تسعى إدارة جامعة الخليل لإلغاء انتخابات مجلس الطلبة والمقررة الشهر
القادم، حيث ستوزع خلال الأيام القادمة "استطلاعًا" على الطلبة في
محاضراتهم تسألهم إن أرادوا انتخابات أم لا، وسط مخاوف من احتمال فبركة
النتيجة من أجل عدم إجراء الانتخابات، بينما تؤجل انتخابات جامعة النجاح
بشكل دائم منذ عام 2014م.
وذلك وسط مخاوف من فوز الكتلة الإسلامية بشكل ساحق في أغلب جامعات الضفة، وهدف جامعة الخليل (وغيرها) من إلغاء الانتخابات هو تعيين مجلس طلبة موالي للسلطة ولإدارة الجامعة، ذلك حتى تتجنب السلطة حرج فوز الكتلة الإسلامية بالانتخابات، وحتى يكون هنالك مجلس طلبة ضعيف يخضع لإملاءات إدارة الجامعة.
وفي العام الماضي نجحت إدارة معهد المعلمين (التابع للأونروا) في رام الله بخداع الطلبة وإقناعهم بتشكيل مجلس طلبة عن طريق التوافق بين الأطر الطلابية، ثم قامت بإقالتهم وتعيين مجلس على مقاسها، حيث أن للأونروا حساباتها الخاصة فحسب قوانين الأمم المتحدة يمنع أي نشاط لحركة حماس داخل مؤسساتها التعليمية، والطريقة الوحيدة لخروج إدارة المعهد من الحرج كان إلغاء الانتخابات.
ويأتي هذا تكريسًا لسياسة التعيين في السلطة مثلما تم تعيين اتحاد عام المعلمين مع وعد بانتخابات ستجري في موعد غير محدد (ومن التجربة فلن تجري أبدًا)، فحركة فتح تخشى الاحتكام لصناديق الاقتراع في جامعات الضفة خاصة بعد نتيجة انتخابات جامعة بيرزيت العام الماضي، وبعد اندلاع انتفاضة القدس، وأداء الحكومة السيء بالتعامل مع إضراب المعلمين، فكلها مؤشرات تدل على فوز ساحق متوقع للكتلة الإسلامية بأغلب جامعات الضفة.
وبالأمس جرت انتخابات مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة وسط مقاطعة الكتل الطلابية، باستثناء الكتلة الإسلامية، وقد استغل البعض الأمر ليقارن بين الوضع في الضفة وغزة حتى يمرر جريمة إلغاء الانتخابات في جامعات الضفة.
وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف وخاصة أن البعض يتعمد الكذب والتزوير والتلفيق، فيزعم أن حماس تمنع الانتخابات في جامعات غزة باستثناء الإسلامية، وهنا لا بد من التأكيد على أن إدارات أغلب الجامعات في غزة تحت سيطرة حركة فتح، باستثناء الجامعة الإسلامية وجامعة الأمة (وهي جامعة صغير للتعلم عن بعد) المقربتين من حماس، بينما الأزهر والقدس المفتوحة وفلسطين تابعة لفتح ولا سلطة لحماس فيها أبدًا.
وهنالك جامعة الأقصى وهي جامعة حكومية وإدارتها محل نزاع بين حكومتي غزة والسلطة، لذلك لا تتحمل حماس مسؤولية عدم إجراء الانتخابات في الجامعات الفتحاوية حتى لو كانت في غزة، هذا تضليل وتزوير فج ورخيص.
ولنفهم سبب مقاطعة الكتل الطلابية لانتخابات الجامعة الإسلامية فيجب أن نفهم طبيعة الجامعات في غزة، حيث أن لكل من فتح وحماس جامعاته الخاصة وبالتالي فأغلب مؤيدي حماس يذهبون للدراسة في الجامعة الإسلامية وأغلب مؤيدي فتح يذهبون للأزهر.
وبالتالي فوز الكتلة الإسلامية بانتخابات الجامعة الإسلامية مضمون في كل الأحوال، لذلك فتح (التي ستخسر بكل الأحوال) معنية بإحراج حماس لذا تقاطع الانتخابات بشكل دائم منذ الانقسام، وفي المقابل هنالك الفصائل الأصغر (اليسار والجهاد الإسلامي) تطالب بأن تكون الانتخابات حسب التمثيل النسبي وليس نظام الأغلبية المطلقة المطبق حاليًا.
نظاما الانتخابات موجودان في كل العالم ولن يغيرا النتيجة النهائية في الجامعة الإسلامية، لكن نظام التمثيل النسبي يسمح لهذه الكتل بأن يكون لها ممثلين في مجلس الطلبة ولو كانوا أقلية، لكن حماس بكل أسف لا تتصرف بحكمة وتصر على النظام القديم (الأغلبية المطلقة) رغم أن احتواء الآخرين ضمن نظام التمثيل النسبي سيحسن من صورتها ويقطع الطريق على المنافقين الذين يريدون مساواتها مع فتح، وبنفس الوقت لن يضيع مجلس الطلبة منها، وحتى لو ضاع فهو مجرد مجلس طلبة وليس دولة.
وزاد الطين بلة إعلام حماس واحتفاله بالفوز بالإسلامية وكأنها جرت في ظل منافسة حقيقية، صحيح أنها حرة ونزيهة لكنها نتيجة متوقعة ومحسومة مسبقًا، فأعطى ذلك الفرصة لخصوم الحركة كي يسخروا منها ويشبهوها بالأنظمة التي تفصل الانتخابات على مقاسها الخاص.
وبينما تعتبر انتخابات جامعة غزة محسومة بسبب أن كل منها تتبع لفصيل معين، فالأمر مختلف بجامعات الضفة لأنها جميعًا تحت سيطرة فتح (باستثناء جامعة بيرزيت فإدارتها مستقلة وتميل لليسار)، بينما لا توجد لحماس أي مؤسسة تعليم عالي.
وبالتالي تحوي هذه الجامعات طلابًا من كافة الأطياف (وخاصة الجامعات الرئيسية: النجاح، بيرزيت، الخليل، البوليتكنك والقدس) مما يجعل لانتخاباتها معنى تنافسيًا يظهر ميول ومزاج المجتمع الفلسطيني، وبينما تحملت السلطة أن تسيطر الكتلة الإسلامية على جميع الجامعات تقريبًا في الفترة بين عامي 1994م وحتى 2006م، إلا أنه بعد الانقسام تشعر بأن وجودها مهدد لذا تحاول منع فوز الكتلة بكل الطرق بما فيه إلغاء الانتخابات.
وقد قاطعت الكتلة الإسلامية بعد الانقسام أغلب الانتخابات الطلابية لحد عام 2011م بسبب القمع الأمني وحظر نشاطاتها (بصورة غير رسمية) وأنهت مقاطعتها بعد أن اكتشفت أن السلطة مسرورة بغيابها عن الانتخابات وأن المقاطعة لن تفيدها بشيء بل تشجع السلطة على المزيد من القمع.
تسبب الغياب الطويل للكتلة الإسلامية عن جامعات الضفة بنتائج ضعيفة في العام الأول لعودتها، لكن العام الماضي شهد انقلابًا بالموازين وعودة الكتلة الإسلامية للمقدمة بما يجعل انتخابات هذا العام شبه محسومة لها، لهذا تسعى السلطة بكل ما أوتيت من قوة لإلغائها للحفاظ على ما بقي لها من نفوذ بالضفة.
وذلك وسط مخاوف من فوز الكتلة الإسلامية بشكل ساحق في أغلب جامعات الضفة، وهدف جامعة الخليل (وغيرها) من إلغاء الانتخابات هو تعيين مجلس طلبة موالي للسلطة ولإدارة الجامعة، ذلك حتى تتجنب السلطة حرج فوز الكتلة الإسلامية بالانتخابات، وحتى يكون هنالك مجلس طلبة ضعيف يخضع لإملاءات إدارة الجامعة.
وفي العام الماضي نجحت إدارة معهد المعلمين (التابع للأونروا) في رام الله بخداع الطلبة وإقناعهم بتشكيل مجلس طلبة عن طريق التوافق بين الأطر الطلابية، ثم قامت بإقالتهم وتعيين مجلس على مقاسها، حيث أن للأونروا حساباتها الخاصة فحسب قوانين الأمم المتحدة يمنع أي نشاط لحركة حماس داخل مؤسساتها التعليمية، والطريقة الوحيدة لخروج إدارة المعهد من الحرج كان إلغاء الانتخابات.
ويأتي هذا تكريسًا لسياسة التعيين في السلطة مثلما تم تعيين اتحاد عام المعلمين مع وعد بانتخابات ستجري في موعد غير محدد (ومن التجربة فلن تجري أبدًا)، فحركة فتح تخشى الاحتكام لصناديق الاقتراع في جامعات الضفة خاصة بعد نتيجة انتخابات جامعة بيرزيت العام الماضي، وبعد اندلاع انتفاضة القدس، وأداء الحكومة السيء بالتعامل مع إضراب المعلمين، فكلها مؤشرات تدل على فوز ساحق متوقع للكتلة الإسلامية بأغلب جامعات الضفة.
وبالأمس جرت انتخابات مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة وسط مقاطعة الكتل الطلابية، باستثناء الكتلة الإسلامية، وقد استغل البعض الأمر ليقارن بين الوضع في الضفة وغزة حتى يمرر جريمة إلغاء الانتخابات في جامعات الضفة.
وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف وخاصة أن البعض يتعمد الكذب والتزوير والتلفيق، فيزعم أن حماس تمنع الانتخابات في جامعات غزة باستثناء الإسلامية، وهنا لا بد من التأكيد على أن إدارات أغلب الجامعات في غزة تحت سيطرة حركة فتح، باستثناء الجامعة الإسلامية وجامعة الأمة (وهي جامعة صغير للتعلم عن بعد) المقربتين من حماس، بينما الأزهر والقدس المفتوحة وفلسطين تابعة لفتح ولا سلطة لحماس فيها أبدًا.
وهنالك جامعة الأقصى وهي جامعة حكومية وإدارتها محل نزاع بين حكومتي غزة والسلطة، لذلك لا تتحمل حماس مسؤولية عدم إجراء الانتخابات في الجامعات الفتحاوية حتى لو كانت في غزة، هذا تضليل وتزوير فج ورخيص.
ولنفهم سبب مقاطعة الكتل الطلابية لانتخابات الجامعة الإسلامية فيجب أن نفهم طبيعة الجامعات في غزة، حيث أن لكل من فتح وحماس جامعاته الخاصة وبالتالي فأغلب مؤيدي حماس يذهبون للدراسة في الجامعة الإسلامية وأغلب مؤيدي فتح يذهبون للأزهر.
وبالتالي فوز الكتلة الإسلامية بانتخابات الجامعة الإسلامية مضمون في كل الأحوال، لذلك فتح (التي ستخسر بكل الأحوال) معنية بإحراج حماس لذا تقاطع الانتخابات بشكل دائم منذ الانقسام، وفي المقابل هنالك الفصائل الأصغر (اليسار والجهاد الإسلامي) تطالب بأن تكون الانتخابات حسب التمثيل النسبي وليس نظام الأغلبية المطلقة المطبق حاليًا.
نظاما الانتخابات موجودان في كل العالم ولن يغيرا النتيجة النهائية في الجامعة الإسلامية، لكن نظام التمثيل النسبي يسمح لهذه الكتل بأن يكون لها ممثلين في مجلس الطلبة ولو كانوا أقلية، لكن حماس بكل أسف لا تتصرف بحكمة وتصر على النظام القديم (الأغلبية المطلقة) رغم أن احتواء الآخرين ضمن نظام التمثيل النسبي سيحسن من صورتها ويقطع الطريق على المنافقين الذين يريدون مساواتها مع فتح، وبنفس الوقت لن يضيع مجلس الطلبة منها، وحتى لو ضاع فهو مجرد مجلس طلبة وليس دولة.
وزاد الطين بلة إعلام حماس واحتفاله بالفوز بالإسلامية وكأنها جرت في ظل منافسة حقيقية، صحيح أنها حرة ونزيهة لكنها نتيجة متوقعة ومحسومة مسبقًا، فأعطى ذلك الفرصة لخصوم الحركة كي يسخروا منها ويشبهوها بالأنظمة التي تفصل الانتخابات على مقاسها الخاص.
وبينما تعتبر انتخابات جامعة غزة محسومة بسبب أن كل منها تتبع لفصيل معين، فالأمر مختلف بجامعات الضفة لأنها جميعًا تحت سيطرة فتح (باستثناء جامعة بيرزيت فإدارتها مستقلة وتميل لليسار)، بينما لا توجد لحماس أي مؤسسة تعليم عالي.
وبالتالي تحوي هذه الجامعات طلابًا من كافة الأطياف (وخاصة الجامعات الرئيسية: النجاح، بيرزيت، الخليل، البوليتكنك والقدس) مما يجعل لانتخاباتها معنى تنافسيًا يظهر ميول ومزاج المجتمع الفلسطيني، وبينما تحملت السلطة أن تسيطر الكتلة الإسلامية على جميع الجامعات تقريبًا في الفترة بين عامي 1994م وحتى 2006م، إلا أنه بعد الانقسام تشعر بأن وجودها مهدد لذا تحاول منع فوز الكتلة بكل الطرق بما فيه إلغاء الانتخابات.
وقد قاطعت الكتلة الإسلامية بعد الانقسام أغلب الانتخابات الطلابية لحد عام 2011م بسبب القمع الأمني وحظر نشاطاتها (بصورة غير رسمية) وأنهت مقاطعتها بعد أن اكتشفت أن السلطة مسرورة بغيابها عن الانتخابات وأن المقاطعة لن تفيدها بشيء بل تشجع السلطة على المزيد من القمع.
تسبب الغياب الطويل للكتلة الإسلامية عن جامعات الضفة بنتائج ضعيفة في العام الأول لعودتها، لكن العام الماضي شهد انقلابًا بالموازين وعودة الكتلة الإسلامية للمقدمة بما يجعل انتخابات هذا العام شبه محسومة لها، لهذا تسعى السلطة بكل ما أوتيت من قوة لإلغائها للحفاظ على ما بقي لها من نفوذ بالضفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق