قلتها سابقًا أن حماس قادرة على تحريك الضفة من أجل قضية الأقصى، والأمور في
القدس أتصور أنها خرجت عن نطاق السيطرة، بما فيه أيضًا ضواحي القدس (التي تعتبر
داخل الضفة حسب التقسيمات التي تفرق بين الضفة والقدس).
الجمعة الماضي
غيرت حماس مسار مظاهرة التضامن مع الأقصى في الخليل لتتجنب حواجز السلطة، وبالفعل
انتهت المسيرة بصدامات عند جسر حلحول.
وفي رام الله كان
هنالك تصعيد وفعاليات خاصة نصرة للأقصى في معسكر عوفر ومخيم الجلزون، بالإضافة
لمواجهات عنيفة في مناطق المواجهات المعتادة مثل سلواد والتي استشهد فيها ابن حركة
حماس عروة حماد، وقبلها قام ابن حركة حماس الشهيد عبد الرحمن الشلودي بتنفيذ عملية
الدهس بالقدس.
ولا ننسى محافظة
بيت لحم التي ما زالت تحافظ على مستوى مواجهات عالي نسبيًا منذ حرب غزة، فكانت
مواجهات مخيم عايدة وتقوع وغيرها.
هذه خطوات بسيطة
لكن هامة على طريق تثوير الضفة، وهي ليست مفروشة بالورود، ولحد الآن حماس هي
التنظيم الوحيد في الميدان؛ وهنالك مناطق تستجيب مباشرة لدعوات حماس، ومناطق أخرى تتحرك
متأثرة بالجو الذي أوجدته حماس.
قضية المسجد
الأقصى ليست قضية حماس وحدها بل هي قضية الأمة كلها، ولا أريد التطرق الآن لدور
المسلمين تجاه الأقصى، بل سيقتصر كلامي على الوضع في الضفة الغربية، فالمطلوب
ثلاثة أمور:
أولًا: التغلب على سطوة وعراقيل السلطة، وهذا غير ممكن إلا
بالمزيد من العمل المقاوم تجاه الاحتلال، فالمقاومة تجر المقاومة.
ثانيًا: يقع على عاتق قيادة كافة الفصائل الأخرى (واستثني حركة
فتح لأني لا آمل من قيادتها خيرًا) أن تأخذ قرارًا بالنزول إلى الشارع، وكل من
يتأخر سيكون من الخاسرين.
ثالثًا: هنالك حاجة ملحة لتوعية الشارع في الضفة بما يحصل في
القدس والأقصى، لأن التغطية الإعلامية ضعيفة (وخصوصًا على مستوى الفضائيات وأغلب
الناس يستقون الأخبار من الفضائيات وليس الانترنت)، وذلك حتى يكسب الحراك في الضفة
زخمًا أكبر.
كل أسبوع يمضي
أفضل من الذي سبقه لكن المطلوب المواصلة والتصعيد والمزيد من الحشد.