الأحد، 12 يونيو 2016

مشاركة جبهة العمل الإسلامية في الانتخابات الأردنية




تحالف الإخوان في الأردن تاريخيًا مع النظام الهاشمي وأعطاهم امتيازات ساعدتهم في عملهم الدعوي والتواصل مع الناس من خلال مؤسسات مختلفة، كان لذلك سلبيات أهمها تكريس أركان نظام وظيفته الأساسية حماية مصالح أمريكا وإسرائيل.

كان النظام طوال الوقت الشريك الأقوى في هذا التحالف لذا كان يتحكم بمساحة حرية عمل الإخوان، وكان التضييق الأول بعد اتفاقيتي وادي عربة وأوسلو ليضمن نجاح الاتفاقيتين، وبعد الثورات العربية قرر النظام أن يتغدى على الإخوان قبل أن يتعشوا عليه، وكان قرار تصفيتهم.

استطاع النظام اختراقهم وتفكيكهم بالإضافة لاتخاذه سلسلة متدرجة من الإجراءات جردتهم من كافة امتيازاتهم السابقة، ولم يبقى لهم في الساحة سوى مؤسسات محدودة مثل جبهة العمل الإسلامي.

قرارهم المشاركة هو لاستدراك الأمور حتى لا يصبحوا خارج الساحة الأردنية نهائيًا، لكني أجزم أنهم إن شاركوا بنفس العقلية السابقة وإن كانوا ما زالوا يعتقدون بإمكانية بقاء الشراكة والتحالف مع النظام فستكون هذه نهايتهم.

وفي المقابل لو أعادوا طرح أنفسهم كمعارض حقيقي وند للنظام الهاشمي وأقنعوا الشعب الأردني أن الإخوان مستعدون للذهاب حتى النهاية في حماية مصالح الشعب ضد النظام وأقطاب فساده، فربما تكون بداية الصعود من القاع.

لن يقبل النظام بوجود قوي للإخوان وسيعمل على قمعهم والتضيق عليهم، لذا يجب أن تكون مشاركتهم بالانتخابات وبعدها على مبدأ المغالبة والتدافع لانتزاع الحقوق وليس تسولها واستعطاف النظام ليجود عليهم بالفتات.

وأما ما يطرحه البعض من خيار المقاطعة السلبية، أي الجلوس في المنزل وعدم الانتخاب فهذا سيؤدي حتمًا لنهاية الإخوان المسلمين واستفراد النظام بالساحة الأردنية، هنالك خيار المقاطعة الإيجابية أي أن تقترن المقاطعة مع تصعيد ضد النظام ورموزه وهذا الخيار غير مطروح حاليًا للأسف.

لذا تبقى المشاركة في لانتخابات على مبدأ المغالبة وتحدي النظام وطرح بديل حقيقي عن النظام هو الأفضل في المرحلة الحالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ليست هناك تعليقات: