الأحد، 21 سبتمبر 2014

المسجد الأقصى كيف أصبح الهيكل المزعوم




نخادع أنفسنا إن قلنا أن الأقصى ما زال تحت سيطرة المسلمين أو الأوقاف الأردنية كما جاء في اتفاقية وادي عربة، فصاحب المكان هو يقرر من يدخل ومن لا يدخل إليه، أليس كذلك؟

وأذكر أنه إلى ما قبل سنوات قليلة كان الفتيان يرشقون المستوطنين المتواجدين عند حائط البراق بعد صلاة الجمعة، وبعد تنسيق الاحتلال مع أمن السلطة والأوقاف أصبحوا يتصدون لهؤلاء الفتية ويمنعونهم من رشق الحجارة حتى قضوا على هذه الظاهرة.

وكانت ذريعتهم أن لا يعطوا للاحتلال ذريعة لدخول المسجد الأقصى لكن بعدها أصبح دخول المستوطنين أمرًا عاديًا للأقصى، والحجة هذه المرة أنه من حقهم الدخول!

وفي أيامنا هذه لو ألقى أحد الحجارة أو تصدى لهم ستجد موظفي الأوقاف يحاولون منعهم، والحجة: أن لا يمنعنا الصهاينة من دخول الأقصى.

واليوم يقوم المستوطنون بدخول الأقصى والتجوال فيه، وأداء الصلوات اليهودية، والصعود إلى جهة قبة الصخرة حيث يزعمون أنه مكان الهيكل، وبعد أن قتل رجال الأوقاف وأذناب السلطة روح المقاومة بحجة سحب الذرائع لم يعد هنالك رجال يتصدون لهم.


ومن يتصدى يعرض نفسه للمنع من دخول االأقصى والاعتقال لدى الاحتلال، وعندما تولت النساء مهمة التصدي للاحتلال بالتكبير والوقوف بوجه المستوطنين، أصبح يتم منعهن من دخول الأقصى من خلال قرارات الإبعاد عنه.

كل هذا يحصل فيما السلطة والأوقاف والحكومة الأردنية يصمتون صمت القبور، وإن تدخلوا فمن أجل تهدئة الناس كي لا يثوروا، فبعد أن كنا بالأمس نعتبر وجود المستوطنين في حائط البراق تعديًا أصبحنا اليوم نتسول الدخول إلى الأقصى.

وقبل أيام دخل وزير خارجية الكويت سائحًا بإذن من الصهاينة "أصحاب الأقصى الفعليين"، وطبعًا لم يعترض على أي شيء، كيف ذلك وهو ضيف كريم عليهم؟

أما عموم المسلمين من غير أهل القدس (ولا أتكلم عن الحكام) فالأمر لا يعنيهم، وكأن تحويل أولى القبلتين وثالث الحرمين إلى هيكل يهودي أمر ثانوي وغير خطير، والجملة المملة نسمعها دومًا "للبيت رب يحميه".

لكن رب البيت ورب الأقصى قال لكم "إن تنصروا الله ينصركم"، ولم يقل لكم "إن تجلسوا في بيوتكم ينصركم"، لقد تطبعت القلوب على الأمر الواقع، وهنالك تسليم بواقع الأقصى ورضا في قلوب الكثيرين، فلا نسمع لهم أصواتًا وإن أحرجتهم قالت ألسنتهم نشجب ونستنكر، وحتى الشجب والاستنكار يضن به الكثير.

من يرى أن ما يحصل في الأقصى أمر عادي فأقول له ليأتينا بدين جديد، فشرعنا لم يأذن بعبادة غير الله في مساجدنا فما بالنا عندما يكون هذا المسجد هو المسجد الأقصى؟

ليست هناك تعليقات: