الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

الانتفاضة الثالثة ما بين الضفة والقدس




عندما اندلعت حرب العصف المأكول راهن الكثيرون على أن تقوم المقاومة في الضفة بدور الإسناد لمقاومة غزة.

لكن فاقد الشيء لا يعطيه فمقاومة استنزفت ثم دمرت لن تستطيع مساعدة نفسها فضلًا عن مساعدة غيرها.

لذلك كنت أتأمل أن تساعد الحرب على قيام المقاومة في الضفة وإعادة الاعتبار لها ولدورها، أي أن تكون نقطة الانطلاق.

في مدينة القدس تحقق هذا الأمر وهي ما زالت تحافظ على مقاومتها الشعبية والأمر مرشح بقوة للاستمرار، لكن باقي الضفة الغربية (للأسف) رجعت الأمور إلى وضع قريب مما كانت عليه قبل حرب غزة وإضراب الأسرى.

ما الذي توفر في القدس ولم يتوفر في باقي الضفة؟

ربما التقاء ثلاثة عوامل:

الأول: غياب وجود قوي للسلطة وحركة فتح في المدينة.

الثاني: كثرة أماكن الاحتكاك مع الاحتلال الصهيوني مقارنة مع باقي مناطق الضفة.

الثالث: عدم المرور بالتجربة السلبية لانتفاضة الأقصى والاجتياحات التي تركت ندوبًا نفسية ما زالت إلى يومنا هذا في الضفة.

الاحتلال بدء يتذمر من وضع القدس ولن يجعل الأمور تمر بسهولة، وسيستعين بالأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ووجهاء فتح (وقد فعل ذلك في مناسبات سابقة) لتنفيس الحراك ولملاحقة المقاومين.

كما سيخفف من أماكن الاحتكاك قدر الإمكان وسيزيد من إجراءات الحماية والأمان، وأخيرًا سيعمل على تشديد قبضته على المقاومين في القدس بشكل كبير.

والسؤال الحيوي كيف يمكن إيجاد الطريقة لنقل تجربة القدس إلى المناطق الأخرى؟ وكيف نحافظ على حراك القدس ونقويه؟

ليست هناك تعليقات: