الأحد، 20 مارس 2016

لماذا دوما مرة أخرى؟

لماذا دوما مرة أخرى؟

بقلم: ياسين عز الدين

ما بين جريمة حرق عائلة الطفل علي الدوابشة العام الماضي وصباح اليوم حيث أحرق منزل قريبهم وجارهم إبراهيم الدوابشة، كان هنالك عشرات جرائم حرق المنازل على يد عصابات تدفيع الثمن الصهيونية.

وكان هنالك هدم مئات المنازل وتشريد آلاف الناس خلال هذه الفترة التي لا تتجاوز الثامنية شهور على يد سلطات الاحتلال، من بينها قرى بأكملها مثل تجمع أبو نوار شرقي القدس، لكن كلها لم تحظ بنفس اهتمام حرق منزل إبراهيم الدوابشة فجر اليوم، لماذا؟

لأن الموضوع قضية رأي عام وتسقطب اهتمام الناس، وفرصة للتجارة بالوطنية واستعراض العضلات من خلال التصريحات وتوعد الاحتلال بالذهاب إلى محكمة العدل الدولية، أو تهديد بزراعة التفاح حتى ينهار.

ولم أر موقفًا حقيرًا مثل ما قامت به السلطة قبل أيام من تنظيم حفل لتوديع الطفل أحمد الدوابشة قبل ذهابه إلى ريال مدريد، وأجباره على حضور كلمات محافظ نابلس ومسؤولي السلطة الذي أرادوا التكسب منه، علمًا بأنهم لم ينظموا الرحلة ولم يساهموا بها.

بل أكثر من ذلك طاردوا والده أثناء حياته ومنعوه من الحصول على رخصة قيادة سيارة عمومية لأنه كان مقربًا من حماس والآن يريدون التكسب من دمائه وآلام ابنه.

وتابعت صباح اليوم نقاشًا مثير للغثيان بين رئيس المجلس المحلي لدوما ورئيس لجنة مقاومة الاستيطان وليد عساف، حول توفير وسائل حماية للقرية حيث اتهم رئيس المجلس المحلي عساف بأنه لم يوفر للقرية عصي للتصدي للمستوطنين!!

هل هذا مفهومكم للحماية؟ بإمكانك شراء "عصي مكانس" من أي محل بقالة لو كان هذا المطلوب لحماية قريتك!

لم يتكلم أحد عن الضغوط التي مارستها السلطة على شباب ونشطاء القرية بعيد جريمة القتل العام الماضي ليوقفوا التوتر مع سلطات الاحتلال وليتوقفوا عن التظاهر في القرية حتى لا يحرجوا السلطة، ولم يتكلم أحد عن اعتراف رامي الحمد الله على فضائية القدس بأنه يتم اعتقال المقاومين ممن يحملون السلاح للدفاع عن أبناء شعبهم.

المشكلة أصبحت منحصرة في توفير عصي المكانس! هذا لأن الاهتمام بقضية عائلة الدوابشة ودوما هدفه إعلامي وحتى تقول السلطة ودكاكين الإعلام وحقوق الإنسان أنها تقاوم وأنها تهتم بالقضايا الوطنية.

أما آلاف الناس الذين هجروا من بيوتهم خلال الشهور الثمانية الماضية، والعشرات الذين أحرقت عصابات تدفيع منازلهم فلا أحد يهتم بهم لأنه ليسوا مادة إعلامية وليسوا قضية للتكسب والتجارة.

وذلك حتى ندرك أنه لا توجد استراتيجية لمواجهة الاحتلال في الضفة أو وقف تغوله وتمدده، في أحسن الأحوال لدينا ردود أفعال وفي أسوأها لدينا سلطة ومؤسسات تتكسب بآلام ومعاناة الناس.

ليست هناك تعليقات: