الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

التوجهات الصهيونية تجاه الوضع الفلسطيني ما بعد حرب غزة


عباس حسم خياراته وتحالف مع المحتل


نقل الدكتور صالح النعامي عن الصحفي الصهيوني يروشلمي أن نتنياهو قرر عدم تنفيذ اتفاق التهدئة، مفضلًا دفع الفلسطينيين إلى "حرب أهلية"، عندما اشترط على عباس قبل الدخول بمفاوضات أن "يثبت نفسه في غزة ويجرد سلاحها".

وربما لسنا بحاجة لكلامه فالتطورات واضحة، والاحتلال لم يلتزم بشيء مما اتفق عليه، والهجمات الإعلامية من السلطة (والتي خرجت بدون مناسبة)، تدلل على أن هنالك نية واضحة لعدم تنفيذ الاتفاقية.

وفي المقابل فوضع الضفة الغربية ليس مضمونًا، فالقدس مشتعلة كما تشير الأحداث الميدانية وكما يعترف الصهاينة أنفسهم، والضفة نفسها كما قال ضابط كبير لصحيفة معاريف انتهت فيها السنوات الست "الوردية" حيث يرصد تزايدًا للمقاومة منذ عام ونصف.

وهو يقر بأن السلطة تلعب دورًا هامًا في كبح المقاومة ومنع العمليات المسلحة تحديدًا، لكنه (مثل جميع القادة العسكريين والسياسيين الصهاينة) يرى أن السلطة لا يعول عليها دائمًا، ويثق بالتنسيق الأمني "إلى حد ما".
 
ويستشهد بعجز السلطة عن وقف المواجهات ضد الاحتلال في عدة مناسبات، وكما يقول أن السلطة تحارب العمليات المسلحة لأنها تخاف من ردة فعل الصهاينة تجاهها.

وكل هذا يقوده إلى أن يرفض قيام دولة فلسطينية حتى لو كانت بيد فتح، لأنه حسب قوله سيأتي الضيف بعدها ويستلم مكان فتح، وهذا تأكيد لما قاله يروشلمي من اشتراط نزع سلاح غزة قبل المفاوضات الجديدة، ويؤكده أيضًا اشتراط عباس العلني نزع سلاح المقاومة من أجل المضي بالمصالحة.

أما وزير الأمن الداخلي الصهيوني يتسحاق أهرونوفيتش فكان قد أقر في تصريح له خلال حرب غزة بوجود "أحداث" في الضفة إلا أنها "مسيطر عليها" لكن أعرب عن قلقله من خروجها عن السيطرة فيما لو استمرت الحرب أكثر.

وأبدى مؤخرًا اهتمامه وإنزعاجه مما يحصل في القدس المحتلة ويبدو أنه يخطط مع أجهزة الأمن لقمع الانتفاضة فيها.

ملخص ما يمكن الوصول إليه أن الصهاينة يراهنون على الزج بعباس ليخوض عنهم الحرب ضد حماس وضد المقاومة، وعباس يلعب هذا الدور بتفاني وإخلاص كبيرين، مقابل وعد بإعطائه شيئًا ما فيما لو نجح.

إلا أنهم يقامرون بالوضع في الضفة المحتلة وربما غرهم الحراك المتردد وأطمأنوا إلى أنه لن يتحول إلى انفجار، إلا أني لم أستطع تكوين فكرة عن نظرتهم لاحتمال عودة انفجار الوضع في غزة باتجاه الاحتلال، ونحن بدأنا نسمع تهديدات حماس والجهاد الإسلامي.

في كل الأحوال يبدو أن المقاومة أمامها خيار وحيد وهو الدفع باتجاه التصعيد مع الاحتلال، حتى يفشلوا مخططه القاضي بجر الوضع الداخلي الفلسطيني إلى اقتتال أهلي.

ليست هناك تعليقات: