قام موشيه يعلون وزير الدفاع الصهيوني بتقديم استقالته اليوم واعتزل الحياة السياسية، وذلك بعد أن قرر نتنياهو تعيين ليبرمان مكانه وزيرًا للدفاع.
الكثير من الناس متفائلون بتولي ليبرمان الأهوج لوزارة الدفاع كونه لا يفقه بالقضايا الأمنية، لكن بالنسبة لي خسارة الصهاينة ليعلون هي أكبر وأهم.
يعلون أراه أكثر القادة الصهاينة إدراكًا لمصلحة الكيان الصهيوني، واستغل خبرته في قمع انتفاضة الأقصى وتعلم من أخطاء دولة الاحتلال في انتفاضة الأقصى وطبقها في انتفاضة القدس، ورغم أنه لم ينجح بإخماد انتفاضة القدس لكنه نجح بمحاصرتها وتحجيمها.
كانت أهم الأخطاء التي ارتكبها الاحتلال في انتفاضة الأقصى: ضرب السلطة وتدمير أجهزتها الأمنية، والعقوبات الجماعية على الفلسطينيين، فقد خدمت هذه الأخطاء المقاومة وساعدتها كثيرًا.
لذلك حرص يعلون (وقيادة جيش الاحتلال وجهاز الشاباك) على تفادي هذه الأخطاء، فقاموا بالتنسيق مع السلطة بشكل تام وحافظوا عليها من الانهيار، كما حرصوا على تجنب العقاب الجماعي (إلى حد ما) مع تشديد العقوبات بحق المقاومين.
كما وجهوا ضربات استباقية دورية ومتواصلة ضد المقاومة (وبالأخص حماس) حتى يقطعوا عليها الطريق.
خطأ يعلون هو أنه عمل بخبث ودهاء، وقادة اليمين الحاكم في الكيان الصهيوني يريدون ضربات استعراضية ويريدون ضرب السلطة فهم يظنون أنه لا فرق بين السلطة وحماس، ويريدون عقوبات جماعية (غريزة الانتقام الأعمى).
باختصار يعلون كان "ضحية" المزايدات داخل الكيان الصهيوني، وذهابه قد يعني قرارات متهورة من جانب حكومة الاحتلال قد تؤدي لتفجير الانتفاضة.
يمكن القول أن سقوط يعلون هو أحد إنجازات انتفاضة القدس، فقد استطاعت التخلص من خصم قوي وخبيث وماكر، والدور الآن على المقاومة الفلسطينية فحصول عدة عمليات قوية توقع قتلى في صفوف المستوطنين قد تخرج نتنياهو وحكومته عن طورهم وتدفعهم لتكرار أخطاء انتفاضة الأقصى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق