بعد الاتفاق الذي قبلت به جبهة النصرة ويقتضي بخروج الفصائل السورية من المخيم،
وبقاء الفلسطينية (من المؤيدين للثورة) وضمان ترتيبات مختلفة، جاءت ونكثت بما وافقت
عليه رغم مرور أيام على بدء تطبيقه لا أكثر.
وعادت جبهة النصرة ودخلت المخيم وتمركزت به لتخلق أزمة جديدة، وذلك بحجة أن
النظام لم يلتزم بتعهداته بإدخال المساعدات لأهالي المخيم وإخراج المرضى وغير ذلك.
وهنا من الضروري التأكيد على الآتي:
أولًا: ما دامت جبهة النصرة لم ترد الالتزام بالاتفاق فلماذا وافقت عليه ثم
بدلت رأيها؟
ثانيًا: إن كان المبرر هو تهرب النظام من التزاماته، فليست هكذا تعالج الأمور،
فعلى الأقل أعطوا إنذارًا إن لم يحصل كذا سنفعل كذا، ولماذا لما تتشاوروا مع شركائكم
سواء من الفصائل السورية أو الفلسطينية؟
أم أن المطلوب حركة استعراضية ليقال أن جبهة النصرة تحركت لإنقاذ اليرموك
وغيرها لم يتحرك؟
ثالثًا: يقولون من أجل أهل المخيم فهل سألتم أهل المخيم؟ وهل حللتم مشكلة
أهل المخيم بتصرفكم هذا؟ من أين سيعوض أهل المخيم القليل الذي كان يسمح النظام بدخوله؟
عندكم أسباب ثانية قولوها لكن لا تتاجروا بأهل المخيم وأنتم لم تفعلوا شيئًا
لهم.
رابعًا: ما دام همكم أهل المخيم وما دمتم قادرون على الخروج والدخول بسهولة
نسبية، فلماذا لم تحضروا لهم الطعام والدواء (ولو كميات رمزية)، وقمتم بتوزيعه على
أهالي المخيم ثم انسحبتم؟
يبدو أن أهل المخيم مجرد مادة للمزايدة والمتاجرة.
آفة جبهة النصرة وأغلب التيار السلفي الجهادي، إلا ما رحم ربي، هو حب المزايدات
والاستعراضات، والظهور بمظهر المخلص الوحيد وأنه لا غيره يعمل بالساحة الإسلامية، حتى
لو كان ثمن ذلك أخطاء يدفع الجميع ثمنها فيما بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق