الأربعاء، 24 يونيو 2020

كيف غدرنا بالشهيد أحمد عريقات؟



هي حكايتنا مع كل منفذ عملية طعن أو دهس منذ انطلاق انتفاضة القدس، إنسان يضحي بنفسه من أجل فلسطين واستعادة حقنا السليب، ثم نسارع إلى إنكار وجود عملية ونصر على أن الاحتلال "قتله بدون سبب".

نشر اليوم فيديو للشهيد أحمد عريقات وهو يدهس جنديًا صهيونيًا على حاجز الكونتينر، وكان واضحًا أنها عملية دهس وليست حادث سير ولا عملًا غير متعمد.

هنالك ثقافة أوسلوية بائسة منتشرة تشربها الكثيرون بما فيهم معارضو أوسلو، تخجل من العمل المقاوم وتصر على أن نقول للعالم أننا نقتل بلا سبب وأننا شعب لا نقاوم ولا نعرف العزة ولا الكرامة، حتى لو كان من خلال الكذب.

سمعت الكثير من القصص والروايات التي تنفي عن الشهيد أحمد عريقات تنفيذه أي عملية، وتتكلم عن زواجه القريب واهتمامه بالحياة، كما سمعت عن دوره في المقاومة سابقًا وإصابته ثلاث مرت برصاص الاحتلال، لهذا سكتت إلى أن تأكد لي أنها عملية.

هل يجب أن يكون المقاوم بائسًا من الحياة حتى يضحي بنفسه؟ لربما كان الشهيد أحمد يسأل نفسه (وهو ينتظر على الحاجز) "إلى متى نسكت على هذا الاحتلال الذي يبتلع كل شيء وتضيع منا الضفة ونحن ساكتون؟".

وربما خاطبته نفسه "هل تضحي بي من أجل قتل أو إصابة جندي؟ لماذا لا تنتظر حتى تحين فرصة أفضل؟" فأجابها: "لا وقت للانتظار فكل لحظة تضيع نخسر الكثير، سأضحي بك حتى يتحرك الناس حتى أشعل فتيل المقاومة فهذه أهم من مجرد قتل جندي محتل".

ثم نأتي ونغدر به ونقرر أنه ليس مقاومًا بل إنسان بائس قاده حظه العاثر إلى حتفه على حاجز للاحتلال.

غدرنا بالشهيد عندما أنكرنا تضحيته وإيثاره وبطولته.

غدرنا بالحقيقة عندما كذبنا للمرة المليون.

غدرنا بالمقاومة عندما أصررنا على وأدها في مهدها.

غدرنا بشعبنا عندما قبلنا بقتل المقاوم ... فإصرارنا على أن الشهـ يهد ليس مقاومًا يعني موافقة ضمنية على قتل من يقاوم.

تكلمنا كثيرًا في الموضوع وما زلنا نرتكب نفس الخطيئة.

ليست هناك تعليقات: