بقدر ما ننكر على من يسمون أنفسهم بالقرآنيين هجرهم للسنة
النبوية، في المقابل هنالك من يلغي معظم القرآن بحجة النسخ أو يقدم تفسيرات خاصة به
لبعض الأحاديث تتناقض مع صريح القرآن الكريم.
والأصل أنه لا تعارض بين الأحاديث النبوية قطعية الثبوت وقطعية
الدلالة، مع الآيات المحكمة من القرآن الكريم.
لكن منبع الخلل يأتي من أحد بابين:
أولًا: تأويل الحديث أو الآية باتجاه معين، والاعتقاد بأنه
الحكم الناجم عن ذلك هو حكم الله، وعدم الانتباه لتعارض هذا التأويل مع آيات وأحاديث
أخرى.
ثانيًا: البعض يقرر الحكم الشرعي حسب هواه، ثم يبحث عن الأدلة
التي تدعمها من القرآن أو الحديث، سواء تعارض الحكم مع آيات وأحاديث أخرى أم لا. المهم
أنه يبحث عن شيء يزين به حكمه.
وبهذا الأسلوب يمكن إثبات أي شيء، فمثلًا نجد الصهاينة يستدلون
بآيات تدلل على حقهم في فلسطين، والمبشرين النصارى بآيات ليقولوا لنا أن المسيح ابن
الله، تعالى عما يقولون.
الأصل في الباحث عن الحق أن يستعرض كافة الأدلة وأن يوفق
بينها، بدون إسقاطها التعسفي بمختلف الحجج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق