في الصور
المرفقة جوال يستخدمه الأسرى في سجون الاحتلال، بعد أن أمسكه السجانون واكتشفوا
مخبأه.
البعض
عندما يسمع عن وجود جوالات في سجون الاحتلال يظن أنهم يعيشون رفاهية ربما يحسدهم
عليها، والواقع عكس ذلك.
الاحتلال
يمنع دخول أجهزة الاتصال مما يضطر الأسرى لتهريب الجوالات، والسجانون يلاحقون
الجوالات بشكل حثيث وتدور حرب أدمغة منذ أن تم تهريب أول جوال قبل حوالي عشرين
عامًا.
الجوال
في الصورة تم انتزاع غلافه الخارجي والإبقاء على القطع الأساسية حتى يصغر حجمه
وتسهل عملية تخبئته، وهي عملية معقدة وتدور حولها حرب أدمغة بين السجانين والأسرى،
وهنالك فرق خاصة بالتفتيش عن الجوالات.
وكلما
اكتشف السجانون مخبأ للأسرى، يبدأ التفكير بمكان وشكل المخبئ الجديد، وصل الأمر
بالأسرى إلى تخبئة الجوالات داخل المعلبات يفتحونها ثم يغلقونها وتبدو كأنها
جديدة، وإلى تخبئتها في الأجهزة الكهربائية، بل وحفروا الجدران واستخدموا النشا
لعمل مادة تشبه الجبص لإغلاق المخبأ ويبدو كأنه جزء من الحائط.
تكلفة
الجوال في الصورة تتراوح حسب حملات التفتيش وشدتها وحسب ندرة توفره وحسب كفاءته،
بين بضع مئات من الدولارات إلى ستة آلاف دولار (25 ألف شيكل) في بعض الأحيان، وهي
أموال يدفعها الأسرى من جيوبهم لكي يبقوا على تواصل مع العالم الخارجي.
وتهريب
الجوالات إلى داخل السجن عملية أكثر تعقيدًا، ويوجد طرق عديدة من بينها رشوة
السجانين وعلى عكس السجون في الدول العربية ليس من السهل رشوة السجان الصهيوني،
ويحتاج خبرة من الأسرى لكي يعرفوا أي السجانين لديه القابلية لأن يكون مرتشيًا.
وبعدها
تبدأ عملية الهندسة الاجتماعية مع هذا المرشح لأن يكون مرتشيًا، لأنه لو توجهوا له
مباشرة اشتكى عليهم ولانتهى بهم المطاف في زنازين العزل ودفع غرامات عالية وربما
قضية جديدة، وبعد عملية طويلة من التهيئة والهندسة الاجتماعية يمكن الكلام معه
لتهريب جوالات مقابل رشوة تدفع له.
وهنالك
سجانون كشفوا وحاكمهم الاحتلال بتهمة الخيانة وتهريب جوالات للأسرى ووصلت مدة سجن
بعضهم إلى 10 أعوام و15 عامًا، وهذا مما يردع الكثيرين منهم عن التجاوب مع محاولات
الرشوى.
وهنالك
حملات التفتيش العادية والمفاجئة وخبراء يفككون كل شيء داخل غرفة الأسر، لا يتركون
برغيًا يعتب عليهم، وهم يطورون خبراتهم مع مرور الوقت، لذا الحرب سجال بين الأسرى
والسجانين.
بعد
اكتشاف الجوال داخل الغرفة سيتم معاقبة الأسرى بالعزل الإنفرادي وبغرامة مالية
كبيرة، لكن رغم كل تلك الصعاب والتكاليف المادية والنفسية والجسدية، فالأسرى يصرون
على المضي بالحرب حتى نهايتها ويرفضون الخضوع لإرادة الاحتلال، رغم أن بعضهم ينكسر
ويقول لا نريد جوالات ونريد فقط "راحة البال" لكن الأغلبية مستمرون
بالمقاومة على طريقتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق