السبت، 25 أغسطس 2012

وتتواصل سياسة توزيع صكوك الغفران

عندما زار أحمدي نجاد السعودية قبل فترة قصيرة، لحضور مؤتمر القمة الإسلامية قبل فترة قصيرة، لم نجد الأقلام والتصريحات المطالبة بمنعه من الحضور، علمًا بأنه حضر مؤتمر القمة من أجل الدفاع عن النظام السوري وكان الصوت الوحيد في المؤتمر الذي اعترض على قرارات المؤتمر بحق النظام السوري، وكان خير مدافع عن النظام.

بل حتى وجدنا من يبرر للملك السعودي هذا الاستقبال الدافئ لأحمدي نجاد زاعمًا أنه من أجل إحراجه والضغط عليه، ولم نجد لا إحراج ولا ما يحزنون.

في نهاية الشهر الحالي ستعقد قمة مؤتمر عدم الانحياز في طهران، وهي قمة معد لها سلفًا ومتفق عليه منذ زمن لتكون في طهران، علمًا بأن مكان الانعقاد يدور بين البلدان الأعضاء في هذه المنظمة، ولا علاقة للمؤتمر أو لعقده في إيران بما يحصل في سوريا، مع هذا بدأنا نسمع الأصوات تتعالى مطالبة لمحمد مرسي تحديدًا بعدم الذهاب، أصوات صمتت على زيارة نجاد للسعودية (وربما دافعت عن موقف الحكومة السعودية)، أصوات تهدد مرسي بالويل والثبور إن ذهب.

لا أدري إن كان مرسي سيذهب أم لا، لكن لا يحق لمن صمت على زيارة نجاد للسعودية أن ينتقد زيارة مرسي المفترضة لو تمت، كما أن هذه صمت هذه الأصوات عن زيارة كافة قادة العالم وتركيزها على محمد مرسي وقيادته لمصر التي أعطت الثورات العربية زخمًا قويًا هدد عروش العديد من الطغاة والمستبدين، تشير إلى عدم براءتها، وتكرار التشكيك بموقف مرسي والمرزوقي وحركة النهضة والإخوان المسلمين وغيرهم من رموز الثورات العربية، يشير إلى منهج استغلال الثورة العربية من أجل شيطنة غيرها من الثورات العربية، حتى لا يفكر عربي بالثورة على جلاده وطاغيته.

الخميس، 23 أغسطس 2012

صورة وتعليق: لم تكن موفقًا في تغريدتك يا عريفي


"هل سمع أحدكم يومًا أن إسرائيل تحاول نشر اليهودية بين أبناء الأمة؟ لذلك نقول دومًا أن الشيعة وإيران أشدّ خطرًا على الأمة من إسرائيل" . محمد العريفي.

مع احترامي للشيخ العريفي فكلامه هنا لم يكن موفقًا.

فاليهود أصلًا لا يقبلون بدخول غير اليهود إلى ديانتهم ويعتبرون أنفسهم أصحاب عرق أسمى من غيرهم، ولا يقبلوا بالتالي دخول غيرهم إلى ديانتهم من منطلق عنصري.

مع ذلك فاليهود يعملون وبشكل حثيث على نشر الألحاد والإباحية ويسخرون وسائل إعلامهم بشكل مباشر وغير مباشر لذلك، ويعملون وبشكل ممنهج على نشر ثقافة "بدنا نعيش" وهي الخطوة الأولى نحن الإلحاد بين الشباب الفلسطيني.

الصهاينة لا يكتفون بوسائل الإعلام، بل يستخدمون كافة وسائل الابتزاز وغسل الدماغ لدفع الشباب الفلسطيني والعربي نحو هذا المنزلق.

كل فلسطيني جلس في حضرة جهاز الشاباك سواء معتقلًا أو في مقابلة عابرة، يخضع لمحاولة غسل دماغ، وتشكيك بدينه وعقيدته، وإقناعه بأن الأديان كلها كلام فارغ ولا وزن له.

ألا يكفي هذا يا عريفي؟

دولة القانون في الكيان الصهيوني




هنالك موضة ازدادت في الآونة الأخيرة، وهي تبرئة الاحتلال من الإجرام، والتغني بكونه دولة القانون كما يقولون.


حسنًا، شهد شاهد من أهلها فحسب صحافة الاحتلال: 91 % من جرائم "الإرهاب اليهودي" يتجاهلها جهاز "الشاباك".

وفي اعتقادي أن الـ9% التي لا يتجاهلها هي موجهة ضد يهود آخرين، وليس الموجهة ضد الفلسطينيين.

 

فعلى سبيل المثال في السنوات الأخيرة كان إرهابي يهودي يعتدي على الفلسطينيين قتلًا وتنكيلًا، وتفجير عبوات ناسفة بأطفال وإطلاق نار، لم يهتم به الشاباك وبقي قاتلًا مجهولًا، وفقط عندما فجر عبوة ناسفة أمام منزل بروفيسور صهيوني يساري، انطلقت التحقيقات وألقي القبض عليه وتكشفت كل جرائمه. :)

هذه دولة القانون أيها "المنحبكجية الجدد".

فشل إعلامي ذريع


بعض الذين يقولون أنهم يحذرون من الشيعة، لديهم طرق منفرة تدفعك للاعتقاد بأن الشيعة مظلومين ومفترى عليهم.

ولا يصحح ذلك إلا متابعة قناة المنار وردحها الإعلامي ^_^

ذلك لأننا كعرب نخاطب أنفسنا في الإعلام، ونتكلم بعواطفنا، ولا نخطط ولا نستخدم الإعلام من أجل استمالة الخصم أو حتى الجمهور المحايد.

الإعلام لدى أغلبنا مجرد فشة خلق لا أكثر.

ربما بعض العلمانيين واليساريين المعتدلين في عالمنا العربي مقاربة أكثر عملية في التعامل مع الإعلام ونشر فكرهم ومواقفهم، لذا فهم أكثر سطوة وأقوى نفوذًا، فقد تمكنوا من امتلاك ملكة استخدام الإعلام وتوظيفه لاستمالة الجمهور المحايد.

الأحد، 19 أغسطس 2012

يوم القدس العالمي في الميزان



شكل يوم القدس العالمي ومنذ سنوات مناسبة للكثيرين من أجل مهاجمة إيران والشيعة، مثلما كانت مناسبة لآخرين من أجل إعلان تضامنهم مع القدس وتأكيدًا على إسلاميتها وعروبتها؛ إلا أن الانتقادات في هذا العام ارتفعت وتيرتها بشكل لافت للنظر، بحكم الموقف الإيراني (والشيعي عمومًا) المخزي والداعم للنظام الأسدي في قمع شعبه واضطهاده.

وإذا كانت القيادة الإيرانية الحالية بقيادة نجاد تحديدًا، وقيادة حزب الله، تتحمل مسؤولية انحدار الاستقطاب الطائفي وتشويه صورة المقاومة وكل ما يرتبط بها، بفضل الخطأ التاريخي الذي ارتكبوه وهو الوقوف إلى جانب النظام السوري حتى النهاية مهما حصل، إلا أنه من المحظور في رأيي أن تصبح القدس ويصبح المسجد الأقصى مادة للسجال الإعلامي وللنزاع السياسي.

سأتناول الموضوع من عدة زوايا حتى تصل وجهة نظري بالشكل المطلوب:

الخميس، 16 أغسطس 2012

أمين الجميل وإحياء النعرات الإنعزالية


بعد اعتقال الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة والاتهام الموجه له بتدبير تفجيرات في لبنان خدمة للنظام السوري، خرج علينا زعيم حزب الكتائب الماروني أمين جميل، ليطالب بإلغاء معاهدة الصداقة والأخوة بين لبنان وسوريا ردًا على دور النظام السوري.

ويبرز هذا التوجه الإنعزالي لحزب الكتائب اللبناني والتيار الذي يمثله داخل المجتمع اللبناني، والتوجه القديم – الجيد لقطع كل العلاقات مع العالم العربي وبناء جسور مع العالم الغربي، فلم يطالب بقطع العلاقات مع النظام السوري، ولا طرد السفير، بل ذهب إلى معاهدة هي بالأساس بين البلدين وليس بين النظامين، وهي تخدم المواطن السوري والمواطن اللبناني، وخطوة متواضعة على طريق الوحدة العربية.

لو كان الغضب من النظام السوري هو الدافع لطلب قطع العلاقات أو تعليق المعاهدة (إلى حين انتصار الثورة السورية) أو تعليق البنود التي تخدم النظام السوري في المعاهدة، لا إلغائها بشكل نهائي.

لبنان بات مهددًا بانتقال العنف الطائفي إليه من سوريا، وفي خضم التصعيد والاستقطاب الطائفي، فمن المحظور السماح للمارونية السياسية بإعادة إحياء نعراتها الإنعزالية القديمة، والتي دفع الجميع ثمنها غاليًا فيما مضى.

أين الهباش مما يحصل في القدس المحتلة؟


كلنا نعلم الضجة التي أثارها الهباش بدعوته العرب للقدوم إلى القدس من أجل زيارة الأقصى، وتذرع بأن هذه الزيارات تعزز صمود الفلسطينيين بالمدينة المقدسة وتدعمهم اقتصاديًا بحكم شراء الزوار من المحلات التجارية الفلسطينية.

وخلال شهر رمضان الحالي تمتع أهل الضفة بتسهيلات نادرة من أجل زيارة القدس والأقصى، تتضمن السماح للرجال من سن 40 عامًا فما فوق والنساء من جميع الأعمار بزيارة الأقصى أيام الجمعة، بالإضافة لمنح "المرضي عنهم أمنيًا" تصاريح لزيارة المدينة في باقي الأيام.

لن أسأل الهباش لماذا لم يطبق دعوته على نفسه ويزور المدينة والأقصى أيام الجمعة، خاصة وأنه يمكنه زيارتها بدون الحاجة لتصريح أو تنسيق، لأنه يبدو أن سيادته يأنف عن الوقوف في طابور الانتظار عند حاجز قلنديا مع عامة الشعب، ولن يدخل المدينة المقدسة إلا من خلال إجراءات خاصة ينعم بها الاحتلال عليه.

لكن أسأله هو وكل من طبل لدعوات الزيارة وكل من لباها (وأخص بالذكر الجفري وجمعة) أين أنتم من الظاهرة المؤسفة والتي تمثلت بإقبال أهالي الضفة الزائرين للمدينة المقدسة على المحلات التجارية الصهيونية التي يملكها اليهود؟ أين أنتم منهم وهم يدعمون "صمود" المستوطنين في شارع يافا وغيرها من المحلات التجارية التي أقيمت على أراضٍ اغتصبوها من الشعب الفلسطيني؟

ألم تقولوا أنه يجب دعم الاقتصاد الفلسطيني في القدس المحتلة؟ وهذا هو الأصل والمطلوب، وألم تتخذوا ذلك ذريعة لتطبيع العرب مع الصهاينة؟ أين حرصكم ودموعكم التي ذرفتموها على التجار المقدسيين؟ ها هم أبناء شعبهم يهجرون محلاتهم ويهجمون على المراكز التجارية الصهيونية، ألا يستحق هذا وقفة وكلمة؟ أم أن الدموع التي ذرفتموها في ما سبق لم تكن إلا دموع التماسيح؟

زيارة أهالي الضفة للقدس والأقصى هي ضرورة وواجب على كل من يستطيع ذلك، لكن زيارة المراكز التجارية الصهيونية هي جريمة يجب إدانتها، وللأسف الإعجاب بكل ما صهيوني هو داء مستشر بمجتمعنا الفلسطيني، وإعجاب الضحية بجلادها يجب أن يكون هنالك موقف حازم يعالجه.

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

مجزرة رفح المصرية من يتحمل مسؤولية الجريمة؟


بعد ارتكاب المجزرة البشعة في رفح المصرية والتي راح ضحيتها 16 شهيدًا من قوات الأمن المصرية، يتساءل الجميع عن الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة وعن سبب ارتكابها، وأكثر الاتهامات موجهة للكيان الصهيوني باعتباره المستفيد منها وباعتباره كان يعلم مسبقًا بحدوثها والدليل هو التحذيرات المتتابعة التي كان يطلقها أيام قليلة قبل حدوث المجزرة.

ولنكون واضحين من الضروري أن نحاول فهم ما حصل بالضبط، حتى لا نبقى نتكلم في عموميات لا تغني ولا تسمن من جوع، فاحتمال أنّ الصهاينة هم الجهة المخططة أو الموجهة للجريمة هو احتمال عالي، لكن من هي الجهة المنفذة؟ فلا يعقل أنّ المنفذين أشباح جاؤوا من السماء أو من "لا مكان"، فنحن نتكلم عن مجموعة مكونة من أكثر من 10 منفذين وجثثهم موجودة لدى الجيش المصري، ولم نسمع عن أي احتمال (مجرد احتمال) أن تكون هوية القتلى صهيونية.

الخميس، 2 أغسطس 2012

الشيخ دبور والثورة السورية



 
تروي إحدى حكايات التراث الشعبي الفلسطيني قصة الشيخ دبور، وهي عن اثنين من العواطلية (عاطلين عن العمل) كانا يتجولان بين القرى يبحثان عن عمل، وبينما هما جالسين في أحد الحقول كان هنالك دبور يطير حولهما فقاما بقتله، وأخذه أحدهما ودفنه في الأرض فجاءت في رأس الآخر فكرة.
 
قال له لماذا لا نبني هنا مقام ونتقاسم ما يضعه الناس من نذور وأموال ونعيش بذلك أغنياء، فأعجب رفيقه بالفكرة وقاما ببناء مقام وأسمياه بمقام الشيخ دبور، وأشاعا بين الناس أنه مقام مبارك وتستجاب الدعوات عنده، وأصبحا يجمعان الأموال والطعام من المقام بالليل بعد أن يخلد الناس إلى النوم.

في أحد الأيام وعندما كانا يقتسما الغلة، اختلفا فتجادلا وعلا صوتيهما، فصاح أحدهما: "والله والله لغير أخلي سيدنا الشيخ دبور يسخطك"، فقال له رفيقه: "مين بده يسخطني؟ ما احنا دافنينه سوا."