الثلاثاء، 21 يناير 2014

تنظيم القاعدة وفن الدعاية السوداء


تنظيم القاعدة أعتبرهم أفضل من أجاد لعبة الدعاية السوداء، والقائمة على الكذب الممنهج وتوزيع الأدوار وغسيل الأدمغة.

وهو تنظيم ما يطلبه المستمعون: يتحدث العدناني بلغة جئناكم بالذبح، أما البغدادي فيتكلم بلغة الدولة المظلومة التي تدافع عن نفسها، ومن أراد لغة الذبح فالعدناني حسبه، ومن أراد المبررات والتبريرات فالبغدادي حسبه.


لكن الأخطر من الاثنين هم هؤلاء الذين يدافعون عن أفعال القاعدة بطريقة غير مباشرة، ممن يبررون جرائمها بأنها أخطاء فردية، أو ينتقدون بعض الشكليات عند داعش كإعلانها للدولة وعصيان الظواهري، ويتناسون منهجها الإجرامي في قتل الناس، ولو سألتهم عن الدم، لردوا: لنترو ونتأكد.

لهذا السبب أرى أمثال إياد قنيبي وحتى من انتقد داعش بشكل صريح مثل أبو قتادة الفلسطيني أخطر بكثير من البغدادي والعدناني، فهؤلاء يريدون إبقاء شعرة معاوية بين من هم ليسوا من القاعدة وبين التنظيم، لكي يشعروهم بأن هنالك بقية خير في القاعدة وليدفعوا الكتاب وأصحاب الرأي لأن يهادنوا التنظيم ولا يكشفوا عن أخطائه ظنًا منهم أن النقد الذاتي المزعوم الذي يمارسه هؤلاء سيصحح أخطاء القاعدة.

قنيبي انتقد التكفير على الفيسبوك والتويتر لكن لم ينتقد جرائم داعش، بل جعلها فتنة مساويًا بين الضحية والقاتل، أما أبو قتادة الفلسطيني فانتقد مهاجمة داعش للفصائل الإسلامية، مقرًا بمهاجمة الفصائل العلمانية، وكأنه يقول أن المبدأ صحيح لكن المشكلة في التطبيق.
 
في النهاية كله يدور ضمن لعبة توزيع الأدوار بين أقطاب هذا التنظيم (وهو تنظيم قائم على الإعلام بامتياز)، ومن يعتقد أني أبالغ فليرجع لما قلته سابقًا عندما وصفت الدعاية التي تلقتها جبهة النصرة في أول ظهورها وقبل انشقاق داعش عندها.

يومها وصفت كل ما قيل عنها بأنه دعاية وتلميع من أجل مشاريعها الخاصة، ويومها وصفني الكثير بسوء الظن، واليوم يتبين أن كل شيء كان مجرد جزء من مخطط أكبر، صحيح أن جبهة النصرة لم تكشف مخططاتها بعد (فهذا ليس وقته كما بين الجولاني ذات مرة)، لكن كله يعود إلى نفس الأصل ونفس الجذور.

اختطفوه وزعموا أن النظام الأسدي قتله وتاجروا (بدمه)


وما إعلان داعش عن استشهاد أبي صفية اليمني بقذائف النظام الأسدي في أدلب، ثم اكتشاف أنه كان مخطوفًا لأكثر من سبعين يومًا في سجون داعش نفسها، إلا دليل على مقدار تلاعب هذا التنظيم بالإعلام ومدى جرأتهم على التزوير والكذب والدجل.

ليست هناك تعليقات: