الثلاثاء، 2 يونيو 2020

بلاش نصير زي أمريكا


عندما أرى المظاهرات في أمريكا أتذكر المقولة التي يخيفونا بها حتى لا ننتفض ضد الحكام العرب "بلاش نصير زي سوريا والعراق".

لماذا "لا نصير مثل أمريكا"؟ صحيح احتجاجاتهم فيها الكثير من الهمجية والعنف (وهم كذلك منذ زمن طويل)، لكن حياة الشعب الأمريكي أفضل بعشرات المرات من حياتنا في الدول العربية من كل النواحي تقريبًا.

وفي الحقيقة فإن قوة أمريكا ونجاحها مبنية على تمسكهم الشديد بحرية الشعب ورفض الاستبداد بكل أشكاله، ورغم وجود جوانب سلبية لذلك كما نرى في المظاهرات إلا أن إيجابياتها أكثر بكثير من سلبياتها.

حتى الخسائر والأضرار التي تكبدها أصحاب المحلات ستدفعها شركات التأمين، وهل تعلمون من الذي سيتحمل عبء هذه الخسائر في نهاية المطاف؟

نحن الشعوب غير الأمريكية، ولا أتكلم عن المليارات التي يدفعها بن سلمان ودول الخليج النفطية فتلك قصة أخرى، إنما نحن الشعوب التي ترتبط عملاتها واقتصادها بالدولار الأمريكي والسياسة الأمريكية.

فعندما تشتري الخبز لأهلك فجزء مما تدفعه هو ثمن القمح ومربح الخباز، وجزء آخر يذهب ضريبة إلى حكومتك والتي لا تعرف كيف تنفقها، وجزء آخر يذهب بطريقة غير مباشرة إلى أمريكا بسبب تبعية دولتك (اقتصاديًا وسياسيًا) لأمريكا.

وهذه ليست دعوة لرفض المظاهرات فهذا شأن الأمريكان وليتدبروا أمرهم، إنما هي دعوة حتى نتحرر من سيطرة أمريكا واستعبادها لنا حتى تتوقف عن العيش على حسابنا وتتوقف عن دعم من يتسلطون على رقابنا من حكام لم تنتخبهم شعوبهم.

كونوا مثل الأمريكان وانتزعوا حقوقكم بالقوة، فهذا الدرس الذي يجب أن تتعلموه من منهم، وليس الانحلال الأخلاقي ولا الملابس الخليعة ولا قصات الشعر الغريبة ولا أفلام هوليود.

ليست هناك تعليقات: