يوم الجمعة الماضي وفي برنامج على الجزيرة (أظن الجزيرة هذا الصباح)، استضاف إلياس كرام الصحفي الصهيوني مائير كوهين ليتكلموا عن أخبار الصحف الصهيونية.
المشكلة في هذه الاستضافة أنها تخطت دور استضافة الرأي الآخر (رأي العدو)
إلى استضافة العدو بوصفه خبيرًا يقدم لنا معرفة ومعلومات موثوقة.
مائير كوهين وممارسة التنظير عبر شاشة الجزيرة |
حتى ندرك خطورة ذلك: خلال اللقاء ذكر كوهين معلومة "أن القدس غير قابلة
للتقسيم"، ومرت بدون اعتراض من إلياس كرام، بحيث بدت كمسلمة من المسلمات.
ماذا تعني هذه الجملة بالنسبة للصهاينة؟ معناها أن المستوطنات غير قابلة للتفكيك،
لأنه في المفاوضات هم يرفضون إعطاء السلطة عاصمة في القدس، بحجة أن الواقع الاستيطاني
في المدينة لا يسمح بذلك.
خطورة تمرير هذه الجملة وكأنها حقيقة هو أنها تشرعن المستوطنات في القدس المحتلة
(والتي احتلت بعد عام 1967) وتجعلها في أذهاننا أمرًا واقعًا، بالضبط مثلما أصبح احتلال
يافا وحيفا وعكا أمرًا واقعًا، نرفضه بألستنا ونقبله بأفعالنا.
ومثال آخر هو تهوين كوهين من أمر النقاشات الصهيونية في الكنيسيت حول الاستيلاء
على المسجد الأقصى، ووصفها بأنها مجرد كلام إعلامي، وعدم وجود طرف آخر يرد على هذا
الكلام، مما جعل الجزيرة في هذا الموقف منبرًا للدعاية الصهيونية الفجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق