نشر
الإعلام الصهيوني نقلًا عن "باحثين صهاينة" في الأيام الأخيرة عن اقتراح
قدمه السيسي لمحمود عباس حول منح الفلسطينيين 1500 كيلومتر مربع من أراضي
سيناء وضمها إلى قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية عليها.
وهي ليست أول مرة تثار هذه المقترحات، فقد نسبت في السنوات الأخيرة تارة إلى مرسي وتارة إلى مسؤولين صهاينة اقترحوا تبادل الأراضي: تأخذ دولة الاحتلال أراضي من الضفة، وتمنح مقابلها أراضي من النقب إلى مصر، التي تعطي أراض في سيناء إلى غزة.
ما هي حقيقة وجدية هذه الاقتراحات وما الهدف منها؟
الخلفية التاريخية:
حتى نفهم المشهد بشكل جيد نريد العودة إلى حرب عام 1948م لنتعرف على طبيعة العلاقة بين الكيان الصهيوني من ناحية وقطاع غزة وسيناء من الناحية الأخرى.
أرسلت مصر في بداية الحرب قوة عسكرية مكونة من جزأين: متطوعون (وبينهم متطوعو الإخوان المسلمين) وقد توجهوا نحو المنطقة الجبلية من الخليل إلى بيت لحم وصولًا إلى الضواحي الجنوبية من القدس، والجزء الآخر قوات نظامية انتشرت على محور يمتد من غزة إلى أسدود وحاولت الهجوم على يافا وتل أبيب.
عانى الجيش المصري من مشاكل كثيرة في الإمدادات والتنظيم أدت إلى خسائر كبيرة أثناء على يافا وتل أبيب، واضطر للتراجع أكثر من مرة، وبعد انهيار الهدنة الثانية في شهر 7 عام 1948م لجأ الجيش المصري إلى الدفاع.
وأنشأ الجيش خطًا دفاعيًا على محور ثلاث قرى: الفالوجة وعراق المنشية وعراق السويدان، وابتداء من شهر 9 شن الصهاينة هجومًا مركزًا على الخط الدفاعي ثم انهارت دفاعات الجيش المصري بشكل تام.
وحوصرت بقايا الجيش المصري في الفالوجة فيما اندفعت العصابات الصهيونية جنوبًا نحو صحراء النقب، لتقطع التواصل بين القوات المصرية الموجودة في الخليل وبيت لحم مع باقي القوات، وأكثر من ذلك بدأت العصابات الصهيونية بالهجوم على سيناء.
كان الهدف من الهجوم والتوجه نحو العريش محاصرة الجيش المصري المتبقي في غزة، وجاءت الأوامر للقوات المصرية بالانسحاب من غزة (بحجة أن لا يتم حصارها)، إلا أن القائد المسؤول عن القوات رفض تنفيذ الأوامر.
ولاعتبارات كثيرة أوقف الصهاينة هجومهم لكنهم استطاعو توقيع أول اتفاقية للهدنة مع دولة عربية في نهاية شهر 2 عام 1949م لتخرج مصر مبكرًا من الحرب، وانسحب الجيش المصري من الفالوجة وتم ترسيم حدود قطاع غزة، الذي تضاعف عدد سكانه خمس مرات نتيجة تدفق اللاجئين من المناطق المحيطة ومن مناطق مثل يافا واللد والرملة.
منذ اليوم الأول لم يمتلك قطاع غزة المكتظ باللاجئين مقومات الحياة، وساءت الأمور أكثر نتيجة تفاهمات بين حكام غزة من قادة الجيش المصري مع الصهاينة وأعيد ترسيم الحدود في الخمسينات بشكل غير رسمي ليضم الاحتلال حوال ربع مساحة قطاع غزة، ما زالت حتى اليوم بيد الاحتلال.
النظرة الصهيونية تجاه غزة وسيناء:
استشعار الصهاينة ضعف الجيش المصري والانتصارات الساحقة التي حققوها في نهاية حرب عام 1948م جعلتهم يعتبرون قطاع غزة وسيناء ساحة خلفية لهم، وأنهم يملكون الحق باستكمال ما بدأوه باحتلال المنطقتين.
من ناحية كان الصهاينة يؤمنون أن الحل يجب أن يكون بتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم متواجدون، وبما أن غزة منطقة قريبة من فلسطين ومكتظة باللاجئين المعبئين والمتشوقين للعودة إلى ديارهم، فكان هنالك طرح في الخمسينات من أجل توطينهم في سيناء، أو ما عرف بمشروع جونستون والذي أفشل فلسطينيًا وعربيًا.
ومن الناحية الأخرى اعتبروا أن احتلال سيناء الفارغة من السكان هو حق مكتسب لهم (بما أنهم يملكون القوة العسكرية الكافية) فاحتلوا سيناء في حرب عام 1956م ثم أعادوا احتلالها في حرب عام 1967م، وحتى عندما انسحبوا أبقوا لأنفسهم حق التدخل في سيناء والترتيبات الأمنية فيها.
لماذا الآن الدولة الفلسطينية في سيناء:
كل الكلام عن دولة فلسطينية في سيناء في السنوات الأخيرة صدر عن مراكز دراسات وباحثين صهاينة، وهذا معناه أننا لا نتكلم عن أمور بحثت فعلًا بين القادة السياسيين، بل نتكلم عن إيحاءات واقتراحات يطرحها هؤلاء الباحثون (بالتنسيق مع الحكومة الصهيونية) من أجل تحقيق أهداف معينة.
رأينا ذلك في العراق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991م عندما كان الباحثون الأمريكان والصهاينة يتكلمون عن استحالة الحياة بين "مكونات الشعب العراقي" وأن العراق سيقسم إلى ثلاث دول أو كيانات.
كذلك رأينا نفس الأسلوب بعد انتخابات المجالس البلدية الفلسطينية عام 2005م عندما بدأ قادة مخابرات الاحتلال وباحثون صهاينة يتكلمون عن "حماستان" في غزة، و"فتحستان" في الضفة، رغم أن حماس في فازت في الضفة وغزة.
لكن الصهاينة لم يكونوا يبحثون عن حل للصراع بين حماس وفتح، بل كانوا يبحثون عن ما يناسبهم وعن ما يزيد من هذا الصراع، كانوا يريدون بقاء الضفة تحت سيطرتهم ويريدون إقصاء حماس عنها، فطرحوا هذه الفكرة المغرية لكي تتلقفها بعض الجهات داخل فتح وتساعد على "تحقيقها".
واليوم للأسف نرى هذه الفكرة قد تجذرت: حماس هنا وفتح هناك، وصراعات داخلية تشتت البوصلة عن الصراع مع الاحتلال، حتى يصل البعض (من الطرفين) لأن يظن أنه لا مشكلة له مع الاحتلال والمشكلة فقط مع الطرف الآخر.
إذا الصهاينة يريدون من خلال هذه التسريبات وأغلبها من بنات أفكارهم، أن يعودونا على تقبل فكرة التوطين خارج فلسطين وأن يصبح حل قضية اللاجئين على كاهل الدول العربية وليس من خلال العودة إلى فلسطين.
ولا أظن الصهاينة سيقبلون عودة فلسطينيي لبنان وسوريا والعراق بأعداد كبيرة إلى هذه الدولة الموعودة، فهم يريدون التخلص منهم لا أن يحضروهم إلى الحدود مع فلسطين، لذا سيضعون العراقيل والشروط التعجيزية لاحقًا عندما يصبح التوطين في سيناء مطلبًا فلسطينيًا وعربيًا، ووقتها ستبدأ التنازلات من أجل أن تقبل دولة الاحتلال بتوطينهم.
وأيضًا الاحتلال يريد ترويض الفلسطينيين على قبول فكرة التنازل عن أقسام من الضفة الغربية، تحت مسمى تبادل الأراضي والسلطة وافقت بالفعل على ذلك على أساس تبادل أراضي بين الضفة وما تسمى دولة إسرائيل.
الآن الاحتلال يريد خطوة إضافية وهي أن يضم الصهاينة أجزاء من الضفة، وأن تأخذ السلطة بدلًا منها أراض في سيناء أو أي دولة عربية، والصهاينة في عملية الترويض هذه لا يهتمون إن أخذنا "حصتنا" من الاتفاق أم لا، وإنما يأخذون ما يريدون ولنذهب بعدها إلى الجحيم.
وماذا بعد؟
لذلك مثل الدعايات تتضمن هذه الاقتراحات الجوانب الجميلة من فكرة التوطين والدولة في سيناء، حتى يتم إغراء ضعاف النفوس وقليلي الوعي من العرب والفلسطينيين على القبول بهذه الاقتراحات، وحتى يتم أيضًا تعويد البقية بأن هذا أمر طبيعي وعادي.
مثلما كان اقتراح أن يكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين، فقد تحقق الجزء الذي يريده الصهاينة أي التخلص من اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا مواطنين في الأردن ولم يعد حق العودة مطروحًا بشكل جدي بينهم، أما أن يكون نظام الحكم في الأردن فلسطينيًا أم غير ذلك، فليس من اهتمام الصهاينة، المهم أن يكون نظامًا يحرس المصالح الصهيونية مثل النظام الحالي.
الصهاينة حاليًا ينفذون مرحلة تعويد النفس العربية على فكرة توطين الفلسطيني خارج فلسطين، وعلى فكرة إقامة دولة فلسطين خارج حدود فلسطين (وهذا الطرح القديم الجديد لحزب الليكود واليمين الصهيوني).
وذلك من خلال تكرار هذه التسريبات مستغلين الصراعات العربية الداخلية، وقابلية الأطراف المتصارعة لتصديق ما يلصق بخصومها بدون أي نقاش، فتارة تنسب إلى مرسي أو حماس حتى يصدقها أبناء فتح وأنصار السيسي، وتارة تنسب إلى السيسي أو عباس ليصدقها أنصار حماس والإخوان.
وفي النهاية (حسب المخططات الصهيونية) سيصل الوعي الفلسطيني والعربي إلى نتيجة أن التوطين في سيناء أو غيرها أمر عادي والكل متقبلها والكل "متورط بها"، وللأسف لا يوجد الوعي الكافي لمواجهة هذه الإيحاءات الصهيونية والمخططات بعيدة المدى، فأغلب مواقفنا مبنية على ردود الفعل فقط لا غير.
وهي ليست أول مرة تثار هذه المقترحات، فقد نسبت في السنوات الأخيرة تارة إلى مرسي وتارة إلى مسؤولين صهاينة اقترحوا تبادل الأراضي: تأخذ دولة الاحتلال أراضي من الضفة، وتمنح مقابلها أراضي من النقب إلى مصر، التي تعطي أراض في سيناء إلى غزة.
ما هي حقيقة وجدية هذه الاقتراحات وما الهدف منها؟
الخلفية التاريخية:
حتى نفهم المشهد بشكل جيد نريد العودة إلى حرب عام 1948م لنتعرف على طبيعة العلاقة بين الكيان الصهيوني من ناحية وقطاع غزة وسيناء من الناحية الأخرى.
أرسلت مصر في بداية الحرب قوة عسكرية مكونة من جزأين: متطوعون (وبينهم متطوعو الإخوان المسلمين) وقد توجهوا نحو المنطقة الجبلية من الخليل إلى بيت لحم وصولًا إلى الضواحي الجنوبية من القدس، والجزء الآخر قوات نظامية انتشرت على محور يمتد من غزة إلى أسدود وحاولت الهجوم على يافا وتل أبيب.
عانى الجيش المصري من مشاكل كثيرة في الإمدادات والتنظيم أدت إلى خسائر كبيرة أثناء على يافا وتل أبيب، واضطر للتراجع أكثر من مرة، وبعد انهيار الهدنة الثانية في شهر 7 عام 1948م لجأ الجيش المصري إلى الدفاع.
وأنشأ الجيش خطًا دفاعيًا على محور ثلاث قرى: الفالوجة وعراق المنشية وعراق السويدان، وابتداء من شهر 9 شن الصهاينة هجومًا مركزًا على الخط الدفاعي ثم انهارت دفاعات الجيش المصري بشكل تام.
وحوصرت بقايا الجيش المصري في الفالوجة فيما اندفعت العصابات الصهيونية جنوبًا نحو صحراء النقب، لتقطع التواصل بين القوات المصرية الموجودة في الخليل وبيت لحم مع باقي القوات، وأكثر من ذلك بدأت العصابات الصهيونية بالهجوم على سيناء.
كان الهدف من الهجوم والتوجه نحو العريش محاصرة الجيش المصري المتبقي في غزة، وجاءت الأوامر للقوات المصرية بالانسحاب من غزة (بحجة أن لا يتم حصارها)، إلا أن القائد المسؤول عن القوات رفض تنفيذ الأوامر.
ولاعتبارات كثيرة أوقف الصهاينة هجومهم لكنهم استطاعو توقيع أول اتفاقية للهدنة مع دولة عربية في نهاية شهر 2 عام 1949م لتخرج مصر مبكرًا من الحرب، وانسحب الجيش المصري من الفالوجة وتم ترسيم حدود قطاع غزة، الذي تضاعف عدد سكانه خمس مرات نتيجة تدفق اللاجئين من المناطق المحيطة ومن مناطق مثل يافا واللد والرملة.
منذ اليوم الأول لم يمتلك قطاع غزة المكتظ باللاجئين مقومات الحياة، وساءت الأمور أكثر نتيجة تفاهمات بين حكام غزة من قادة الجيش المصري مع الصهاينة وأعيد ترسيم الحدود في الخمسينات بشكل غير رسمي ليضم الاحتلال حوال ربع مساحة قطاع غزة، ما زالت حتى اليوم بيد الاحتلال.
النظرة الصهيونية تجاه غزة وسيناء:
استشعار الصهاينة ضعف الجيش المصري والانتصارات الساحقة التي حققوها في نهاية حرب عام 1948م جعلتهم يعتبرون قطاع غزة وسيناء ساحة خلفية لهم، وأنهم يملكون الحق باستكمال ما بدأوه باحتلال المنطقتين.
من ناحية كان الصهاينة يؤمنون أن الحل يجب أن يكون بتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم متواجدون، وبما أن غزة منطقة قريبة من فلسطين ومكتظة باللاجئين المعبئين والمتشوقين للعودة إلى ديارهم، فكان هنالك طرح في الخمسينات من أجل توطينهم في سيناء، أو ما عرف بمشروع جونستون والذي أفشل فلسطينيًا وعربيًا.
ومن الناحية الأخرى اعتبروا أن احتلال سيناء الفارغة من السكان هو حق مكتسب لهم (بما أنهم يملكون القوة العسكرية الكافية) فاحتلوا سيناء في حرب عام 1956م ثم أعادوا احتلالها في حرب عام 1967م، وحتى عندما انسحبوا أبقوا لأنفسهم حق التدخل في سيناء والترتيبات الأمنية فيها.
لماذا الآن الدولة الفلسطينية في سيناء:
كل الكلام عن دولة فلسطينية في سيناء في السنوات الأخيرة صدر عن مراكز دراسات وباحثين صهاينة، وهذا معناه أننا لا نتكلم عن أمور بحثت فعلًا بين القادة السياسيين، بل نتكلم عن إيحاءات واقتراحات يطرحها هؤلاء الباحثون (بالتنسيق مع الحكومة الصهيونية) من أجل تحقيق أهداف معينة.
رأينا ذلك في العراق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991م عندما كان الباحثون الأمريكان والصهاينة يتكلمون عن استحالة الحياة بين "مكونات الشعب العراقي" وأن العراق سيقسم إلى ثلاث دول أو كيانات.
كذلك رأينا نفس الأسلوب بعد انتخابات المجالس البلدية الفلسطينية عام 2005م عندما بدأ قادة مخابرات الاحتلال وباحثون صهاينة يتكلمون عن "حماستان" في غزة، و"فتحستان" في الضفة، رغم أن حماس في فازت في الضفة وغزة.
لكن الصهاينة لم يكونوا يبحثون عن حل للصراع بين حماس وفتح، بل كانوا يبحثون عن ما يناسبهم وعن ما يزيد من هذا الصراع، كانوا يريدون بقاء الضفة تحت سيطرتهم ويريدون إقصاء حماس عنها، فطرحوا هذه الفكرة المغرية لكي تتلقفها بعض الجهات داخل فتح وتساعد على "تحقيقها".
واليوم للأسف نرى هذه الفكرة قد تجذرت: حماس هنا وفتح هناك، وصراعات داخلية تشتت البوصلة عن الصراع مع الاحتلال، حتى يصل البعض (من الطرفين) لأن يظن أنه لا مشكلة له مع الاحتلال والمشكلة فقط مع الطرف الآخر.
إذا الصهاينة يريدون من خلال هذه التسريبات وأغلبها من بنات أفكارهم، أن يعودونا على تقبل فكرة التوطين خارج فلسطين وأن يصبح حل قضية اللاجئين على كاهل الدول العربية وليس من خلال العودة إلى فلسطين.
ولا أظن الصهاينة سيقبلون عودة فلسطينيي لبنان وسوريا والعراق بأعداد كبيرة إلى هذه الدولة الموعودة، فهم يريدون التخلص منهم لا أن يحضروهم إلى الحدود مع فلسطين، لذا سيضعون العراقيل والشروط التعجيزية لاحقًا عندما يصبح التوطين في سيناء مطلبًا فلسطينيًا وعربيًا، ووقتها ستبدأ التنازلات من أجل أن تقبل دولة الاحتلال بتوطينهم.
وأيضًا الاحتلال يريد ترويض الفلسطينيين على قبول فكرة التنازل عن أقسام من الضفة الغربية، تحت مسمى تبادل الأراضي والسلطة وافقت بالفعل على ذلك على أساس تبادل أراضي بين الضفة وما تسمى دولة إسرائيل.
الآن الاحتلال يريد خطوة إضافية وهي أن يضم الصهاينة أجزاء من الضفة، وأن تأخذ السلطة بدلًا منها أراض في سيناء أو أي دولة عربية، والصهاينة في عملية الترويض هذه لا يهتمون إن أخذنا "حصتنا" من الاتفاق أم لا، وإنما يأخذون ما يريدون ولنذهب بعدها إلى الجحيم.
وماذا بعد؟
لذلك مثل الدعايات تتضمن هذه الاقتراحات الجوانب الجميلة من فكرة التوطين والدولة في سيناء، حتى يتم إغراء ضعاف النفوس وقليلي الوعي من العرب والفلسطينيين على القبول بهذه الاقتراحات، وحتى يتم أيضًا تعويد البقية بأن هذا أمر طبيعي وعادي.
مثلما كان اقتراح أن يكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين، فقد تحقق الجزء الذي يريده الصهاينة أي التخلص من اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا مواطنين في الأردن ولم يعد حق العودة مطروحًا بشكل جدي بينهم، أما أن يكون نظام الحكم في الأردن فلسطينيًا أم غير ذلك، فليس من اهتمام الصهاينة، المهم أن يكون نظامًا يحرس المصالح الصهيونية مثل النظام الحالي.
الصهاينة حاليًا ينفذون مرحلة تعويد النفس العربية على فكرة توطين الفلسطيني خارج فلسطين، وعلى فكرة إقامة دولة فلسطين خارج حدود فلسطين (وهذا الطرح القديم الجديد لحزب الليكود واليمين الصهيوني).
وذلك من خلال تكرار هذه التسريبات مستغلين الصراعات العربية الداخلية، وقابلية الأطراف المتصارعة لتصديق ما يلصق بخصومها بدون أي نقاش، فتارة تنسب إلى مرسي أو حماس حتى يصدقها أبناء فتح وأنصار السيسي، وتارة تنسب إلى السيسي أو عباس ليصدقها أنصار حماس والإخوان.
وفي النهاية (حسب المخططات الصهيونية) سيصل الوعي الفلسطيني والعربي إلى نتيجة أن التوطين في سيناء أو غيرها أمر عادي والكل متقبلها والكل "متورط بها"، وللأسف لا يوجد الوعي الكافي لمواجهة هذه الإيحاءات الصهيونية والمخططات بعيدة المدى، فأغلب مواقفنا مبنية على ردود الفعل فقط لا غير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق