الاثنين، 29 سبتمبر 2014

شركة آسيا الهندسية ترتكب جريمة الخيانة العظمى فلماذا الصمت؟!


اعتصام احتجاجي في مقر شركة آسيا


كلامي ليس موجهًا لسلطة أوسلو ولا لحركة فتح، بل إلى حركات المقاومة وعلى رأسها حماس وجماهير الشعب الفلسطيني وكل صاحب ضمير.

الاحتلال الصهيوني يخطط لتهجير عشرات الآلاف من البدو الفلسطينيين، من تجمعاتهم السكانية شرق ‫القدس المحتلة في المرحلة الأولى، ثم من غور الأردن في المرحلة الثانية.

يريد تهجيرهم وإسكانهم في مخيم كبير للاجئين، يسميه مدينة "تل النويعمة" قرب أريحا، وفي مخيم آخر قرب العيزرية شرق القدس،  وهي مناطق صحراوية لا تصلح للحياة.

الهدف من هذه الجريمة هو الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي وتهجير الفلسطينيين منها، وحشرهم في أقل مساحة جغرافية ممكنة.

فوق مصيبة سكوت الطبقة السياسية الفلسطينية عن هذه الجريمة، نجد شركة آسيا الهندسية ومقرها رام الله (وهنالك كلام عن مشاركة شركتي أوربيت وأطلس لكن بحاجة لتأكيد) تشارك بشكل مباشر في الجريمة.

قامت الشركة المذكورة بالتقدم لعطاءات عند الإدارة المدنية الصهيونية المسؤولة عن الضفة الغربية، من أجل المشاركة بمخططات الاحتلال هذه.

الجريمة خطيرة جدًا وغير مسبوقة وإن لم تلقى رادعًا قويًا فستكون طامة كبرى، إن يقوم فلسطينيون بالمشاركة بإنشاء سجن للاحتلال يزج به آلاف الفلسطينيين لكي يستولي على أراضيهم.

النكبة تتكرر وبأيد فلسطينية ليست متواطئة فحسب بل مشاركة بها.

لا فرق بين الدرزي الذي يخدم في حرس الحدود الصهيوني، وبين موظف شركة آسيا الهندسية، فكلاهما حذاء في رجل المحتل.

لم أسمع دفاع الشركة عن نفسها لكن الحجج التافهة ستكون كالآتي:
أ- نريد تحسين شروط حياة هؤلاء المهجرين.
ب- إن لم نقم نحن بهذا العمل فسيقوم به غيرنا.
ج بدنا نشتغل ومضطرين.

إذا قبلنا هذه الحجج التافهة فيجب أن نحلل العمالة ويجب أن نحلل الخدمة في جيش الاحتلال، لأن العميل سيقول لك أنه سيخفف عن الشعب الفلسطيني من خلال عمالته، وسيقول لكم أنه يريد لقمة العيش، والدرزي في حرس الحدود سيقول لك إن لم يقتلك هو فسيقتلك جندي يهودي، وأنك ميت بكل الأحوال لكن هو سيريحك في عملية القتل!!

خطورة هذا المخطط والتي تجعل المشاركة به ترقى إلى العمالة والخيانة العظمى، وأن تكون أخطر من جريمة المشاركة بتصفية قادة المقاومة:

أولًا: الاحتلال يريد الاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض يعيش عليها البدو، وحشرهم في قطعة أرض ضيقة.

ثانيًا: الاحتلال يريد تنظيف منطقة شرق القدس من الوجود الفلسطيني من أجل إحكام سيطرته على القدس، والقضاء على أي إمكانية لأن تكون عاصمة دولة فلسطين، حتى لو كانت دولة فلسطينية بمواصفات محمود عباس.

ثالثًا: تهويد منطقة شرق القدس، يعني فصل شمال الضفة عن جنوبها، وتحويلهما إلى كيانين منفصلين، وكأنه ينقصنا كشعب فلسطيني انقسامات جغرافية.

رابعًا: سيتم تدمير حياة المهجرين والذين يعتمد أغلبهم على تربية المواشي، فالمدينة (المخيم) الموعودة لا يوجد بها مراعي للمواشي، وسيضطرون لبيع مواشيهم وستتحول هذه المدينة المزوعومة إلى مرتع للاوبئة الاجتماعية والبطالة والجريمة الناجمة عن الفقر والحرمان.

وعليه فالسكوت عن جريمة الخيانة العظمى هي جريمة، وليس أقل من مقاطعة هذه الشركات، وإلغاء تراخصيها، والتشهير بها، وبرأيي أن هذا كله غير كافي، ومثلما أن عقوبة المشاركة باغتيال قادة المقاومة هي الموت فيجب أن تكون عقوبة المشارك بقتل الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه هي الموت وليس أقل من ذلك.

وكل من توجهت لهم في بداية المقال مشاركون بالجريمة إن هم سكتوا، لأن السكوت علامة الرضا، ومن يرضا بالخيانة فهو خائن.

أما حال عرب الجهالين المستهدف الأول بعملية التهجير فهي: رضينا بالمزبلة والمزبلة ما رضيت فينا!

فقد هجر أجدادهم من صحراء النقب عام 1948م إلى مناطق شرق القدس، ثم هجرهم الاحتلال مرة أخرى في الثمانينات والسبعينات إلى قرب مكب النفايات عند أبو ديس.

واليوم يستكثرون عليهم هذا المكان ويريدون تهجيرهم والاستيلاء على ما لديهم من أرض وحشرهم في مخيم محصور بنفس المنطقة، وبتواطؤ من مقاولين فلسطينيين من رام الله.

من يشارك بتهجير الفلسطيني ليس خارجًا عن الصف الوطني، بل هو خائن خيانة عظمى.

اعتصام في الأرض المهدد بالمصادرة

ليست هناك تعليقات: