الجمعة، 20 مايو 2016

انقطاع الكهرباء بين قطاع غزة والضفة الغربية





يظهر الفيديو المرفق مظاهرة خرجت أمس في جنين احتجاجا على اعتقالات لتجار تظاهروا بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي وضعفه.

حيث هنالك حراك في جنين احتجاجا على خدمات الكهرباء السيئة منذ أيام، لكن إعلامنا المحترم لم يغطها ولم تتحول إلى موضوع سياسي يهاجم سلطة محمود عباس.

بينما لا تعذر حماس بالحصار الخانق وتتهم أنها المسؤولة عن معاناة سكان غزة بسبب الكهرباء، وأي مشكلة اجتماعية أو اقتصادية في غزة تسيس فورًا وينشط الإعلام الذي يزعم الحياد و"النوشتاء" لمهاجمة حماس والطلب منها ترك حكم غزة وتسليمها لأن الحركة ليست على قدر المسؤولية.

بينما تملأ المشاكل الاقتصادية والخدماتية الضفة ولا أحد يتكلم عنها، رغم أن محمود عباس باع فلسطين وحارب المقاومة بحجة توفير لقمة العيش وأن حياة الناس الكريمة أهم من مقاومة الاحتلال، فلا هو قاوم ولا وفر الحياة الكريمة.

هنالك قرى بأكملها لا تصلها خدمات الكهرباء والمياه في الضفة وأغلبها في مناطق مهددة بالتهجير والاستيطان، وهنالك مناطق يسكنها عشرات الآلاف لا يصلها الماء إلا مرة كل شهر أو شهرين في الصيف.

وديون السلطة 4 مليارات دولار؛ منها مليار دولار ديون خارجية، والباقي ديون لصالح جهات محلية بيها شركات الكهرباء، وهنالك الكثير من الشركة الخاصة الفلسطينية مهددة بالتوقف عن العمل بسبب مماطلة السلطة بدفع ديونها.

رغم كل ذلك هنالك إعلام و"نوشتاء" متخصصين بالتصيد لحماس والوقوف لها على اتفه الأسباب، وأحيانًا تختلق عيوب لا وجود لها، مثل انتقاد المخالفات المرورية في غزة بحجة أنها تثقل جيوب السائقين!! ومن قال للسائق أن يخالف القوانين من الأصل؟! فليلتزم بقوانين السير ولن يخالفه أحد لا قليل ولا كثير!

الإعلام المسيس يوصل صورة غير متوازنة ويوصل المعلومات مبتورة، ولا أقول أن حماس بلا أخطاء فقد كتبت الكثير عن أخطائها لدرجة اتهمني البعض أني متحامل عليها، لكن اختلال الصورة يجب الوقوف عندها، وتسيس القضايا الاجتماعية والمطلبية يضخم بعض القضايا التافهة ويتجاهل بعض القضايا الهامة.

طبعًا المبرراتية سيأتون ويقولون "لا مقارنة بين معاناة غزة ومعاناة الضفة", "هؤلاء لصوص وهؤلاء شرفاء، ويجب أن ننتقد الشرفاء أما اللصوص فهم معروفون"، وهذه كلها مبررات واهية وسخيفة تحاول التغطية على الخلل الإعلامي الموجود، فلا يعقل أن تقطع رأس الشريف على خطأ بسيط وأن تسامح المجرم بحجة أنه "معروف إجرامه"، ولا يعقل التسخيف من معاناة بعض فئات الشعب بحجة أن معاناة غيرهم أكبر.

ليست هناك تعليقات: