المتابع
لإعلام الصهاينة بخصوص جريمة قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف يجد أمرين:
الأول: هنالك
حملة واسعة لدعم موقف الجندي الصهيوني من ساسة ونشطاء ووسائل إعلام ووزراء في
حكومة الاحتلال.
الثاني: وضمن
مساعي الدفاع عنه يقوم الصهاينة بنشر فيديوهات وتقارير لحالات سابقة تم فيها إعدام
الجرحى الفلسطينيين، حتى يثبتوا أن ما قام به الجندي هو أمر عادي بل بطولة ويجب أن
يكون قدوة لكل صهيوني.
هذه فرصة
ذهبية لمن يدافع عن القضية الفلسطينية ليثبت وحشية الصهاينة وأنه لا فرق بينهم
وبين داعش أو النازيين، وذلك من خلال جمع وترجمة أقوالهم وتصريحاتهم التي يدافعون
فيها عن جريمة قتل الجرحى، وأيضًا من خلال جمع الفيديوهات القديمة التي تثبت أنها
ليست الحالة الوحيدة.
إعدام الجرحى
من الأسرى هي جريمة ودناءة لا يقوم بها إلا المجرمون عديمو الإنسانية، حتى لو كان
أولئك الجرحى مقاومون أو مقاتلون، وبدلًا من الإنشغال بأمور ثانوية يجب التركيز
على هذا الجانب الإجرامي للكيان حتى نزيد من حصاره وعزله دوليًا.
للأسف
إعلامنا لا يرتقي لما يجب أن يكون عليه فهو منشغل بردات فعل عاطفية ولا يسير على
أجندة مدروسة، فمثلًا:
1) إعلامنا
ينشر أي إشاعة أو خبر عن علاقات الاحتلال المتينة بهذه الدولة أو تلك، ويبدأ اللطم
وموشح "نحن وحدنا"، متناسيًا أن الكثير مما ينشر يأتي ضمن الحرب النفسية
والكثير منه لا أساس له من الصحة.
الكيان الصهيوني يعاني من عزلة عالمية (على المستوى الشعبي تحديدًا) ويجب
استغلال الأجواء العالمية لزيادة هذه العزلة وترجمتها إلى عزلة رسميًا أيضًا.
الانتصار في مثل هذه المعارك لا يتم في يوم وليلة بل هو عمل تراكمي ويجب
استغلال كل أخطاء الصهاينة لفضحهم عالميًا، وعدم الاستهانة بشيء وعدم الاستماع
لأقوال المثبطين بأن "كل العالم يدعم إسرائيل".
2)
إعلامنا انشغل منذ بداية انتفاضة القدس بنشر قصص لا أصل لها عن أن الجنود يقتلون
بلا سبب ويزرعون السكين بجانب "الضحية"، وكأنه لا توجد انتفاضة ولا توجد
مقاومة، ومن متابعتي وجدت إعلامنا الفلسطيني (وبالأخص الإعلام المرتبط بالسلطة
وفتح) ضخ كمية كبيرة من الأكاذيب ليثبت أنه لا توجد انتفاضة ولا عمليات طعن بل
مجرد قتل عشوائي من الجنود.
هذه الأكاذيب أربكت الناس وأعطت الاحتلال شرعية قتل المقاوم لأنه هذه الأكاذيب تسلم بقانون الصهاينة الإجرامي بأن المقاوم مهدور الدم حتى لو كان أسيرًا أو جريحًا، كما لم يعد الناس يعرفون هل هنالك انتفاضة أم لا.
والأسوأ من ذلك أن مشاعرهم وأحساسيسهم تبلدت فعندما جاء حدث موثق بالصورة لم يستثرهم الأمر ولم يتحركوا، تمامًا مثل قصة الراعي والذئب.
كان يجب الحفاظ على المصداقية في نقل الأخبار، والحفاظ على زخم الانتفاضة الإعلامي بدلًا من إصابتهم بالإحباط، لكي نرى تفاعلًا شعبيًا مع هذا الفيديو الذي يوضح إجرام الصهاينة بما لا يمكن الجدال فيه.
3)
الحملة الإعلامية الداعمة للجندي القاتل تشير إلى توجه في الكيان الصهيوني من أجل
شرعنة والإعلاء من شأن قتل الفلسطيني بدم بارد، رغم أنه كانت تتم هذه الممارسات في
السنوات الأخيرة لكن الصهاينة لم يكونوا يتفاخرون بها.
بل
يقومون بالتستر على المجرم وإخفاء معالم جريمته أما الآن بعد الشرعنة والتأييد
العلني فهذا يعني تشجيع المزيد من الصهاينة على ارتكاب جرائم مماثلة، بل أكثر من
ذلك سنرى قتلًا لفلسطينيين يجلسون في منازلهم كما حصل مع عائلة دوابشة.
هل سيكون
إعلامنا الفلسطيني على مستوى الحدث ويوعي الناس بالخطر القادم والداهم لكي يتحركوا
ويدافعوا عن أنفسهم؟ آمل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق