كثر الكلام عن "سذاجة" مرسي لأنه لم يتوقع
الانقلاب، والإخوان اعتذروا عن أخطائهم التي ارتكبوها، ولي مقال مستقبلي أتكلم عنها
بالتفصيل بإذن الله.
لكن الذي لفت انتباهي أن أكثر (ولا أريد أن أقول
جميع) من يسخرون من مرسي والإخوان، ويستهزؤون به لأنه أحسن الظن بالعسكر، لم يتصرفوا
أيام مرسي على أساس أن هنالك انقلاب في الطريق.
وإلا لدعموا مرسي في وجه العسكر ولم يتخلوا عنه،
ولم يدخلوا في صراعات معه حول أمور مثل أخونة الدولة، ولما عارضوا قراراته الدستورية
التي كانت ضربة للعسكر، مثل هذه التصرفات لم تكن تشير إلى أنهم يتوقعون انقلابًا، بل
اعتبروا يومها الإخوان أخطر من الفلول على مصالحهم الذاتية، وأكثر من ذلك كانوا عونًا
للعسكر (بوعي أو بدون وعي) في تلك المواقف.
لماذا لا نصف بالسذاجة أولئك الذين صدعوا رؤوسنا
بالكلام عن أخونة الدولة، وعن استبداد مرسي وانفراده بالقرار، في حين أن الحاكم الفعلي
كان الجيش والعسكر؟ لماذا يرون الشوك في عيون الآخرين ولا يرون الجذع في عيونهم؟
مثلما قال بيان الإخوان الكل أخطأ، والكل يتحمل المسؤولية،
ومن يريد إلقاء المسؤولية على الإخوان وحدهم وأن يهرب من مسؤوليته الشخصية، فهذا إنسان
غير صادق وغير مخلص، ومجرد متسلق على ظهر الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق