الاثنين، 20 يناير 2014

الذهاب إلى مؤتمر جنيف لكي لا يكرر ثوار سوريا خطأ طاجيكستان




بغض النظر عن ما دفع الائتلاف الوطني لاتخاذ القرار، سواء كان لتجربة ما سيطرح في المؤتمر، أو نجاحًا لمناورات رجال النظام السعودي داخل الائتلاف، أريد أن أحذر ثوار سوريا من فخ المؤتمر.

ما تريده روسيا وبالتعاون مع أمريكا إعادة تأهيل نظام الأسد، وادخال إصلاحات شكلية جدًا، وهنا أستذكر نفس السيناريو في طاجيكستان (إحدى جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة) بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فقد بقي الشيوعيون يحكمون البلد وثارت ضدهم ثورة مسلحة، وانقسمت البلد بين مؤيدي النظام وأغلبهم من قبائل الشمال ومؤيدي الثورة وأغلبهم من قبائل الجنوب.


وقتل مئة ألف من سكان طاجيكستان طوال فترة الحرب الأهلية التي استمرت معظم التسعينات.

برعاية روسيا عقدت مصالحة أعادت تأهيل النظام، ولم تذهب به بل أدخلت المعارضة المسلحة وعلى رأسها الحزب الإسلامي في الحكومة، ونظمت بعدها انتخابات (مع التزوير) لكن في البداية سمحوا للحزب الإسلامي البقاء في الحكومة.


إلى أن قرروا في النهاية إخراج الحزب الإسلامي من الحكومة، وإعادة كل أساليب الاستبداد التي كانت معهودة في أيام الاتحاد السوفياتي، ووصلنا إلى مرحلة يمنع فيه الأطفال والفتية دون الـ18 عامًا من دخول المساجد بدون تصريح مسبق من النظام!

والآن لا أحد يستطيع التفكير بالعودة للثورة ولا حمل السلاح، و"شربوا الخازوق" كما يقولون عندنا.

والوضع في سوريا أسوأ لأن طاجيكستان دولة متجانسة دينيًا (96% مسلمين سنة)، لكن في سوريا فستكون أيام سوداء للغاية على الأغلبية السنية، والوضع أسوأ بكثير.

مهما فعل المتحاورون في جنيف فيجب على ثوار سوريا أن يراهنوا على السلاح وسواعدهم، لا يضرهم ضربات داعش من الخلف ولا تخلي العالم عنهم، لأن لا خيار آخر أمامهم.

والأهم من ذلك أن لا ينشغل الثوار في خلافاتهم الداخلية وتخوين بعضهم البعض، ومن عارض الذهاب فليعمل في الميدان على محاربة النظام لا محاربة من ذهب إلى جنيف من المعارضة.

ليست هناك تعليقات: