الجمعة، 20 مايو 2016

ليبرمان هل سيطبق أفكاره المجنونة أم سيضعون له الحدود؟




الكثير يقولون أن شخصية ليبرمان لن تؤثر على جيش الاحتلال ووزارة الدفاع لأن الكيان الصهيوني دولة مؤسسات ولأن أصحاب القرار لا يتحركون إلا وفق نصائح المهنيين من المختصين، وهذا كلام صحيح جزئيًا.


ليس من الصحيح القول أن شخصية لن تؤثر بل سيكون لها تأثير لكن بحدود معينة، وذلك للاعتبارات الآتية :


1) صحيح أن أحد أهم مبادئ الحكم الرشيد ودولة المؤسسات أن القرارات لا تتأثر بأمزجة وأهواء أصحاب القرار، لكن في الواقع لا تجد تطبيقًا كاملًا لهذا المبدأ، وستجد البصمة الشخصية طريقها بطريقة أو بأخرى، والاختلاف بين الدول المتخلفة والمتقدمة أن الأولى لا تحترم هذا المبدأ مطلقًا أما الثانية فتحترمها إلى حد معين.

2) وضع ليبرمان في وزارة الدفاع هو مثل وضع طفل مشاكس في مطبخ والدته، هي لن تسمح له بالتصرف كما يرغب لكنها ستقضي وقتها وهي تلاحقه وتمنعه من ارتكاب المصائب، وسيزيد الأمر صعوبة عليها عندما تكون هنالك عزومة تريد تجهيزها والوقت ضيق.

وكذلك الأمر مع ليبرمان فسيقضي قادة الجيش والأجهزة الأمنية الكثير من الوقت وهم يتصارعون مع ويحاولون اقناعه بخطأ قراراته ومنعه من ارتكاب المصائب، وسيزيد الأمر تعقيدًا عندما تدهور الأوضاع الأمنية مثل اشتداد حدة انتفاضة القدس أو اندلاع حرب مع غزة.

3)  الأمر الأهم هو أن ليبرمان جاء بدلًا من يعلون تطبيقًا لسياسة اليمين الحاكم، وتنفيذًا لرغبات نتنياهو ووزراء حزب البيت اليهودي وتيار كبير في المجتمع الصهيوني، كلهم يدعمون سياسته الهوجاء والكل يريده أن يطبقها، فلا نتكلم عن شخص يحمل رؤيا مجنونة بل عن مؤسسة جاءت به لكي يطبقها.

هم سئموا من سياسة يعلون العقلانية رغم ذكائها وخبثها وتحقيقها النتائج، ويريدون استعراض العضلات وسياسات متغطرسة ومجنونة، فلا يعقل أن يأتوا به من أجل ذلك ثم يكبلوه.



خلفية عن شخصية ليبرمان:


هاجر ليبرمان من الاتحاد السوفياتي السابق في عام 1978م، وهو يتزعم حزب إسرائيل بيتنا وهو حزب علماني يميني يمثل اليهود الروس، وهم يمثلون حوالي 20%  من المجتمع الصهيوني.


التزام اليهود الروس بتعاليم اليهودية شبه معدوم بل نسبة كبيرة منهم ملحدون، وبعضهم ليسوا أصلًا يهودًا (بل جدتهم أو جد جدهم كانوا يهودًا) وغالبيتهم قدم إلى فلسطين من أجل امتيازات اقتصادية وحياة أفضل، ونسبة لا بأس منهم قدم إلى فلسطين فقط لتكون بوابة لهجرته إلى أمريكا.


لذا نفهم عنصرية ليبرمان وحزبه أنه محاولة لتعويض ضعف انتمائهم لليهودية من خلال تبني مواقف شديدة العنصرية تجاه الفلسطينيين والعرب.


الناحية الأخرى من شخصية ليبرمان فهو شخصية ضحلة عمل في جزء من حياته حارسًا في الملاهي الليلية والخمارات، وهو على المستوى الشخصي جبان وفاسد، ومتورط بفضائح مالية واختلاسات ورشاوى، وبالكاد نجا من آخرها قبل الانتخابات الأخيرة، وكانت هذه الفضائح سبب هزيمة حزبه وتقلص قوته بشكل كبير.


ما الذي سيقوم به لبيرمان وما الذي لن يستطيعه؟


التغيرات التي سيحدثها :


1-  قانون أعدام الأسرى الفلسطينيين رغم أن القانون الحالي يتيح الإعدام ضمن ظروف معينة، إلا أنه غير مطبق عمليًا، وكان قد حكم وفقه على الأسير المحرر سعيد بدارنة بالإعدام منتصف التسعينات وقام وقتها رابين بتخفيف الحكم عليه إلى المؤبد.


والقانون الجديد سيكون إعادة تأكيد على حكم الإعدام، وليس أكيدًا إن كان سيطبق فعلًا أم لا .


2- احتجاز جثامين الشهداء فهذه احدى مشاكل يعلون مع الحكومة، فليبرمان سيعود لسياسة احتجاز الجثامين.


3-  التوسع بالعقوبات الجماعية على الفلسطينيين بالضفة، وخاصة في حال وقوع عمليات يقتل بها صهاينة، وتتضمن الإغلاقات وسحب تصاريح العمل والمنع من السفر.

ما لن يستطيع القيام به:

1- انهاء السلطة الفلسطينية رغم تهديداته السابقة لكن لن يسمح له نتنياهو أو قادة الأمن بذلك.


2- شن حرب على غزة إلا إن وقعت عملية كبيرة انطلاقًا من غزة، فوقتها ربما سيجد أنصارًا لهذه الفكرة، كما أن عقيدة الردع الصهيونية التي يتبناها الجيش تحتم رد فعل قوي على هكذا عمليات.

ليست هناك تعليقات: