الطفلان الأسيران من قرية جلبون شمال الضفة المحتلة:
إبراهيم أبو الرب (16 عام)
يزيد أبو الرب (16 عام)
يقبعان في سجون الاحتلال منذ أكثر من عام، وحكم عليهما بالأمس بالسجن لمدة
4 سنوات و9 أشهر لإبراهيم، و3 سنوات ليزيد.
ألقي القبض عليهما قرب جدار الفصل العنصري الذي يمر من القرية، أثناء محاولتهما
اجتيازه لتنفيذ "عملية" خططا لها، وقد أصيب يزيد عند اعتقاله برصاصة في فخذه
الأيمن (يبدو لهذا السبب كان حكمه أقل).
وهنالك قضية أخرى في المحاكم العسكرية لخمسة أطفال من قرية حارس في محافظة
سلفيت، معتقلين منذ عدة أشهر بتهمة إلقاء حجارة على سيارة مستوطنين والتسبب بتدهورها
وإصابة أحد المستوطنين بالحجارة.
الطفل محمد مهدي سليمان - قرية حارس |
ويواجه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا وهم: محمد جمعة كليب،
عمار عبد الصوف، محمد مهدي سليمان، تامر عياد الصوف، محمد صادق الصوف، اتهامات بالشروع
بالقتل واحتمال الحكم بالسجن لفترة تصل إلى عشرين عامًا.
وأشار تقرير للمركز الأورومتوسطي إلى أن هنالك زيادة في حالات اعتقال الأطفال
بالضفة خلال الشهرين الأخيرين بنسبة 80%؛ في عام 2012م اعتقل الاحتلال 197 طفلًا شهريًا،
وارتفع العدد إلى حوالي 200 شهريًا في عام 2013م.
أما في شهري كانون ثاني 2014م فاعتقل 350 طفل، وشباط اعتقل 390 طفل.
وهذا مؤشر على أن الأطفال بالإضافة لجيل دون الـ 21 عامًا هم القاطرة التي
تقود المقاومة الشعبية في الضفة، فمثلما كان أطفال الحجارة وقود الانتفاضة الأولى ورجال
المقاومة المسلحة في الانتفاضة الثانية، فها هي الدورة تعود من جديد.
كان عمر إبراهيم ويزيد خلال عمليات الاجتياح عامي 2002م و2003م أقل من خمسة
أعوام، وبالتالي لم يتم "كي وعيهما" وهو المصطلح الذي يستخدمه قادة جيش الاحتلال
للإشارة إلى عمليات البطش الشديد التي تهدف لإخافة الناس وكسر معنوياتهم.
الجيل الأكبر سنًا والذي عايش الاجتياحات ما زال أسيرًا لهاجس الخوف من تكرار
التجربة الفاشلة ويخشى من أن لا تنجح المقاومة لو انطلقت قاطرتها من جديد.
بينما الجيل الأصغر سنًا فهو يفتقد هذه العقدة النفسية ولذا نراه منطلقًا
وبسرعة ربما تفاجئ الكثيرين.
طريق الأطفال والشباب صغير السن ليست مفروشة بالورود إطلاقًا، فهم معرضون
للقتل والاعتقال، والخضوع لتحقيق مماثل لما يخضع له البالغين بدون حضور الأهل أو المحامين
لجلسات التحقيق كما هو العرف العالمي، بل يتعرضون للضرب والتعذيب النفسي والتحقيق المتواصل
(وهو من أشكال الشبح غير المعلنة)، والعزل في زنازين التحقيق، ويمثلون أمام المحاكم
العسكرية، ويمكثون في سجون بظروف سيئة، يكونون طوال الوقت عرضة لمضايقات الشاباك والسجانين
ومحاولة الابتزاز والإسقاط في حبال العمالة والتعاون مع الاحتلال، ناهيك عن الحرمان
من مواصلة التعليم.
رغم كل ذلك شعار أطفال الضفة #مكملين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق