الثلاثاء، 9 يونيو 2020

وين الراتب فش



بهذه الأغنية أعادت حركة فتح صياغة الوعي الفلسطيني بعد فوز منافستها حماس بانتخابات عام 2006م، جاعلة من الرواتب و"بدنا نعيش" أولوية الشعب الفلسطيني مقدمةً على التحرير ومقاومة الاحتلال.

واليوم وصلت فتح إلى نفس النتيجة فهي غير قادرة على توفير الرواتب، ولتأمينها يجب أن توافق على ضم الأغوار ومستوطنات الضفة، وفي المستقبل سيكون عليها الموافقة على تهجير الشعب الفلسطيني من جديد.

والفرق بين حماس وفتح أن منهجية الأولى أدت للحصار مقابل سلاح المقاومة، بينما منهجية الثانية أدت للحصار مقابل صفر مكعب.
طوال سنوات الانقسام منذ عام 2007م عمل إعلام فتح والسلطة على غسيل دماغ قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني، داعيةً حركة حماس لتسليم قطاع غزة ليس لشيء سوى أنها عاجزة عن توفير الرواتب، بل أصبح تسليم سلاح المقاومة والتنازل عن الثوابت والتفاوض مع الاحتلال محرمات استبيحت من أجل الراتب.

وتشبع الكثيرون بهذا الهراء بما فيه بعض أنصار المقاومة الذين اقتنعوا بأنه لا يجوز الاستمرار بخيار المقاومة دون توفير "الحياة الكريمة" كما يقولون.

هذه معادلة فاشلة لا يمكن تحقيقها، فعلى مدار التاريخ لا يوجد شعب محتل استطاع التوفيق بين رفاهية العيش ومقاومة الاحتلال، هنالك دائمًا ثمن يجب دفعه ومن يحسب حساب الثمن أو يشترط الأمان والرفاهية قبل المقاومة فسيخسر المعركة مقدمًا.
آن الأوان للتخلي عن هذه المعادلة الساذجة، نعم نحن مع السعي لتخفيف معاناة شعبنا والبحث عن سبل الرفاهية لكن المقاومة يجب أن تكون أولًا، ويجب أن نستعد لدفع كل الأثمان لا أن نضع الشروط المسبقة.

"وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرًا لو كانوا يفقهون"

"ألم تر إلى الذي خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم"

هذه فرصة لنا لكي يحيينا الله من جديد والتخلي على معادلة الرفاهية والراتب أولًا، "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

على من يريد الاستعداد لدفع كل الأثمان أن يبدأ بدفع أبسطها، وهي أن يتوقف عن مدح أعوان الصهاينة. فإن أصر على الوقوف في صف حزب أو حاكم أو وزير أو نائب أو سفير لم يقطع كل علاقات بلاده بالصهاينة وبالنظام الأمريكي، بحجة أن غيره أسوأ منه، أو بسبب ما يقدمه من مساعدات وبيانات، فهو أعجز عن دفع أثمان أكبر لأجل تحرير أرضه.