تناول طعام الإفطار على هامش اجتماع المصالحة الأخير |
بات
واضحًا أنه مهما تفاوضت حركتا فتح وحماس في قطر والقاهرة فلن تصلا إلى نتيجة، حتى
لو حلت قضيتا موظفي غزة وتفعيل منظمة التحرير (وهو ما لن يحصل) فستبرز عقد ومشاكل
جديدة، مثل مطالبة عباس بتسليم سلاح المقاومة للسلطة وغير ذلك.
الوضع
يلخص بقطاع غزة محاصر وحماس مستنزفة بحل مشاكل الناس اليومية، وفي الضفة الغربية
هنالك سلطة فلسطينية تحارب كافة أشكال المقاومة وفوقها سلطة الاحتلال الصهيوني
التي تعمل على ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني وتقسيم المسجد الأقصى بين
المسلمين واليهود.
حماس
لن تستطيع حكم غزة للأبد في ظل هذا الحصار وهنالك حدود لاحتمال الناس، وفي المقابل
كل الحلول الجذرية المطروحة تشترط تدجين حماس وترويضها، إضافة لذلك يفترض أن مشروع
حماس هو تحرير فلسطين كل فلسطين وليس حكم قطاع غزة.
والقوة
التي تمتلكها حماس في غزة هي قوة دفاعية وغير مؤهلة لأن تكون قوة هجومية تحرر بقية
فلسطين، وفي ظل الاستنزاف والحصار الدائمين فلن تستطيع إنشاء مثل هذه القوة
الهجومية.
لذلك
الاستثمار الأصوب يجب أن يكون في انتفاضة القدس كبديل للمصالحة، لأنها وحدها
القادرة على خلق آفاق جديدة للقضية الفلسطينية، وأن تنقل حالة المقاومة إلى خارج
غزة، وهي القادرة على إفشال مشاريع الاحتلال والسلطة في الضفة، كما أن تصاعد
وتيرتها ستشغل الاحتلال عن التخطيط لخنق المقاومة في غزة.
في
حال تطورت انتفاضة القدس لتكون استنزافًا حقيقيًا للاحتلال الصهيوني فالجميع سيكسب
(باستثناء أعوان الاحتلال)، القضية الفلسطينية ستكسب والمقاومة ستكسب وحماس ستكسب.
أما
المشاكل الحياتية في غزة فيمكن إدارتها والتخفيف منها مستغلين حالة التصعد في
الضفة والقدس، وهي لن تحل جوهريًا إلا بزوال النظام الانقلابي في مصر، فالتفكير
حاليًا يجب أن ينصب على إدارة أزمة الحصار في غزة، وتصعيد المقاومة في الضفة
والقدس ونقلها إلى فلسطين المحتلة عام 1948.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق