السبت، 18 يناير 2014

الساكت عن الحق شيطان أخرس



ما الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة بحيث أصبح سلاح القاعدة يوجه إلى أبناء الحركات الإسلامية والمجاهدين من التنظيمات المخالفة؟ لأننا سكتنا عن الأخطاء في أول الأمر (وأتكلم عن نفسي قبل غيري).

كنا نرى أخطاءهم الشرعية في التفجيرات الانتحارية التي تستهدف الأبرياء في الغرب، لكن كنا نستنكف عن انتقادهم ونقول ليذق الغرب ما اقترفته يداه (وهذا كان موقفي وموقف الكثيرين)، وهذا يخالف قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، ومخالفة لقوله تعالى "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق".

بعدها انتقلت التفجيرات إلى بلداننا العربية، وكنا نتغاضى عنها، ونقول الذي يتحمل الخطأ هو الأنظمة التي تسببت أخطاؤها بظهور هذه الجماعات، ومرة أخرى ما هذا بشرع ولا إسلام، فالدين النصيحة ولا خير فينا إن لم نقل لمن أخطأ أنه أخطأ، ولا خير فينا إن لم نسعى لتغيير المنكر بيدنا أو بلساننا.

ثم انتقلت الهجمات لتنال الأبرياء من كل دين ولون، والمجاهدين العاملين في الميدان في فلسطين وسوريا والعراق، وكنا نقول لا نريد أن نكون عونًا لأمريكا والعلمانيين على مجاهدين حاربوهم ذات يوم، ونسينا قوله تعالى: "فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله"، بل استكبرنا أن نقول كلمة بحقهم، ونسينا توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعين أخانا الظالم بمنعه من الظلم، فنصرناه بالتغطية على ظلمه وإيجاد الأعذار والمبررات لخطئه وظلمه.

والنتيجة أننا ندفع اليوم ثمن ما سكتنا عنه، لأننا نسينا شرعنا وحكمناه عندما كان مع هوانا، فلما كان ضد هوانا تجاهلناه وعملنا بعكسه، اليوم ندفع كلنا هذا الثمن الباهظ، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ليست هناك تعليقات: