1) الخبر المنسوب للقناة الثانية، وعلى فرض صحته، فهو منقول
عن محلل سياسي مرافق للوفد، وليس نقلًا عن مصادر أمنية أو سياسية، وهذا على فرض
صحة أن الكلام قيل أصلًا.
2) ميزانية حكومة الاحتلال السنوية تساوي إن لم تزد عن ميزانية
الحكومة الإماراتية، والاحتلال لا يعاني من مشاكل مالية حتى يتسول الدعم من الدول العربية.
3) الصيغة التي ورد بها الخبر أن الإمارات اشترطت لدفع المال
أن يقوم الاحتلال بقمع حماس، وأعتقد أن هذا مربط الفرس في كل الخبر، الصهاينة دائمًا
وأبدًا يريدون تصدير الصراع ليصبح عربيًا - عربيًا، بدلًا من أن يكون عربيًا صهيونيًا.
وصياغة الخبر بهذه الطريقة توحي أن المشكلة هي فقط بين حماس
والعرب، ولا مشكلة مع الاحتلال.
4) تأسيس سلطة أوسلو أصلًا جاءت ضمن هذه الاستراتيجية، والبركة
بحركة فتح التي قبلت أن تلعب دور الوكيل الأمني للاحتلال، وها هو الاحتلال يوحي للدول
العربية أن يقوموا بهذه المهمة، ويحاول إقناعهم بأن عدوهم حماس وليس الكيان (ومن اقتنع
بأن أبلة فاهيتا تتآمر على مصر فسيقتنع بكل سهولة بهذا الكلام).
5) المراد أيضًا استفزاز حماس ومؤيديها ليهاجموا الإمارات
والدول العربية، ولينسوا مشكلتهم مع الاحتلال، ولندخل في دوامة: كذبة أطلقها الصهاينة،
مؤيدو حماس ردوا بعنف على الإمارات، سيقول الإماراتيون لقد كان الصهاينة محقين حماس
هي العدو أنظر ماذا يقولون عنا، وستخرج هجمات مضادة من الإمارات، وندخل في دوامة تصعيد.
6) الخاسر من هذه الدوامة هي حماس، لأن المطلوب صهيونيًا
عزلها عن محيطها العربي، قبل الهجوم عليها عسكريًا، وانقلابيو السيسي قاموا بإغلاق
الأنفاق، واليوم المطلوب حصارها إعلاميًا.
7) الكثير من محبي حماس يتناقلون الخبر، ودائمًا المبرر الساذج
هو "لنفضح الإمارات ونبينها على حقيقتها"، وكأن كل ما حصل في السنوات السابقة
لم يكن كافيًا لفضحها.
لو كنتم تحبون حماس فعلًا فالسكوت وعدم تناقل هذه الكذبة
هو أكبر خدمة لحماس، فوضع حماس لا يحسد عليه إطلاقًا والحصار المضروب على غزة يراد
أن يكون مقدمة لما هو أسوأ منه، فلا تكونوا عونًا لمن يريدون حصار غزة.
8) لهذا جاءت تصريحات فوزي برهوم المستنكرة لتناقل الخبر
والرافضة لمضمونه، لأن حماس المتضرر الأكبر منها، وليس الإمارات كما يظن البعض.
9) وتبقى مصلحة حماس والقضية الفلسطينية أن تبقى البوصلة
موجهة إلى العدو الأصلي بدل الوكلاء، وأمر حصار غزة وتدميرها يخرج من تل أبيب وليس
من أي مكان آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق