ربما لا
يستطيع أكثر من يعيش خارج سوريا أن يقدم لحلب أكثر من الدعاء وربما بعض التبرعات
التي قد تصل بعد حين.
مشكلتنا
تكمن في تعاملنا بردات فعل آنية، وليس برؤيا بعيدة المدى؛ مأساة حلب وقبلها داريا
والقصير والحولة والقائمة تطول، تأتي من نظام يرفض الرحيل بالتي هي أحسن، والحل
الجذري هو خلعه وأكثر القوى العالمية لا تريد خلعه.
وهذا
النظام جزء من شبكة تقدم له الدعم، وهذه الشبكة أوضح ما تكون اليوم، وأغلبها مكون
من أنظمة تعادي قضايانا المصيرية وتنتمي لأنظمة الثورة المضادة.
لماذا لا
نعمل معروف مع السوريين ومع أنفسنا، ونحارب هذه الأنظمة التي تحاربنا وتحارب
السوريين؟
أنا
كفلسطيني لا أستطيع الوصول إلى سوريا لكن أستطيع محاربة دولة الاحتلال التي تتآمر
وتحرك الخيوط في سوريا من خلف ستار، والأردني قد لا يستطيع الوصول إلى سوريا لكنه
يستطيع الانتفاضة في وجه نظام يتآمر على سوريا وعلى الأقصى وعلى فلسطين وعلى الشعب
الأردني نفسه.
وكذلك
المصري يستطيع محاربة نظام السيسي أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد، والمسلم المقيم
في الغرب يستطيع التظاهر ضد حكومات الغرب التي تضيق الخناق على الثورة السورية،
بدلًا من أن يسبح بحمدها لأنها استقبلت بضع لاجئين سوريين.
انظر إلى
المشهد بزاويته الواسعة وحارب أنظمة الثورة المضادة من موقعك، فهذا في مصلحة
الجميع: سوريا وفلسطين ومصر والأردن والأمة الإسلامية جمعاء.
لا تطلب
السلامة الشخصية في بلدك ثم تتساءل عن إخوانك الذين يذبحون في بلد مجاور.
وأخيرًا
الحرب طويلة وبحاجة لتضحيات كثيرة، فلا تنتظروا انتصارات تأتي بها المزايدات
والكلام الإنشائي الجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق