هنالك
شبه اتفاق نهائي من أجل انضمام وزير الخارجية السابق أفيغدور لبيبرمان إلى حكومة
نتنياهو، بدلًا من وزير الدفاع الحالي موشيه يعالون.
ليبرمان
هو زعيم حزب إسرائيل بيتنا وهو حزب يميني علماني يمثل اليهود الروس، بينما يعلون
من حزب الليكود وهو رئيس الأركان الأسبق لجيش الاحتلال أثناء انتفاضة الأقصى.
خلفية
التغيير الحكومي:
أولًا: حكومة
نتنياهو ضيقة (61 عضو كنيست من أصل 120) وهو يريد توسيعها.
ثانيًا: تصاعد
الخلاف بين أعضاء الحكومة ونتنياهو من ناحية ويعالون والجيش من ناحية ثانية على
خلفية التعامل مع انتفاضة القدس.
ثالثًا:
الخلافات دارت حول أمرين أساسيين:
أ- تسليم
جثامين الشهداء حيث يريد وزراء الحكومة احتجازها بينما يرى يعالون والجيش
والمخابرات (الشاباك) أنه لا فائدة من احتجازها وأن ذلك قد يؤدي لتفاقم الانتفاضة.
كان هنالك قرار حكومي بعدم تسليم الجثامين بالفترة الأخيرة والجيش لم يلتزم تمامًا، وفي حالة نادرة الحصول كان هنالك تضارب في القرارات، مكتب نتنياهو يطلب احتجاز الجثامين والجيش يسلمها مخالفًا تعليمات رئيس الحكومة.
ب- صدور عدة
تصريحات عن رئيس الأركان الحالي (أيزنكوت) ونائبه (يئير جولان) مضمونها الطلب من
جنود الاحتلال عدم الإفراط باستخدام القوة ضد الفلسطينيين، مثل قول أيزنكوت أنه لا
داعي لإفراغ مشط من الرصاص على طفلة فلسطينية تحمل مقصًا، وأنه يكفي إصابتها
برصاصة واحدة.
هذه
التصريحات اعتبرها وزراء الحكومة بأنها خيانة للجنود الذين يقتلون مقاومين وأنها تكبل
"يد جيش الدفاع".
ويعلون
دافع عن رئيس الأركان ونائبه وقال أن من حق جنود الجيش التعبير عن رأيهم بحرية،
وأدى ذلك إلى تفجير الأمور بينه وبين نتنياهو وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر
البعير.
ماذا
يعني خروج يعلون؟
موشيه يعلون |
يعلون قاد
جيش الاحتلال لسحق انتفاضة الأقصى في الضفة، وعارض الخروج من غزة عام 2005م لأنه
رأى في ذلك مكافأة لحماس والمقاومة، وكانت معارضته سببًا دفع شارون لطرده من رئاسة
الأركان.
بالنسبة
لي أرى يعلون أكثر شخصية صهيونية تدرك مصلحة الكيان وصاحب رؤيا ثاقبة، وقام بخبث
ودهاء مستعينًا بالجيش والشاباك والسلطة الفلسطينية بمحاصرة انتفاضة القدس وحرص
على اتخاذ خطوات تمنع من انفجارها وبقائها تحت حد معين دون الانفجار.
وهو يمثل
المؤسسة العسكرية والأمنية (الجيش والشاباك) داخل الحكومة وكان يدافع بقوة عن رأي المؤسسة
الأمنية في وجه مزايدات الوزراء والساسة اليمينيين.
أفيغدور ليبرمان |
في المقابل
ليبرمان شخصية هوجاء غوغائية، وهو من خارج المؤسسة الأمنية والجيش، ووجوده في هذا
المنصب يعني ازدياد الشرخ بين الحكومة والجيش والشاباك في ما يتعلق بالتعامل مع
انتفاضة القدس، وأحد مطالب ليبرمان تطبيق أحكام الإعدام على المقاومين الفلسطينيين.
وسيحاول
ليبرمان وأعضاء الحكومة فرض رأيهم على الجيش والشاباك، الأمر الذي قد يؤدي لانفجار
انتفاضة القدس بشكل أقوى، وإن كنت أظن أن نتنياهو سيعمل على الموازنة بين الرؤيتين
وسيلتزم ببعض الخطوط الحمراء للأجهزة الأمنية.
الخلاصة:
في حال
خرج يعلون من وزارة الدفاع فهذه خسارة لدولة الاحتلال، وربما تؤدي سياسة ليبرمان
الهوجاء والغوغائية إلى تفجير الأوضاع بالضفة الغربية وخروج انتفاضة القدس عن
السيطرة.
أما
بالنسبة للتفاوض مع السلطة فهذه بالأصل معطلة وميتة ودخول ليبرمان لن يزيدها إلا
موتًا.
على
الهامش: لا صحة لما نشرته بعض الصفحات عن إعطاء ليبرمان مهلة 48 ساعة لحماس، هذه
مجرد إشاعة فيسبوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق