الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

حول استهداف الاحتلال لنفق المقاومة


يعتبر الاحتلال أنفاق المقاومة خطرًا استراتيجيًا لأنها استطاعت تحييد نقطة تفوق الاحتلال الرئيسية، أي الطيران، وهي تسعى منذ زمن طويل لإيجاد حلول لها.

هذه أول ضربة بهذا الحجم لأنفاق المقاومة منذ عام 2014م، فهل هي تكنولوجيا جديدة كما يزعم الاحتلال أم أنها مجرد صدفة فعند وجود عشرات "الأنفاق الهجومية" كما يقول الاحتلال، فلا بد أنهم يعرفون عن بعضها على الأقل؟ هذا ما ستبديه الأيام.

المقاومة الآن أمام معضلة ليست سهلة: فالسكوت يشجع الاحتلال على المزيد من الضربات المماثلة، أما الرد ربما يقود لحرب جديدة والناس في غزة غير مهيئين لهكذا حرب.

ولا استبعد أن يستغل الاحتلال هكذا حرب لإعادة احتلال غزة مهما كلفه من ثمن، فهنالك تيار بقيادة ليبرمان يؤيد مثل هذه الخطوة.

الأفضل أن يأتي الرد من خارج غزة، فهذا يورط الاحتلال ويجعله يدفع الثمن، لكن الوضع الحالي لفصائل المقاومة في الضفة لا يسمح برد فوري وسريع، إلا إن تكلمنا عن عملية فردية مثلما فعل الأسير عمر العبد خلال أحداث المسجد الأقصى.

وهذا الحادث يعيد التأكيد على ضرورة سعي المقاومة المسلحة لإعادة تنشيط دورها في الضفة بالإضافة لافتتاح جبهات جديدة مثل الداخل المحتل.

في كل الأحوال يجب أن يكون رد المقاومة من داخل غزة محدود ومدروس بشكل جيد، بحيث يفهم الاحتلال أن هنالك ثمن، وبنفس الوقت لا يسمح بتدهور الوضع نحو حرب جديدة.

أما ربط ما حصل بالمصالحة فهو خطأ، وقرار الحرب والسلم يجب أن يبقى بيد المقاومة، بعيدًا عن المصالحة.

وإن أراد عباس أن يربط استمرار المصالحة بعدم الرد على الاحتلال فليتحمل وزر ذلك، لكن يحظر على المقاومة السماح بوضع سلاحها واستخدامه في ميزان المساومة مع عباس.

الأحد، 29 أكتوبر 2017

الاحتلال يخشى من تبعات تفجير النفق


حرص جيش الاحتلال على التأكيد أنه لم يستهدف القيادات والأشخاص وأنه كان يريد فقط تفجير النفق.

وهذا أغضب شريحة من الصهاينة مثل وزير التعليم بينت والصحفي يوني بن مناحيم ومواقع محسوبة على اليمين مثل 0404، لأنه اعتبروها لغة تبريرية وعلامة ضعف.

لأن الردع و"اليد الطويلة لجيش الدفاع" هي من أساسيات العقيدة الأمنية الصهيونية، وبالأخص لدى اليمين الصهيوني.

الخوف من ردود فعل المقاومة مست بهذه العقيدة ووأدت لظهور تباين في وجهات النظر.


وهذا يوصلنا لنتيجة عامة أنه كلما زاد الضغط على الاحتلال كان مستعدًا أكثر للتنازل عن ثوابته من ناحية، ومن الناحية الأخرى تظهر التبايانات والاختلافات الداخلية الصهيونية وتطفو على السطح.

مستوطنة في مطار قلنديا


يجب أن نتوقف مليًا عند قرار حكومة بناء مستوطنة في مطار قلنديا، تتسع لعشرة آلاف وحدة سكنية.

فأرض المطار لن تتسع لهذا العدد وهذا معناه أنه ستتم مصادرة أراضٍ من بلدتي كفر عقب وقلنديا.

وهي منطقة محاطة بكثافة سكانية فلسطينية كبيرة جدًا، ولا يوجد أي تواصل مع المناطق الاستيطانية الأخرى.

ولكي ترى هذه المستوطنة الحياة فيجب أن يعملوا على تهجير الفلسطينيين من المنطقة، وهذا لن يتم في ليلة وضحاها، لكنهم لم يضعوا المخطط عبثًا، وهم ينوون تطبيقه بشكل تدريجي.

اللافت للانتباه أننا نتكلم عن منطقة تتبع القدس، تعمد شارون إبقاءها خارج الجدار عندما بدأ بناءه عام 2004م، بحيث أصبحت منطقة كفر عقب ومخيم قلنديا عمليًا داخل الضفة الغربية، رغم أنهما رسميًا يتبعان القدس.

كان الهدف هو "التخلص" من الفلسطينيين عبر دفعهم للسكن في هذه المنطقة.

لكن في الأعوام القليلة الأخيرة بدأنا نلمس تغيرات في سياسة حكومة الاحتلال تجاه كفر عقب، فقبيل انتفاضة القدس كان المستوطنون يطالبون بقطعة أرض في كفر عقب بحجة أنها ملك لمستوطنين قبل حرب عام 1948م.

ثم جاءت قرارات هدم 4 عمارات سكنية يسكنها حوالي 80 فلسطينيًا بحجة القرب من مطار قلنديا، ثم جاء قرار المحكمة العليا إقرار هدم أكثر من 100 منزل في كفر عقب بحجة عدم الترخيص.

والغالبية الساحقة من المنازل والعمارات الفلسطينية في كفر عقب هي بدون ترخيص، وكان المقدسيون يتشجعون على البناء والانتقال للسكن فيها لأنها خلال السنوات السابقة كانت خارج سياسة هدم المنازل.

واليوم تبدو الأمور مختلفة وهنالك توجه للبدء بهدم المنازل في المنطقة، وعندما نسمع عن النية ببناء مستوطنة ضخمة في مطار قلنديا المجاور، فنحن أمام تغير في سياسة حكومة الاحتلال تجاه منطقة "كفر عقب وقلنديا".

والسؤال لماذا يريد الصهاينة حشر مستوطنة وسط منطقة فلسطينية مكتظة؟

لأن هنالك تغير في سلم الأولويات لدى حكومة الاحتلال، فالتحالف الحاكم، وبالتحديد حزب البيت اليهودي يرون أن الاستيطان في الضفة أهم وأكثر أولوية من الاستيطان في تل أبيب.

ما يحصل في مطار قلنديا وكفر عقب ليس إلا جزء من سياسة أشمل، نسمع عنها وأيضًا نراها تطبق على أرض الواقع، وسأتكلم عن جوانب أخرى من هذه السياسة في الأجزاء التالية إن شاء الله.

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

حول محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم


من بعض العادات الجاهلية في مجتمعاتنا العربية أنه عندما تريد عائلة الثأر من قتلة ابنها، فإنها تنتقم بقتل أفضل الرجال من عائلة القاتل وأحسنهم أخلاقًا وسمعة ومكانة في المجتمع.

وهكذا داعش فهي تتعمد استهداف أفضل الرجال في مجتمعاتنا العربية، وأنقاهم وأكثرهم شعبية، هكذا فعلت في سوريا والعراق وليبيا.

واليوم يتكرر نفس الشيء في غزة فتحاول استهداف توفيق أبو نعيم، وهو من الأسرى المحررين بصفقة وفاء الأحرار وممن أثخنوا في الاحتلال.

ولهذا يلتبس الأمر على كثير من الناس ويصعب عليهم تصديق أن جهة أخرى غير الاحتلال هي التي تقوم بهذه العمليات الحقيرة.

ولهذا السبب أنصار هذا التنظيم معرضون للاختراق بسهولة، لأنه لا فرق بين أهداف تنظيمهم المنحرف، وأهداف الاحتلال الصهيوني.

ملاحظة حول خطاب حماس الإعلامي:

حرصت حماس على توجيه البوصلة نحو الاحتلال الصهيوني خوفًا من أن تنحرف باتجاه صراعات داخلية جانبية مع داعش أو غيرها.

ما زالت الجهة المنفذة مجهولة لكن بصمات داعش واضحة جدًا، وتهديدها ووعيدها سبق فعلها.

رغم تقديري لدوافع حماس إلا أني لا أتفق مع هذه الاستراتيجية بالتعامل مع مشكلة داعش (والخلايا السلفية الجهادية الموجودة في غزة(.

فهذه الجماعات تشكل حالة هامشية ومعزولة حاليًا، والقضاء عليها أمر سهل، لكن إن تركت فهي مثل الخلايا السرطانية قد تبقى كامنة لفترة ثم يستفحل أمرها ويصبح القضاء عليها أمر مستحيل، ووقتها هي ستحرف البوصلة رغمًا عن إرادة حماس.

وعلينا التعلم مما حصل في سوريا، فداعش بدأت بداية متواضعة وكان هنالك رفض بين فصائل الثورة السورية لمحاربة داعش حرصًا على إبقاء البوصلة ضد النظام، فكبرت داعش واستفحل أمرها إلى أن قضت بنفسها على الثورة السورية.


على المدى المنظور لا يوجد خطر للدواعش في قطاع غزة، لكن لا أحد يضمن المستقبل، واقتلاعهم من جذورهم الآن سهل جدًا، ويحتاج لجهد إعلامي من أجل فضح حقيقتهم، وجهد فكري لتوعية الشبان، وجهد أمني لمحاصرة عناصرهم وكوادرهم.          

الخميس، 26 أكتوبر 2017

الحرب بين الكيان الصهيوني وحزب الله


كثرة كلام الصهاينة عن احتمال التصعيد مع حزب الله، ورفضهم لوجوده (ووجود إيران) في سوريا، أراه تمهيدًا منهم من أجل احتلال أجزاء من سوريا وضمها للكيان، وإقامة دويلة موالية لهم في الجنوب الغربي لسوريا.

على المدى القصير يريدون احتلال المنطقة المحاذية للجولان، وفعليًا هم قاموا بضم مناطق صغيرة خلال السنوات الستة الماضية (نتكلم عن بضعة كيلومترات مربعة)، لكن تخطيطهم هو التوسع بشكل ملحوظ وأكبر.

كما يخططون (حسب اعتقادي) على المدى البعيد لإقامة دويلة درزية موالية لهم، تمتد من السويداء إلى درعا ثم ريف دمشق الغربي، مع تهجير أكبر عدد ممكن من المسلمين السنة من هذه المناطق.

هذا مخطط على البعيد وما زالت الأوضاع داخل سوريا غير مهيئة له، لكن في حال بدأ التدخل الصهيوني، وجاءت اللحظة المناسبة فسوف يغتنموها ليبدأوا بتطبيقه.

لكن حاليًا وضمن الموجود الآن فهم يسعون للتدخل واحتلال مناطق من سوريا، بحجة محاربة وجود حزب الله وإيران.


وغاراتهم المتكررة على سوريا خلال السنوات الأخيرة هي للتأكيد على حقهم بالتدخل العسكري في سوريا.

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

تعليقًا على زيارة وفد حماس لإيران


  
لا يعجبني أي تقارب مع نظام طائفي أجرامي، لكن حماس لا يوجد أمامها خيارات كثيرة للبقاء.

والأهم أن إيران لا تطلب من حماس تبني مواقفها في الصراعات الطائفية التي تخوضها، ولا مصالحة مع نظام الأسد.

علاقة حماس كانت وستبقى جيدة مع قطر والكويت وهي دول خليجية متضررة من إيران، ولو كان في تقارب حماس ضرر عليهما لاعترضتا بوضوح.

وفي المقابل السعودية والإمارات تعادي حماس إرضاء للصهاينة، وتسعيان للتقارب مع إيران وعقد الصفقات معهما.

إيران وحزب الله أدركا المساعي الصهيونية لطردهما من سوريا، حيث لا مانع للصهاينة من الإبقاء على نظام الأسد والاحتلال الروسي، فكان عداءهما للسنة وحروبهما الطائفية بلا نتيجة كما ستظهر الأيام القادمة.

فهل يستغلان التقارب مع حماس ومع تركيا وقطر من أجل إصلاح أخطائهما؟ وكبح جماح حروبهما الطائفية؟

الظلم عاقبته وخيمة وكان تدخلهما في سوريا لدعم نظام غاية في الإجرام من أجل ضمان مصالحهما الطائفية الضيقة، فبقي النظام وسيخسران مصالحهما، كما خسرا سمعتهما.

في كل الأحوال بقاء نظام الأسد واستمرار الحرب في سوريا يضر بالقضية الفلسطينية بنفس الدرجة التي يضر بمصلحة الشعب السوري والشعوب العربية، وسواء أصلحت إيران ما أفسدته أم لا، فبوصلتنا هي اتباع الحق.

والتقاطع مع إيران في معاداة الكيان الصهيوني لا يعني أبدًا التبعية لها أو تأييد ما تقوم به في سوريا، لكن المدرك لحجم الهجمة الشرسة للثورات المضادة وأمريكا والكيان الصهيوني، يدرك أن الخيارات محدودة ليس فقط أمام حماس بل حلفائها أيضًا مثل تركيا وقطر.


فالعلاقات التركية والقطرية مع إيران كانت بدافع الاضطرار مثلما فعلت حماس، أما السعودية فهي خذلت الثورة السورية مثلما خذلت القضية الفلسطينية، والأصل عدم الانجرار وراء مزايداتها حول علاقات حماس مع إيران، فمقصدها واضح وهدفها واضح.

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

هل تعرف المخابرات كل شيء عني؟


  
لعل في فضيحة اعتقال شرطة الاحتلال لعامل كتب على صفحته الفيسبوك "صباح الخير"، نتيجة خطأ بترجمتها (جعلتها "سأنفذ عملية") ما يدلنا على محدودية قدرة أجهزة أمن الاحتلال (وأي اجهزة أمنية أخرى).

فهذه ليست حادثة معزولة فهنالك الكثير من منفذي العمليات كتبوا وصاياهم على الفيسبوك (لعل أشهرهم الأسير عمر العبد) ولم يعلم الاحتلال بهم إلا بعد فوات الأوان.

صحيح أن هنالك برامج وأدوات للمراقبة لدى أجهزة الأمن المختلفة، تلاحق حسابات المواقع الاجتماعية والهواتف، لكنها ليس مثل يحاولون أن يوهمونا.

فهنالك الكثير من التقارير الصحفية عن أدوات التجسس والمراقبة هذه، تحاول اقناع الناس بأن المخابرات تعرف كل شيء، وأنه لا يغيب عنها مثقال ذرة في السماوات أو الأرض.

رغم قدرة هذه الأجهزة على جمع كميات هائلة من المعلومات، إلا أن التحدي الحقيقي هو تحليل المعلومات، والوصول لما يفيدهم من ملاحقة نشطاء أو مقاومين، والخطأ في اعتقال العامل ناجم عن خطأ في تحليل المعلومة، وهو خطأ يتكرر كثيرًا.

فإما يهتمون بمعلومات لا تستحق الاهتمام، أو تغيب عنهم معلومات غاية في الأهمية، وأحيانًا أخرى يصيبون وينجحون في الوصول لما يريدون.

لا اكتب هذا الكلام لكي نستهتر بما نقوم به، ولا لتشجيع المقاومين على كتابة وصاياهم على الفيسبوك، على العكس فهذا تصرف غير سليم أمنيًا.

لكن حتى ندرك الأمور كما هي: هنالك مراقبة لوسائل الاتصال كلها (من الجوال إلى الفيسبوك)، لكنهم لا يعرفون كل شيء، وأحيانًا لا يعرفون أي شيء عن شخص معين أو نشاطه.

هم حريصون على إيهام الناس بأنهم قادرون على الوصول لكل شيء ومعرفة كل شيء، ويستعرضون مهاراتهم في ذلك، من أجل إخافة وردع الناس ولأهداف أخرى.

فعلى سبيل المثال لو تعرضت للاعتقال والاستجواب، وقال لك المحقق "اعترف فنحن نراقب حسابك الفيسبوك ونعرف كل شيء عنك"، حسنًا ما دام يعرف كل شيء لماذا يضيع وقته ويسألك؟

السبت، 21 أكتوبر 2017

ماذا لو سألت المخابرات عني؟

  
يصل الكثير من الإخوة كلامًا أن المخابرات سألت عنهم (سواء مخابرات احتلال أو سلطة أو دولة عربية)، ويصلهم هذا الكلام من معارف لهم تعرضوا للتحقيق لدى المخابرات، أو على شكل تسريبات، وغيرها من الطرق.

الهدف من هذه التسريبات المقصودة هي اخافتك وإشعارك بأن مراقب، وهو إجراء روتيني يمارسونه مع جميع الناس فلا تقلق.

لو كان هنالك شيء تنوي المخابرات فعله لك (مثل الاعتقال)، فلن ترسل لك رسولًا ينبهك إلى الملاحقة والاستهداف.

مارس حياتك ونشاطك وكأنه لم يصلك أي شيء، لأنه ببساطة لن تكون أية تداعيات لسؤالهم عنك.


إلا إن كان لك نشاطًا عسكريًا فهذا لا يحتمل المزح وخذ حذرك، أما إن كنت ناشطًا طلابيًا أو خطيب مسجد أو تكتب منشورات على الفيسبوك، فلا تهتم هم يريدون إخافتك فقط لا غير، فلا تعطيهم انتصارًا ولا تخف.

الحكم بإعدام قاتل بشير الجميل



من هو بشير الجميل؟ ولماذا اغتيل؟ ولماذا محاكمة قاتله اليوم؟

بشير الجميل هو قائد ماروني مسيحي خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وانتخب رئيسًا للبنان لكنه اغتيل قبل تسلمه الرسمي لمنصبه في 14/9/1982م، بواسطة قنبلة زرعت في مقر حزب الكتائب اللبناني الذي كان يتزعمه، فقتل هو و20 من قيادات وعناصر الحزب.

خلفية تاريخية:

عندما أسس الاستعمار دولة لبنان أراد منها أن تكون دولة للموارنة المسيحيين، وامتدادًا لأوروبا، وبينما كان المسيحيون أغلبية في جبل لبنان أراد الفرنسيون تعزيز مساحة دولتهم فضموا إليها مناطق مثل البقاع وطرابلس وصيدا، ذات الأغلبية المسلمة، مما أدى إلى وجود توازن عددي بين المسلمين والمسيحيين.

لكن توزيع المناصب السيادية في الدولة كان فيها انحياز للمسيحيين، فمجلس النواب مثلًا أخذوا فيها كوتة أكبر من المسلمين.

منذ بداية إنشاء دولة "إسرائيل" كان هنالك انحياز من تيار داخل الموارنة، يطلق عليه "المارونية السياسية"، إلى جانب الصهاينة واعتبارهم حلفاء محتملين في الصراع ضد الأغلبية الإسلامية في المنطقة العربية.

وعطلوا إرسال لبنان قوة عسكرية مقدارها ألف جندي للمشاركة في حرب عام 1948م، قبل اندلاع الحرب بأيام قليلة.

عندما تدفق اللاجئون الفلسطينيون إلى لبنان، خلقوا أزمة للمارونية السياسية لأنهم تسببوا باختلال الميزان الطائفي، كما أن مقاومتهم ضد الاحتلال الصهيوني المنطلقة من لبنان، تعتبر تهديدًا لحلفائهم المحتملين الصهاينة.

وسبب ذلك أزمات متتالية ونشأ تحالف بين المسلمين اللبنانيين (سنة وشيعة ودروز) والفلسطينيين، لمحاربة العدو المشترك، فالمسلمون أرادوا تصحيح الظلم بتوزيع السلطة، والفلسطينيون أرادوا ضمان حقهم بالمقاومة.

ورغم الانقسام الإسلامي المسيحي، إلا أن قسمًا من المسيحيين ذوي التوجهات اليسارية حاربوا في الجانب الآخر، رافضين التوجهات "الإنعزالية" للمارونية السياسية.

أزمة تجنيد المتدينين اليهود: إلى أين؟



خرجت يوم الخميس الماضي مسيرات ضخمة للمتدينين اليهود (الحريديم) في القدس ضمن سلسلة فعاليات احتجاجية رافضة لتجنيد الحريديم في جيش الاحتلال.

لماذا يعترضون على تجنيدهم في جيش الاحتلال؟ وهل لهذا علاقة برفض وجود "دولة إسرائيل"؟

خلفية عامة:

هنا أريد التفريق بين ثلاثة تيارات دينية في الكيان:

1)     التيار الديني الصهيوني، وهو تيار ديني يؤمن بالصهيونية، ولا يرى فيها تعارضًا مع تعاليم التوراة، وهو متساهل في القضايا الاجتماعية (مثل لباس المرأة) ومتشدد في القضايا السياسية.

ويميز رجاله بلبس قبعات الكيبا الملونة (وليس السوداء)، ويمثله حزب "البيت اليهودي".

وهذا التيار في حالة صعود منذ عام 2009م ويتجه نحو السيطرة على مفاصل الدولة الصهيونية الحيوية مثل الأجهزة الأمنية والتعليم، ولا مشكلة له مع قوانين التجنيد.

2)     التيار الحريدي، وهو لا يؤمن بالصهيونية لأنها علمانية تفصل الدين عن السياسة، إلا أنه متصالح بشكل عام مع الكيان الصهيوني، مع الاحتفاظ بخصوصيات معينة.

ومن بينها عدم الخدمة في الجيش لأسباب أهمها: تفرغ الرجال الحريديم لدراسة التوراة، ولأن الجيش لا يراعي أحكام التوراة مثل الفصل بين الجنسين.

ويمثل هذا التيار حزبي شاس (لليهود الشرقيين) ويهدوت هتوراة (لليهود الغربيين).

وهذا التيار هو الذي يقود الاحتجاجات اليوم ضد قانون التجنيد.

الخميس، 19 أكتوبر 2017

مرزوق الغانم يكشف هشاشة "إسرائيل"


  
في ظل حكام عرب مثل السيسي وابن زايد وابن سلمان، وتقاربهم الفج مع الكيان الصهيوني، بدت الأمور وكأن الصهاينة قد أحكموا قبضتهم على العالم العربي.

ورغم أنهم بمساعدة أمريكا يتحكمون فعلًا بالكثير من الأنظمة العربية، لكن ما حصل بالأمس عندما ألقى مرزوق الغانم (وهو اسم على مسمى) كلمته النارية، واستطاع تجييش الوفود البرلمانية العالمية ضد الكيان الصهيوني كشف لنا مدى هشاشة هذا الكيان.

وبالمناسبة لم تكن كلمة الغانم وحده بل كانت كلمات نواب من تونس والأردن قوية وساهمت في إجبار وفد الكيان الصهيوني على مغادرة المؤتمر.



وهذا ليس أول موقف مشرف للغانم بل ألقى كلمة أثناء أحداث المسجد الأقصى قبل ثلاثة شهور، ومن الواضح أن لديه هدف منذ انتخابه عضوًا في مجلس الأمة الكويتي ثم انتخابه رئيسًا له، وهو تسخير موقعه في خدمة القضية الفلسطينية وإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن عبثت بها أنظمة الثورات المضادة.

إذا قارنا ما حققه الرجل بإمكانياته فهو الشيء الكثير، فالرجل مستقل غير مدعوم من أحزاب تسنده، ومجلس الأمة الكويتي صلاحياته محدودة، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لكن استطاع أن يشق طريقًا رغم كل ذلك لنصرة القضية الفلسطينية.

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

الرهان الكردي الفاشل على "إسرائيل"


خلال غمرة الاحتفالات الكردية بالاستفتاء على الاستقلال، رفعت أعلام الكيان الصهيوني في الكثير من التجمعات الاحتفالية.

وبعد أن كان الأكراد يشبهون أنفسهم بالشعب الفلسطيني ونضاله للحرية، فجأة وجدنا من بينهم من يشبهون أنفسهم بـ "إسرائيل"، واختلقوا علاقة تاريخية مزعومة بين "الشعبين الكردي واليهودي"، وتهافت القادة الصهاينة على إعلان دعمهم ومساندتهم للاستقلال الكردي.

لكن كل ذلك لم ينفع المحاولة الكردية للاستقلال، والتي بات واضحًا أنها كانت مناورة فاشلة لرئيس أقليم كردستان مسعود البرزاني، الذي أعاد جهود الأكراد للاستقلال سنوات عديدة إلى الوراء.

البرزاني ورط الأكراد في الاستفتاء الذي أراد منه أن يكون انجازًا له ولحزبه بما يعزز من مكانته الداخلية، وإن كان هنالك شبه اجماع كردي على مبدأ الاستقلال، إلا أن الاستفتاء وجه بالتشكيك من قبل خصوم البرزاني في البداية.

وكان هنالك معارضة للاستفتاء من قبل أحزاب مثل حزب التغيير والجماعة الإسلامية، لكنهم تراجعوا قبل التصويت بأيام قليلة حتى لا يقال أنهم ضد الاستقلال، فمعارضتهم لتوقيت وظروف الاستفتاء وليس مبدأ الاستقلال.

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

تحريم التعامل مع الإعلام الصهيوني



يجب على حركة حماس التعميم على الناطقين باسمها عدم إجراء مقابلات صحفية مع الإعلام الصهيوني سواء الناطق بالعبري أو العربية.

من المفهوم إجراء مقابلات مع إعلام فتح وإعلام الدول العربية ومصر والأوروبي والأمريكي من أجل الوصول إلى أكبر جمهور ممكن، لكن ما الهدف من إجراء مقابلات مع الإعلام العبري (مثل مقابلة حسن يوسف بالأمس)؟

هل تريدون مثل حركة فتح غزو قلوب المجتمع الصهيوني؟ أم أن القنوات الإعلامية ضاقت عليكم ولم تجدوا سواها؟

في سنوات الثمانينات والانتفاضة الأولى، لم يكن هنالك منافذ إعلامية سوى الإعلام الصهيوني، وربما كان مفهومًا الكلام معه في ذلك الوقت (رغم أنه كان موجهًا بشكل شديد ولا يبث إلا ما يلائم هواه).

لكن اليوم المنافذ الإعلامية العربية من كافة الألوان والتوجهات والمستويات، فلا يجوز التواصل مع الإعلام العبري مطلقًا.

وتحريم فتح الأبواب للمراسلين الصهاينة يجب أن يلتزم به الجميع، لكن قيادات حماس الأجدر بهم أن يكونوا القدوة.

يجب أن نتحرر من عقدة النقص أمام الإعلام العبري، وأن نحرر إعلامنا من هذا المرض، ويجب أن يكون ساسة وقادة المقاومة في مقدمة محاربة الانبهار بالإعلام العبري، لا أن يساهموا بتعزيزه.


أما إيصال رسائل الحرب النفسية للمستوطنين الصهاينة فلها أبواب أخرى، وليس من بينها الانفتاح الإعلامي بين قيادي يمثل الشعب الفلسطيني وبين صحفي صهيوني هلفوت لا يسوى بصقة.

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

التحذير من حملات إزالة المنع الأمني



ما يقوم به الاحتلال من توزيع دعوات لتقديم مراجعات للمحظورين أمنيًا في المناطق المختلفة، بحجة فحص ملفاتهم ورفع الحظر عنهم، هي ظاهرة مستجدة وخطيرة تستدعي التصدي لها.

إضافة إلى أهداف الدعاية والترويج للإدارة المدنية، وأن الاحتلال يقدم تسهيلات (يضع عقوبات ثم يرفعها ويسميها تسهيلات)، هنالك دور خطير لهذه الدعوات وهو ابتزاز الناس وتجنيد العملاء.

ما دام الشخص لا يوجد عليه "موانع أمنية" لماذا لا يرفعونها من تلفاء أنفسهم، لماذا يجب أن يذهب إليهم برجليه؟

لأنهم معنيين بمساومة الناس على أرزاقهم وحاجتهم للتصاريح، وليس الجميع محصن من الوقوع في فخاخ العمالة، التي ينصبها ضباط المخابرات بذكاء ويستدرجون الشخص دون أن يدري لمستنقع العمالة.

ربما تكون أنت صاحب عزيمة وترفض الوقوع أو المساومة، لكن ذهابك ومقابلة ضابط المخابرات هو غطاء وتشجيع لغيرك ليذهب ويفعل نفس الشيء، ومن بين هؤلاء أشخاص ضعفاء وسذج الذين سيقعون في فخ العمالة بسببك أنت، لأنهم رأوك قد ذهبت وقابلت، وربما رفع عنك المنع الأمني دون مقابل، لكنك كنت الطعم لغيرك فخدمت الاحتلال دون أن تدري.

الذهاب لمراجعات المخابرات وحملات رفع المنع الأمني معناه أحد اثنين (أو كليهما): أن تقع في فخ العمالة، أو تساعد الاحتلال في ايقاع غيرك بمستنقع العمالة.

هذا فضلًا عن الذهاب لهذه المقابلات هي تشجيع على التطبيع وتلميع الاحتلال، وهنالك مقابلات منشورة مخزية لشباب وشابات تملقوا الاحتلال ومدحوه بما لا يستحق مقابل تصريح تافه.

المطلوب منا جميعًا الآتي:

1-     يجب على الفصائل والتنظيمات التحذير من التعامل مع هذه الحملات الأمنية وتجريم التعاطي معها.
2-     يجب على الوعاظ وخطباء الجمعة التحذير من التعاطي معها.
3-     يجب على عامة الناس الانكار على من يذهب، وأضعف الإيمان "تسميعه كلام" كما هو التعبير العامي.

4-     الذهاب للعمل بالداخل تهريبًا أو الحصول على تصاريح من خلال الرشاوى وسماسرة التصاريح هو أقل ضررًا من التعامل مع حملات إزالة المنع الأمني، وهي بدائل للمضطر فقط، أما غير المضطر فلا يقبل منه العمل عند الصهاينة مهما كانت المغريات.

الأحد، 15 أكتوبر 2017

الاحتلال يحارب الأذان في الضفة


جيش الاحتلال سلم أهل قرية التوانة جنوبي الخليل قبل أيام تهديدًا بأنه سيصادر سماعات المسجد في حال لم يتم خفض صوت الأذان لأنه يزعج المستوطنين.

الليلة الماضية هجم المستوطنون على القرية محاولين حرق المسجد لولا تصدي أهالي القرية لهم.

وذلك حتى يعلم أهل الضفة الغربية أن الآتي هو حرب استئصال ضدهم، وأن وجودهم المستهدف بحد ذاته، وسيكون لي مقال حول أسباب هذا التغير.


اليوم يطلبون منع الأذان وغدًا يطلبون خلع الحجاب، فإلى متى ننتظر؟

السبت، 14 أكتوبر 2017

هل سيتم تجريد حماس من سلاحها؟


لعل أهم مخاوف أنصار حماس هو أن تفضي المصالحة وتسليم حكم قطاع غزة لحركة فتح إلى المساس بسلاح حركة حماس وبالتالي نهاية المقاومة المسلحة، سواء من خلال استخدام القوة ضدها أو ابتزاز التنازلات الواحدة تلو الآخرى.

لا يوجد جواب قاطع على مثل هذا النوع من الأسئلة، لأن الجواب يعتمد على ما يحصل في الفترة القادمة، وهذا في علم الغيب.

فحماس مدركة للمخاطر التي أقدمت عليها، لكنها فعلت ذلك مضطرة لأنها رأت الأمور تتوجه نحو سيناريوهات سوداوية، وهي بذلك أجلت المواجهة لعدة سنوات قادمة.

الموضوع بكل بساطة أن الاحتلال ومن يدور في فلكه لن يوفروا أي فرصة تلوح للقضاء على حماس، فإن كانت حماس في موقف ضعف سينقضون عليها بلا رحمة، وإن كانت في موقف قوة فسيترددون ألف مرة.

معادلة سهلة ومنطقية، والسؤال الذي يجب علينا أن نسأل أنفسنا كيف نقوي حماس في مواجهة الاحتلال، حتى نصل إلى نتيجة أن حماس ستحافظ على سلاحها، وتستخدمه من أجل تحرير فلسطين.

فبدلًا من أن يلطم أنصار الشرعية في مصر (مثلًا) على ما قامت به حماس، فليعملوا على إسقاط السيسي فهذا يخدمهم كما يخدم حماس ويقويها.

الصهاينة لن يجرؤوا على مهاجمة غزة إن كانت الضفة أو الحدود الأردنية مشتعلة، ولن يجرؤوا لو ذهب السيسي وجاءت شخصية معادية لهم.

حماس في قطاع غزة حملت حملًا أكبر بكثير من طاقتها، وصمدت رغم كل شيء، لكنها لا تستطيع مخالفة سنن الحياة للأبد، وإن لم يكن هنالك تشتيت للاحتلال الصهيوني وحلفاءه، عبر فتح جبهات ومواجهات في أكثر من مكان، فسيركزون جهودهم من أجل القضاء على حماس.


لا نريد الضرب بالمندل، لنقول أن حماس ستتخلى عن سلاح أو لن تتخلى، فهذه أمور لم تحسم بعد، والأصح أن نعمل على أن لا يتحقق ذلك، وليس مراقبة الموقف وإطلاق تصريحات تشاؤمية أو تفاؤلية.

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

حماس: ما بعد اتفاق القاهرة







التفاصيل التي وقع عليها في القاهرة تتعلق بإجراءات تسليم حماس للحكومة في غزة بما فيه المعابر، مقابل إقرار آلية لدمج قسم من موظفي حماس في الحكومة.


بينما رحل النقاش الجدي لباقي القضايا إلى لقاءات قادمة، وقد لا يتحقق شيء آخر ما دامت السلطة قد أخذت ما تريد.


حماس تنازلت عن حكم غزة بدون أن تضمن المقابل، لكن لا يعني ذلك أنها خسرت بل هي كسبت من ناحيتين:


الأولى: تخلصت من عبء حكم غزة، ومخاوف جدية من تكرار تجربة حلب في غزة، صحيح أن الاحتلال لم يحسم أمره بشن حرب لاقتلاع حماس من غزة، لكن هنالك تيار داخل حكومة الاحتلال بقيادة ليبرمان كان يدعو لهذا الخيار وتحمل أي خسائر مقابل تحقيقه.


حماس استطاعت إبعاد هذا الخيار المرعب (ولو إلى حين) من خلال تنازلها عن الحكم.


الثاني: تخفيف حالة الاستقطاب والمناكفات داخل المجتمع الفلسطيني السائدة منذ أحداث الانقسام عام 2007م، وخلق مناخ عام مهيأ لفتح القضايا المصيرية التي تهم الشعب الفلسطيني، بدلًا من الدوران الدائم في المناكفات المتبادلة بين حماس وفتح.


لكي تستفيد حماس والمقاومة الفلسطينية عمومًا من اتفاق المصالحة يجب الانتباه للأمور الآتية:


أولًا: ستتعرض حماس لمساومات مختلفة خلال المرحلة المقبلة، فالاحتلال وحلفاؤه العرب لن يتركوها لوحدها، وشروط نتنياهو الأربعة للقبول بالمصالحة، ليست للاستهلاك الإعلامي، وهي: اعتراف حماس بإسرائيل، ونزع سلاحها، وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة، ووقف المقاومة في الضفة وغزة.

الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

فرص نجاح مباحثات المصالحة في القاهرة وسلاح المقاومة


يشكك الكثيرون في فرص نجاح المصالحة بحكم أن الأسباب الرئيسية للانقسام (الاعتراف بالاحتلال وسلاح المقاومة) ما زالت موجودة.

والبعض يخشى من دخول حماس في نفق مساومات يضيع سلاح المقاومة في نهاية المطاف.

فيما يتعلق بالاحتلال فواضح أنه يراقب المفاوضات عن بعد، وأنه يضع فيتو على أن تشمل المصالحة الضفة الغربية ولهذا منع مغادرة وفد حماس من الضفة الغربية.

أما السلطة فهي تريد استلام الحكومة في غزة، وأراها مستعدة لتقديم بعض التنازلات لحماس سواء فيما يتعلق بموظفي حكومة حماس في غزة أو رفع بعض القيود عن نشاطات حماس في الضفة، لكن سقفها هو الفيتو الصهيوني فلن تتجاوزه.

ويبدو أن ما تردد عن رفع الفيتو الأمريكي عن المصالحة يتعلق بالقبول بمبدأ أن تستلم السلطة للحكومة في غزة، وتخفف إجراءات الحصار المفروض على القطاع، دون التطرق لسلاح المقاومة والسكوت عنه.

فعلى المدى المنظور لن يتم التطرق لسلاح المقاومة لكن هذا لا يعني تخلي الاحتلال الصهيوني والنظام المصري والسلطة وأمريكا عن خيار تدجين حماس، فهم قبلوا بأن تضع السلطة رجلها اليوم في قطاع غزة ويؤجل الكلام عن سلاح المقاومة إلى وقت لاحق.

من ناحيتها أدركت حماس أنها لا تستطيع الصمود طويلًا في ظل الوضع العربي الراهن، فهي تحاول الإنحناء للعاصفة وشراء الوقت، لعل وعسى تتغير المعادلات الدولية والمحلية مع الوقت بحيث تستطيع الحركة الدفاع بشكل أفضل عن سلاح المقاومة.

ورغم كل ذلك، قد يفاجئنا الاحتلال بوضع فيتو على المصالحة بدون التطرق لسلاح المقاومة، فالحكومة اليمنية الصهيونية شكاكة ولا تثق بأحد، وإن وضع الفيتو فلن يملك المصريون والسلطة إلا الطاعة.

إذا أردات حماس أن تستثمر جيدًا في المصالحة فعليها أن تخطط لاستعادة دورها خارج قطاع غزة، وبشكل أخص في الضفة الغربية، ومهما كانت نتيجة مباحثات المصالحة فلن تحسن كثيرًا من وضعها في الضفة ويجب عليها أن تنتزع وجودها في الضفة انتزاعًا وبجهود وعرق ودماء أبنائها.


سقف المصالحة هو ترتيب أوضاع غزة في السنوات القليلة القادمة، أما الوصول لانتخابات وإصلاح منظمة التحرير فتبدو مستبعدة، والأرجح أن عباس سيماطل فيها كعادته.