بيان حماس حول المشاركة اليوم دقيق وإيجابي فهو
من ناحية يؤكد بما لا لبس فيه أنها ستشارك بالانتخابات وستعطي لجنة الانتخابات
كافة التسهيلات للإشراف عليها في غزة.
وبنفس الوقت فكلامها كان عن "أهمية
الانتخابات" وعن التزامها "بإنجاح الانتخابات" حيث أن الطرف الآخر
أي حركة فتح وسلطة محمود عباس لم يعطوا أي ضمانة بنجاح الانتخابات، وبالتالي فحماس
تترك الكرة بملعبهم.
حماس أربكت حسابات السلطة والاحتلال عندما قررت
المشاركة، لأن رهان السلطة كان على مقاطعتها وانفراد فتح ببلديات الضفة وأن تصل
رسالة سلبية لأهل قطاع غزة أن حماس لا تعطيهم حرية اختيار ممثليهم.
في قطاع غزة: فرص
حماس قوية بالفوز لأن جهازها التنظيمي قوي ومنظم وقادر على الحشد، وفي المقابل
فالانشقاق الفتحاوي بين معسكري دحلان وعباس سيترك منافسين ضعاف أمام حركة حماس.
لذا أتوقع أن تقرر فتح (محمود عباس ) مقاطعة
انتخابات غزة إن شعرت بأنها لن تحقق أي نتائج جيدة، فمنها تحفظ ماء وجهها ومنها
لتزعم أن حماس ضيقت عليها.
في الضفة الغربية: تعلمت
حماس الدرس من انتخابات 2012م حيث أدت مقاطعتها لتغول فتح على البلديات ومؤسسات
المجتمع وإقصاء حماس.
هنالك نية للمشاركة بالضفة لكن المعضلة هي أن
حماس تنظيم ممنوع من العمل في الضفة، سواء من جانب السلطة أو الاحتلال، فكيف ستشكل
قوائم انتخابية، وكيف ستقود البلديات في حال فوزها؟
الحل الأرجح أن تترك حماس لكل منطقة أن تقدر
ظروفها، وأن يدخل مؤيدو الحركة في تحالفات عائلية أو مستقلة أو مهنية، أو أن تدعم
قوائم مستقلة أو مهنية، بحيث تكسر هيمنة فتح على المجالس البلدية، وتوصل مرشحين
خارج عباءة السلطة حتى لو لم يكن لهم لون سياسي معين.
كان هنالك زيارة قبل أيام من وفد فتحاوي لمقر
محمود عباس في رام الله بقيادة محمود العالول حيث طالبوه بتأجيل الانتخابات خوفًا
من فوز حركة حماس، لكن عباس رفض ذلك ويبدو أنه كان يراهن على مقاطعة حماس
للانتخابات.
من الصعب أن تتراجع السلطة الآن عن الانتخابات
لأن موقفها سيكون سيئًا جدًا لكن إن فعلتها وأجلتها فستكون فضيحة رسمية
لديموقراطيتها المزعومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق