الخميس، 19 ديسمبر 2013

فيديو وتعليق: محمود عباس وموقفه من الانتفاضات




محمود عباس وصف انتفاضة الأقصى بأنها سبب دمارنا (سماها بالانتفاضة الثالثة على اعتبار انتفاضة النفق هي الثانية)، وأنه ضد استخدام السلاح.

ما علينا كلامه معاد ومكرر، ما لفت نظري في المقابلة معه هو كلامه عن الانتفاضة الأولى:

فقد مدحها؛ وهذا طبيعي من مسؤولي السلطة بزعم أنها لم تكن انتفاضة مسلحة وهذا زعم غير صحيح، فالحجر والزجاجة الحارقة أسلحة تقتل وتجرح، كما استخدم بالانتفاضة الأولى أيضًا السكين والرصاص وحتى السيارات المفخخة والاستشهاديين وخطف الجنود وقتلهم، ومنذ وقت مبكر منذ عامي 1988 و1989م.

الأمر الآخر هو زعمه (الكاذب) بأن إنجاز الانتفاضة هو "التسريع" بمفاوضات مدريد؛ وهو يقصد أن المفاوضات هي أصل كل ما أنجز والانتفاضة الأولى "المسالمة الوديعة" ساعدت المفاوضات، وهذه مغالطة أكبر من الأولى وكذب أوقح وأكثر فجاجة.

لماذا؟ لأن منظمة التحرير كانت تتسول التفاوض مع الاحتلال طوال عشرين عامًا ومنذ السبعينات، والاحتلال كان يصدها كل مرة وعقب كل تنازل كان يطلب المزيد من التنازلات، والمنظمة شغلها الوحيد هو تسول التفاوض مع الاحتلال.

لم يتنازل الاحتلال عن رفضه التفاوض مع المنظمة إلا بعد الانتفاضة، ولم يقدم لها ما قدمه من إنشاء للسلطة إلا من أجل وأد الانتفاضة، ومحاصرتها قبل أن يستفحل أمرها وتستنزف الاحتلال.

فكل إنجاز جاء مع أوسلو هو ببركة الانتفاضة وفقط الانتفاضة، أما المفاوض الفلسطيني فلم ينجز شيئًا على الإطلاق بل فرط بأمور كثيرة وضيعها، وكانت جريمته الكبرى استعجال فطف ثمار الانتفاضة فجاء المولود مشوهًا على شكل سلطة الحكم الذاتي المحدود.

بالمختصر الانتفاضة الأولى لم تكن سلمية، والمفاوضات لم تجلب أي إنجاز.

ليست هناك تعليقات: