يكثر الإعلام العربي وبالأخص التابع للأنظمة
العربية مثل أم بي سي الكلام عن محاربة التطرف وأسباب الدعشنة، لكن من وجهة نظرهم
الضيقة والتي تعتبر أن الإسلام هو سبب التطرف والدعشنة.
أنا من المؤمنين بأن داعش هي بنت الحضارة الغربية
لكن بقشرة إسلامية، هي بنت أفلام هوليود والأكشن، ولهذا يتميز التنظيم بإصداراتها
ذات السمت الهوليودي.
وفي هذا الإطار أرى برنامج المقالب "رامز
بيلعب بالنار" يلعب دورًا خطيرًا في غسل دماغ الناس، بما يهيئهم للدعشنة،
لأنه يقدم الموت والتعذيب والتفنن في الحرق والاستهتار بحياة الناس على أنه متعة
وشيء جميل وحلو.
أخطر وأقبح ما في داعش أنها استهانت بحياة
الإنسان، وجعلت قتله أمرًا محببًا إلى نفوس أنصارها وذلك باسم الله وباسم الدين،
ويأتي لنا رامز ببرنامجه السمج والسخيف ليقول لنا أن القتل والحرق والتعذيب شيء
جميل وممتع ومسلي.
إن كان جائزًا حرق الناس وترويعهم وتعذيبهم
للتمتع واللهو، فمن الطبيعي أن يستسيغ البعض قتل وحرق وتعذيب الناس من أجل غاية
"عظيمة" مثل إقامة دولة الخلافة (التي يتاجر بها تنظيم داعش).
إن محاربة برنامج رامز بيلعب بالنار واجب وضرورة
ليس فقط لأنه يوفر الأرضية الأخلاقية للدعشنة، بل لأنه يعلم المشاهدين الاستهتار
بحياة وكرامة الناس، وأن التسلية تتيح لنا انتهاك حرمات الآخرين وترويعهم، ويعلمهم
الأنانية بأقبح أشكالها.
وما تثبه فضائية الأم بي سي يدل على عدم صدقهم في
محاربة داعش، وأن كل ما يبث من مهاجمة للقيم الإسلامية بحجة محاربة التطرف ليس إلا
تصفية حسابات سياسية بين من يوجه هذه الفضائية وبين التيار الإسلامي والدين
الإسلامي نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق