الجمعة، 21 مارس 2014

تفجير الجولان: الدوافع والنتائج بين الأوهام والحقائق





لا أدري لماذا يصر بعض المحسوبين على الثورة السورية استعداء الشعب الفلسطيني ومؤيدي القضية الفلسطينية، لماذا لا يركزون على معركتهم مع النظام ويتركونا نحارب الاحتلال الصهيوني وحدنا.

ويبدو أن بعضهم مثل مراسل الجزيرة أحمد موفق زيدان قد وصل بغضه الحزبي لحماس لأن يكره القضية الفلسطينية كلها، وأصبح قتل الصهاينة يؤذيه، رغم أن الكل قد تخلى عن الثورة السورية وباعها "ببلاش إلا ربع" بعد أن سلم النظام الكيماوي، ما عدا حركة حماس وقلة من المخلصين أمثالها (ملاحظة حماس لا علاقة لها بالعملية لكنه مجرد تفسير مني لأمراض نفسية موجودة عند هؤلاء البعض).

اتهام أحمد زيدان منفذي عملية تفجير دورية صهيونية في الجولان المحتل الثلاثاء الماضي، بأنهم يريدون جر الصهاينة لضرب الثوار في القنيطرة، هو تأكيد لمزاعم النظام بأنه "درع المقاومة وأن الثوار جاءوا ليخدموا الكيان الصهيوني".

لا الصهاينة ولا الأمريكان ولا الأوروبيون سينصرون الثورة السورية فاطمئنوا، وأتعجب ممن ما زال يتأمل في دعم غربي للثورة، وتحرير فلسطين ليس على طرف نقيض مع الثورة السورية.
 
إن كان منفذ العملية فلسطينيون أو سوريون شرفاء فبارك الله فيهم، وإن كان حزب الله هو المنفذ (كما يزعم البعض) فنحن مع العملية ولسنا مع منفذها.

لا أدري بماذا أفرق أحمد زيدان عن كمال اللبواني الذي وعد الصهاينة بالتنازل عن الجولان، فالثاني قالها صراحة بأنه لا يريد الجولان، والأول قالها ضمنًا بأن الجولان يجب أن يبقى هادئًا وأنه "لا مشكلة لنا مع الصهاينة".

وجاء القصف الصهيوني في اليوم التالي لمقر اللواء 90 التابع للجيش السوري قرب الجولان المحتل، لينسف الزعم بأن العملية تضر بالثوار وتخدم النظام.

والحقيقة أن الصهاينة لا يهمهم انتصار النظام ولا الثوار، في العقلية الصهيونية ما يحصل في سوريا هو "فخار يكسر بعضه"، ولا يوجد لديهم غير هدفين:

الأول: التخلص من الكيماوي والأسلحة المتقدمة في سوريا، لأنهم لا يسمحون بامتلاكها حتى لأكثر عملائهم إخلاصًا.

الثاني: انهاك سوريا في حرب طاحنة تستنزفها لأطول فترة ممكنة، ولو وصلت الأمور لتقسيم سوريا فهو أفضل لهم.

لذا من المضلل والخطأ أن نربط بين الاحتلال الصهيوني والثورة في سوريا، ومن الخطأ تفسير كل عملية ضد الاحتلال في سوريا أو غزة، بأنها تخدم هذا الطرف في سوريا أو ذاك.

الصهاينة فيما مضى قصفوا مقرات السلطة وهي التي تتبعهم بشكل مباشر وعلني، فقط لأنها "قصرت" في ملاحقة المقاومة، فالصهاينة يريدون من هذه الضربات اليوم ترميم صورتهم كقوة مخيفة قادرة على الانتقام بقسوة، ولا يريدون لا ضرب النظام ولا ضرب الثوار، فهذه ليست من أولوياتهم الآن.

لذا بدلًا من تخوين من يهاجم الاحتلال الصهيوني يجدر بالجميع التركيز على إسقاط النظام الأسدي، وترك المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني تسير في مسارها الطبيعي.

ليست هناك تعليقات: