراف الرجل بلسانه بهذه الطوام فرصة لهذه الفئة ليتكلموا ويهاجموا التنسيق الأمني بدون أي حرج أو خوف.

ثانيًا: في أول شهرين من الانتفاضة تعاملت السلطة بشيء من التراخي مع المظاهرات وكانت فرصة لفتح صفحة جديدة تتوقف فيها السلطة عن الوقوف بوجه المقاومة، لكن منذ شهر كانون أول (12) الماضي بدأت السلطة بمنع وملاحقة المسيرات الشعبية (مثلما حصل في بيت إيل)، وعادت معدلات الاعتقال السياسي للارتفاع، وجاءت تصريحات ماجد فرج وبعدها تصريحات محمود عباس، لتقضي على أي فرصة لفتح صفحة جديدة، ولتعود السلطة إلى سيرتها القديمة.

ثالثًا: كان التنسيق الأمني في عهد عرفات ومن بعده عباس ضمن مشروع سياسي قائم على قيام دولة فلسطينية ضمن إطار التفاوض و"المقاومة السلمية والسياسية"، لكن مع موت المسيرة السلمية وموت المفاوضات، انهار المشروع السياسي للسلطة فما الهدف من التنسيق الأمني الآن؟

في ظل الظروف الحالية التنسيق الأمني ليس إلا عمالة للاحتلال بكل معنى الكلمة، مع الإشارة إلى الكثيرين كانوا يرفضون التنسيق الأمني حتى في ظل المشروع السياسي، فما بالكم بدون أي مشروع سياسي؟

رابعًا: تأتي المقابلة لتكون جزء من حملة ماجد فرج الانتخابية لخلافة عباس، يعني أن الرئيس القادم ستعينه أمريكا ودولة الاحتلال!! هل لأجل هذا ضحى شعبنا طوال 28 عامًا منذ الانتفاضة الأولى، من أجل أن يحكمنا الاحتلال من خلال عميل يتم تعيينه بقرارات صادرة في تل أبيب وواشنطن؟

مسلمو فرنسا يقدمون الدعم للمشروع الصهيوني




أتكلم هنا عن ممارسات وأفكار خاطئة ساهمت بدعم المشروع الصهيوني بدلًا من دعم القضية الفلسطينية، والمتمثلة بمهاجمة اليهود الفرنسيين والاعتداء عليهم.

فقد زاد عدد المهاجرون اليهود من فرنسا القادمين إلى فلسطين من 3300 عام 2013م إلى 8000 العام الماضي، وذلك بعد الهجمات العديدة التي تعرض لها يهود فرنسا واستغلال حكومة الاحتلال لذلك من أجل اقناع يهود فرنسا بأن "إسرائيل" أكثر أمنًا.

تمثلت الهجمات في نوعين: هجمات داعش في شارلي ايبدو وغيرها، وأحدها استهدف محلًا للحوم المذبوحة على الشريعة اليهودية، وهجمات يشنها مسلمون من أصول عربية تنوعت بين تدنيس مقابر يهودية وبين عمليات طعن ليهود ازدادت بالفترة الأخيرة.

نحن حربنا مع المشروع الصهيوني وليس مع أبناء الديانة اليهودية، وهدفنا إخراج اليهود من فلسطين وليس جلبهم إليها، ومن لا يساعدنا في ذلك فهو خير معين للصهاينة بغض النظر عن نيته الحسنة.

للأسف كانت ردات فعل العرب العاطفية في الخمسينات سببًا بهجرة عشرات آلاف اليهود إلى فلسطين، واليوم هنالك 2.5 مليون يهودي من أصول عربية يعيشون داخل فلسطين وهم من أكثر الصهاينة حقدًا وغلوًا، ارجو أن لا يكرر مسلمو فرنسا الخطأ ذاته.

من أراد دعم فلسطين فليوجه سهامه نحو السفارة الصهيونية في فرنسا ونحو الصهاينة والشركات الصهيونية، بل بالإمكان تنظيم رحلات جماعية من فرنسا إلى المسجد الأقصى من أجل الرباط والتصدي لاعتداءات المستوطنين فهذا سيكون له الأثر العظيم في محاربة المشروع الصهيوني.

السبت، 23 يناير 2016

مقومات استمرار انتفاضة القدس وتحقيق أهدافها




لقد فاجئتنا عمليات الطعن والدهس التي ميزت انتفاضة القدس بقدرتها على الاستمرار بزخم كبير، رغم أنها عمليات فردية لا يتم التنسيق بين منفذيها، وهي إن لم تكن الشكل الوحيد للمقاومة خلال انتفاضة القدس إلا أنها أبهرت العالم بهذا الكم من الشباب الفلسطيني المستعد للتضحية بحياته من أجل القدس والقضية الفلسطينية.

وفي ظل الظروف الداخلية والخارجية السيئة، وجهود السلطة والاحتلال المحمومة لاجهاض انتفاضة القدس، يأتي السؤال الأهم كيف نحافظ على استمرارية وزخم انتفاضة القدس بحيث تكون قادرة على استنزاف الاحتلال بشكل دائم، وقادرة على تغيير الموازين الداخلية الفلسطينية لصالح خيار المقاومة، وتوسيع رقعة المواجهة عبر نقل الانتفاضة إلى فلسطين المحتلة عام 1948م.

ما هي أشكال المقاومة في انتفاضة القدس:

أولًا: العمليات الفردية وتأتي بالدرجة الأولى عمليات الطعن والدهس، ثم عمليات إطلاق النار التي ينفذها أفراد.

وهي التي تسببت بالقدر الأكبر من الخسائر في صفوف الاحتلال الصهيوني، كما أنها تسببت باستنزاف المجتمع الصهيوني نفسيًا وإعلاميًا بشكل غير مسبوق.

ثانيًا: المواجهات الجماهيرية والمظاهرات والتي بدأت قوية في الشهر الأول للانتفاضة لكنها سرعان ما تراجعت مع نهاية الشهر الثاني، حيث لم يكن هنالك قناعة واسعة بجدواها من الأصل، وجاء تظافر جهود السلطة لوأدها واعتقالات الاحتلال والأحوال الجوية لتعيدها إلى معدلات ما قبل الانتفاضة.

انتفاضة القدس تفرض إملاءاتها على حكومة الاحتلال




خلال الأيام القليلة الماضية حدثان أثبتا قوة انتفاضة القدس وقدرة المقاومة على إملاء قواعد اللعبة على العدو.

الأول - القطار الاستيطاني في شعفاط:


حيث تزايدات هجمات الحجارة على القطار الاستيطاني الخفيف لدى مروره من حي شعفاط شمال القدس، ففي خلال أربعة أيام نتكلم عن أكثر من 12 هجوم مسجل وأضرار مادية في زجاج وهيكل القطار كل مرة تقريبًا.

قبل عام ونصف وبعد استشهاد محمد أبو خضير بدأت الهجمات على القطار، وقد سخرت دولة الاحتلال كل إمكانياتها لوقف الهجمات وقد نجحت بتخفيف عددها إلى حد ما.

في الأسبوع الأخير تزايدت هذه الهجمات بشكل كبير وسط عجز وتجاهل حكومة الاحتلال، وذلك لأن ملفات وهجمات انتفاضة الأقصى كثيرة وجهود أجهزتها الأمنية مشتتة على أكثر من جبهة.

ورغم أن هنالك قوة شرطة ترافق القطار في رحلته القصيرة وسط الحي (لمسافة لا تتجاوز الكيلومترين)، إلا أن رجال الأمن الصهاينة لا يجرؤون على ملاحقة الفتيان إلا لبضعة أمتار ولا يبتعدون عن القطار، خوفًا من عمليات الطعن والدهس.

الخميس، 21 يناير 2016

ماجد فرج يقدم أوراق اعتماده لوراثة عباس




لا أرى في كلام ماجد فرج لمجلة "دفنس نيوز" الأمريكية والمختصة بالشؤون الدفاعية والأمنية، مجرد لقاء صحفي بين مسؤول في السلطة والصحافة الأمريكية، بل أكاد أجزم أنه جزء من عملية تسويق (وربما اعتماد) اسم ماجد فرج بين الأوساط الغربية والأمريكية وريثًا لمحمود عباس.

واللقاء جاء ضمن تقرير عن مستقبل السلطة في ظل انتفاضة القدس والكلام عن خلافة عباس، حيث طرح في التقرير اسمان: صائب عريقات وماجد فرج، بوصفهما أهم مستشاري عباس والمرشحين لخلافته.

بالنسبة لماجد فرج فقد تفوق على عريقات في قول ما يرغب به الصهاينة والأمريكان وباعتقادي أن هذا هو الهدف من كل التقرير؛ فعريقات شخصية معروفة غربيًا والتقرير يريد أن يوصل لصانع القرار الأمريكي رسالة أنكم ستجدون خليفة عباس المحتمل (ماجد فرج) محبوبًا وأفضل من صديقكم القديم صائب عريقات.

وماجد فرج قدم نفسه جيدًا للأمريكان والصهاينة من خلال أربع نقاط:

1)    تأكيده على دور جهازه بمحاربة انتفاضة القدس، ورغم أنه قد يكون بالغ قليلًا بعدد العمليات التي أفشلها جهازه لكن الرسالة واضحة، والتعاون مع الاحتلال أوضح.
2)    تأكيده على استمرار التنسيق الأمني من أجل الحفاظ على حبل الود مع الاحتلال، إلى أن تعود المفاوضات من جديد.
3)    اللعب على وتر داعش وأن السلطة تحارب داعش، وأن زوالها سيؤدي إلى انتشار الفكر الداعشي، ورغم أن السلطة لا يوجد لديها شيء لمحاربة داعش لكنه نفاق سياسي يقال من أجل استعطاف الغرب.
4)    قبوله بوصف انتفاضة القدس بأنها موجة إرهاب، والتأكيد على رفضه لكافة أعمال المقاومة ضد الاحتلال.