الخميس، 9 يونيو 2016

تعليقًا على عملية المقاومة في تل أبيب




تحولت انتفاضة القدس خلال الشهرين الماضيين إلى عمليات أكثر كفاءة وهذا يتطلب إعدادًا جيدًا مما يفسر الفترات الزمنية المتباعدة بين عمليات المقاومة، فكلما تأخرت العملية كلما كانت أكثر إيلامًا للعدو.

وعملية الليلة الماضية في تل أبيب فيما يبدو هي أقوى عمليات انتفاضة القدس على الإطلاق، سواء في الخسائر أو مكان الاستهداف.

العملية هي اختبار لوزير الدفاع الجديد ليبرمان:


فإما أن ينفذ رؤيته وتهديداته وهذا يعني تصعيدًا في عمليات العقاب الجماعي بالضفة وهذا سيقوض المنظومة التي بناها يعلون بالتعاون مع السلطة وجيش الاحتلال والشاباك، القائم على عقوبات جماعية أقل وملاحقة حثيثة لا تهدا للمقاومين، فإن نفذ ليبرمان تهديداته فمعناه ردة فعل شعبية فلسطينية عنيفة.

وإما أنه سيلحس تهديداته كما لحس تهديده بقتل إسماعيل هنية، ووقتها سيفقد الصهاينة الثقة بقيادتهم السياسية؛ فليبرمان هو ملك التصريحات النارية وعجزه عن ترجمتها إلى فعل سيترك الصهاينة بلا أمل في الانتصار على الانتفاضة.

ملاحظات حول تنفيذ العملية:

تظهر الصورة المرفقة أحد البنادق التي استخدمها منفذا العملية، وهي بندقية كارلو محلية الصنع، وهذا النوع من البنادق هو تقليد لبندقية كارل غوستاف السويدية وانتجت آخر بندقية منها عام 1971م، لكن النسخ المحلية تصنع في ورشات سرية بالضفة الغربية.

قام الاحتلال بحملات ملاحقة لهذه الورشات خلال الشهور الماضية حيث أن هذه البندقية هي الأكثر استخدامًا في الانتفاضة، رغم انها أقل فتكًا وفعالية من الكلاشنكوف والأم 16 لكن المقاومون يلجأون لها كونها الأكثر انتشارًا في الضفة.

ورغم من قيام الاحتلال بالكشف عن عدد من هذه الورشات واعتقال أصحابها، وأهمها ورشة في قرى شرق نابلس والثانية في السواحرة الشرقية قضاء القدس، إلا أن استخدام هذه البندقية في العملية هي ضربة قوية لكل جهود أجهزة أمن الاحتلال والسلطة لوقف المقاومة.


كما يظهر فيديو العملية المنفذين خالد ومحمد مخامرة يلبسان بدلات رسمية أثناء قيامهما بإطلاق النار، وهي احدى ضرورات تنفيذ العملية، حيث يعطي اللباس الأنيق حصانة من الاشتباه والتفتيش.

كما نلحظ عدم وجود رجال أمن صهاينة كون العملية في وسط تل أبيب وهي منطقة يفترض أنها آمنة، بينما في مستوطنات الضفة لا يتحرك المستوطن إلا بحماية عدد من رجال الأمن، وفي بعض الأماكن ستجد لكل مستوطن عشرة رجال أمن.

وأخيرًا نرى تعطل بندقية أحد منفذي العملية الذي ألقاها على أحد المستوطنين ليضرب رأسها بها، وهذا متوقع من سلاح مصنع محليًا، ولو استخدمت في العملية بنادق كلاشنكوف أو أم 16 لكانت الخسائر أكبر بكثير.

في الختام:


تمثل العملية تصعيدًا نوعيًا جديدًا لانتفاضة القدس، وتؤكد من جديد على أنها انتفاضة غير قابلة للوأد وأن المقاومين يطورون من أساليبهم مع مرور الوقت بما يجعل العمليات أكثر فعالية ونجاعة.

ليست هناك تعليقات: