الاثنين، 31 مارس 2014

علاقة إسرائيل مع فتح: العمالة عن طريق التوريط





تناقل البعض كلام للصحفي الصهيوني مئير كوهين أنه لولا "إسرائيل" لاستطاعت حماس القضاء على فتح بالضفة خلال ست ساعات، وقبلها كان هنالك تصريح لليبرمان بنفس المضمون، وتسريبات صحفية من الأجهزة الأمنية الصهيونية في أكثر من مناسبة تدور كلها حول نفس الفكرة: الاحتلال هو الذي يحمي فتح من حماس.

وكأن حماس لا عدو لها إلا فتح، وكأن المشكلة الفلسطينية هي فقط حماس وفتح، وكأنه لا يوجد احتلال صيهوني، لكن هذا الطرح ليس عبثيًا، بل هو ضمن ما أسميه سياسة العمالة عن طريق التوريط.

الاحتلال ورط فتح عام 2006م وحرضها ضد حماس، وبعدما حصلت أحداث الانقسام عام 2007م وهزمت أجهزة فتح الأمنية في غزة وقتل من قتل وهرب من هرب، أصبح الاحتلال يلعب دور الحامي لحركة فتح رغم أنه هو من ورطها في البداية.

وهذا الأسلوب ليس جديدًا على الاحتلال فلو تتبعتم صحافته و"التسريبات" المتعمدة سنجد كلامًا يراد لنا أن نبلعه كما هو مثل: الأردن يرفض انسحاب الاحتلال من غور الأردن لأنه لا يؤمن بقدرة السلطة على حماية الحدود، أو أن مصر تحارب حماس من أجل حماية أمنها القومي.
 
كما نلحظ أن أغلب التصريحات المخزية لعباس إما سربت أو قيلت بشكل رسمي أمام صحافة الاحتلال والتي تتناقلها وتحتفي بها، وفيما تحرص أجهزة أمن الاحتلال على إبقاء العملاء المباشرين محميين ولا تقوم بفضحهم، لكن أي معلومة تصلهم من السلطة وتتسبب باستشهاد أو اعتقال مقاوم فسرعان ما تقوم هذه الأجهزة بتسريبها للإعلام.



وأيضًا في محاكم الاعتقال الإداري حيث يحاكم الأسير الفلسطيني وفق ملفات سرية، إن كان الملف قائم على تقارير عملاء الاحتلال أو تنصت على مكالمات فلا يتم إعلامه بشيء منها، أما لو كان تقارير من عند السلطة فغالبًا ما تذكر تصريحًا أو تلميحًا أمام المحاكم.

كل ما سبق يأتي في سياق توريط وتدجين وتطبيع حركة فتح على العمالة للاحتلال، وليقال: لها حرقت أوراقك ولا سبيل للتصالح مع حماس، فلتبقي تتمتعين بحمايتنا (أي حماية الاحتلال).

هذا يجعل فتح في الضفة أمام خيارين: إما التصالح مع حماس والمقاومة وهذا يعني معاداة الاحتلال لها وستدفع ثمن ذلك على المدى القصير لكن على المدى البعيد ستكسب، أو الاستمرار بالتحالف مع الاحتلال ووقتها ستسفيد على المدى القصير لكن على المدى البعيد ستخسر قاعدتها الشعبية وستنتهي.

طبعًا يأتي بعض الفتحاويين ويريد أن يكسب على الحالين: أن ينال رضا الاحتلال ورضا الشعب الفلسطيني في نفس الوقت وهذا محال.

طبعًا فتح والأنظمة العربية في مصر والأردن ليسوا أبرياء، لأنهم يسمحون للاحتلال بتوريطهم في هكذا مواقف، ويستطيعون الانسلاخ من هذه الرابطة المشبوهة، لكن هل يمتلكون الإرادة للانسلاخ عن منظومة الاحتلال الأمنية؟

أما بالنسبة لنا كمؤيدين للمقاومة فنحن لا نريد القضاء على فتح ولا يجوز أن يكون هذا هدف أو غاية لنا، هدفنا الأول هو إنهاء الكيان الصهيوني، إنما نحارب ظاهرة التنسيق الأمني والمفاوضات داخل فتح وداخل السلطة، بدون زيادة ولا نقصان.




ليست هناك تعليقات: