الخميس، 3 مارس 2016

حول أحداث إربد في الأردن




سواء تكلمنا عن داعش أو القاعدة فهي لا تبدأ نشاطاتها في بلد ما إلا إن كانت قبضة الدولة مرتخية جدًا أو كانت الدولة نفسها منهارة.

فهذه تنظيمات لا تغامر بدخول معارك صعبة مع أنظمة قوية تمسك بكل مناحي الحياة، إذن لماذا توجهت هذه المرة إلى الأردن؟

بعد اقتراب خروج داعش من سوريا والعراق بسبب الضربات القاسية والخسائر الكبيرة، هم يبحثون عن دولة جديدة يقيمون فيها مشروعهم، حاولوا في ليبيا لكن مشروع داعش تلقى ضربات كبيرة ولا يبدو أنه سيكتب له النجاح، وفي مصر ما زالوا عاجزين عن الخروج من سيناء، بينما محاولاتهم للتمدد في اليمن وأفغانستان كانت نتائجها متواضعة جدًا.

بسبب القرب الجغرافي ووجود قاعدة شعبية لهم في الأردن يبدو أنهم حاولوا المغامرة، إلا أن دولة يحكمها جهاز المخابرات والمعروف بقدرته على اختراق الجماعات الإسلامية، وتنظيمي داعش والنصرة مخترقين حتى النخاع من المخابرات الأردنية، فكان مصير أولى مغامراتهم في الأردن الفشل الذريع.

هذا يثبت أن سمعة تنظيم داعش بناها على أطلال مهاجمة دولة منهارة واستهداف أهداف ضعيفة وسهلة، ويثبت أيضًا أنه غير قادر أن يكون بديلًا عن الإخوان المسلمين، فرغم ضعف وانهيار الإخوان في الأردن وفراغ الساحة السياسية في الأردن، إلا أنه لم يستطع استغلال الفراغ والبدء بمشروعه.

وأخيرًا أرى في الساحة الأردنية أكثر الساحات العربية بؤسًا، رغم أهميتها ورغم أنها بوابة تحرير فلسطين، فالنظام استطاع إحكام السيطرة على كل شيء، ويخترق كافة التنظيمات الإسلامية من الإخوان إلى السلفية الجهادية، ولا يوجد أي جهة قادرة على التصدي لعمالة النظام وتآمره على فلسطين وتنسيقه الدائم مع الاحتلال وأجهزته الأمنية.

ليست هناك تعليقات: