الكثير عبر عن صدمته واندهاشه من موقفه، وهي ليست أول مرة فالكثير من "نجوم" الفضائيات والإعلام مثل عمرو خالد ومحمد حسان صدموا محبيهم بمواقفهم التي تراوحت بين الميوعة وعدم الحسم وبين الوقوع المخزي.
مشكلتنا تكمن في أمرين أساسيين:
الأول: أن ليس كل من أطلق لحيته وسلطت عليه الأضواء وتكلم في أمور دينية أصبح "شيخًا" ومفتيًا وعالمًا.
الافتاء والعلم له شروط لا يتقنها 99% من نجوم الفضائيات، أما لقب المشيخة فهو شيء مطاطي يسبغه الناس حسب انطباعاتهم عن الشخص ولا يصلح لتقييم الإنسان تقييمًا جديًا.
والعفاسي مجرد قارئ قرآن صوته عذب.
الثاني: "لحوم العلماء مسمومة" وتقديس أهل العلم ورفعهم إلى ما يقارب العصمة، هي خرافة منتشرة لا أصل شرعي له، فالإسلام حث على طلب العلم وقدس العلم، لكن لم يقدس الأشخاص والأفراد.
فمن حاز على العلم قليله أو كثيره لا يعني عصمته من الخطأ، ولا يعني عصمته من أن يكون ذيلًا للطغاة، ولا يعني عصمته من أن يكون جبانًا، ولا يعني عصمته من أن يكون جاهلًا ضحل المعرفة في السياسة، ومن نجوم الفضائيات من يجمع الأربعة أمور (الخطأ والذيلية والجبن والضحالة).
من أراد الافتاء بالسياسة يجب أن يكون على دراية بالشرع وأحكامه، وعلى دراية بالسياسة وأوضاعها وخصوصًا في المنطقة التي سيفتي لها، وأن يكون صحيح النية ومخلصًا عمله لله تعالى، وأن لا يكون جبانًا وأن لا يخاف أن يقول الحق، ومن فقد أحد هذه الأركان فبكل تأكيد ستختل فتواه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق