الأحد، 29 ديسمبر 2013

نحن والغرب: هل نخالفهم أم نقلدهم؟

بعض الناس يعتبر أنه يجب أن نجاري الغرب في كل شيء، حتى لو تطلب ذلك تغيير مبادئنا وقناعتنا، وتراه يكيف الإسلام ويحوره ليتلاءم مع ما جاء به الغرب، حتى يكون "مرنًا ومنفتحًا" كما يظن.

وفي المقابل البعض الآخر يرى أنه يجب أن نخالف الغرب في كل شيء، حتى لو كان ذلك يعني أن نصطدم مع قناعاتنا أو مبادئنا، وذلك حتى نكون رافضين للهيمنة والاستعمار الغربي.

النموذجان وجهان لعملة واحدة، تنطلق من عقدة نقص تجاه الغرب، وهذا خطأ ونحن نقيم الأمور ونحكم عليها حسب ما هو صواب وخطأ انطلاقًا من مبادئنا وقناعاتنا بغض النظر عن ما يراه الغرب.

فقيادة المرأة للسيارة حق وليس معنى أن هنالك مطالبة للغرب أن تقود سيارتها أن نقول لا.

وتنظيم القاعدة له أخطاؤه التي لا تغتفر انطلاقًا من رؤيتنا كمسلمين وكأهل الدول التي يخرب فيها التنظيم، وليس معنى أن الغرب يعاديه أنه أصبح معصومًا عن الخطأ.

ودعم حزب الله للنظام الأسدي هي جريمة لا تغتفر أيضًا، وليس معنى أن الكيان الصهيوني يكرهه أنه أصبح من الواجب علينا أن نغمض عيوننا عن فعلته التي فعلها.

وفي المقابل فإن قلق الغرب على مشاعر المسيحيين في بلادنا لا يعني أن نلغي مطالبتنا بالحكم وفق الشريعة الإسلامية.

وكلامهم عن المساواة بين الرجل والمرأة لا يحتم علينا أن نلغي التعدد أو نعدل في قوانين الميراث.

وكلامهم عن مدنية الدولة لا يعني أن نحاول تطويع الإسلام لكي يصبح علمانيًا بنكهة إسلامية.

ليست هناك تعليقات: