يظهر
الفيديو صورة جوية لقرية حوارة جنوبي نابلس والتي تحولت في شهر رمضان إلى أزمة للمستوطنين
الذين يمرون من القرية وأكثر من عشرين هجومًا بالحجارة خلال أسبوعين وتجاوز عدد
المصابين من المستوطنين الستة.
حرص
الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى على إخراج الطرق التي يمر منها المستوطنين من القرى
والمدن الفلسطينية وأطلقت على الطرق الجديدة مسمى الطرق الالتفافية، وكانت قرية
حوارة من الاستثناءات القليلة إذ بقي الطريق يمر من منتصف القرية تمامًا.
ورغم
الوجود الدائم للجيش كانت الفتيان يرشقون الحجارة بشكل مستمر طوال السنوات
الماضية، وشهدت القرية إزدهارًا تجاريًا وعمرانيًا خلال انتفاضة الأقصى وذلك لأن
حاجز حوارة والذي يقع إلى الشمال منها وهو بوابة مدينة نابلس كان مغلقًا أمام حركة
السيارات منذ عام 2002م وحتى عام 2008م (تقريبًا).
مما
دفع العديد من التجار إلى نقل مصالحهم إلى قرية حوارة التي كانت خارج الحصار وشهدت
القرية طفرة عمرانية وتحولت إلى مركز تجاري للقرى المجاورة، وشكلت هذه الطفرة
العمرانية حماية إضافية للفتيان راشقي الحجارة، فكلما كثرت الأبنية والطرقات كلما
كان أسهل عليهم عمليات الكر والفر.
وازدادت
الهجمات بشكل كبير منذ بداية شهر رمضان ورغم الحملات الأمنية الشرسة للاحتلال على
القرية والقرى المحيطة إلا أنها عاجزة عن مواجهة راشقي الحجارة.
وفي
المقابل فإننا نجد في القرى والمناطق الأخرى إصرارًا من الفتيان راشقي الحجارة على
قطع المسافات الطويلة وسط الجبال والوديان من أجل الوصول إلى أقرب شارع التفافي لرشق
المستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة، وشهدنا قبل يومين هجومًا واسعًا من هذا
النوع على الطريق الاستيطاني رقم 443 جنوبي غربي رام الله.
حيث
قام الفتيان والشبان بسكب الزيت على الشارع ومهاجمة سيارات المستوطنين بالحجارة
الضخمة والزجاجات الحارقة، مما أدى لإصابة ثلاثة منهم وتضرر 12 سيارة، وكفعل
انتقامي قام الجنود بمهاجمة سيارة فلسطينية في منطقة مجاورة وقتلوا الشهيد محمود
بدران (15عاما) وأصابوا أربعة آخرين.
ما
يجري على شوارع الضفة حرب استنزاف ولو لم تتصدر الأخبار، وإن كان الشبان لم يستخدموا
كامل إمكانياتهم حتى الآن وما نراه الآن هو مجرد البداية، وبدون أمان على طرقات
الضفة فالمشروع الاستيطاني لن يستطيع التوسع كما هو مخطط له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق