أثارت تصريحات يائير جولان رئيس حزب الديموقراطيين المعارضة عاصفة من الانتقادات داخل دولة الاحتلال.
جولان قال أن إسرائيل في طريقها لأن تصير دولة منبوذة كما كانت جنوب أفريقيا وأن الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، وطالب بإسقاط حكومة نتنياهو من أجل "انقاذ إسرائيل".
أهمية تصريحاته أنه نائب أركان الجيش سابق وأنه رئيس حزب الديموقراطيين وهو امتداد لحزب العمل الذي أسس إسرائيل وقامت الدولة على اكتافه، وانتمى للحزب معظم القادة المؤسسين لإسرائيل - بن غوريون، وديان، ورابين، وغولدا مئير، وبيريس، الخ.
ذلك يترجم باتجاهين:
1- الغرب الذي دعم قيام إسرائيل كان من خلال حزب العمل واليسار الصهيوني، واليوم يقول زعيم اليسار هذا ليس مشروعنا وليست إسرائيل التي بنيناها.
ويتزامن التصريح مع الانتقادات القوية التي توجه لإسرائيل في أوروبا وأمريكا، لذا يجب علينا مخاطبة الغرب بأن الوحش الذي خلقتموه لنا (إسرائيل) أصبح خارجًا عن السيطرة وواجبكم أن تتخلوا عنه.
للعلم اليمين الصهيوني بشقيه: الليكود والصهيونية الدينية لديهم نظرة عدائية للغرب، وسبق أن استخدموا العنف ضد البريطانيين قبل الـ 48 وصلت ذروتها باغتيال وزير المستعمرات البريطاني اللورد موين.
فعندما يربط الغرب بين الأمور الثلاثة: الاحتجاجات العالمية ضد المجازر في غزة، وتصريحات اليسار الصهيوني بأن إسرائيل خرجت عن مسارها، ووجود اليمين الصهيوني في الحكم، فسيبدأ بمراجعة حساباته بشكل جدي.
2- الاتجاه الآخر هو لدينا كشعب فلسطين وعرب، يجب أن ندرك إن إسرائيل التي نعرفها تغيرت ومن يحكمها اليوم هم ثلاثة أشخاص فقط: نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وما تبقى هم ديكور، وهؤلاء لديهم مشروع مختلف تمامًا عن ما عرفتموه، وهو مشروع عدواني بشكل غير مسبوق قائم على الإبادة والاستئصال، بينما كان المشروع الإسرائيل سابقًا عبارة يعمل على محاولة احتوائنا واخضاعنا عبر المزج بين القوة والسياسة.
باختصار إسرائيل اليوم لا تعرف إلا الحرب التي لن تتوقف وما يحصل في غزة هو ما سيحصل في كل مكان بين البحر والنهر وما وراء النهر.
على الهامش: رغم أن وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون كانت له تصريحات مشابهة لكن الضجة هذه المرة أكبر، لأن جولان يمثل اليسار الصهيوني، واليمين الحاكم يريد تصفية حساباته مع اليسار، بينما يعلون هو قيادي سابق في الليكود (أي ابن العائلة) ولا نشاط سياسي حالي له.
ياسين عز الدين
شباب من أجل فلسطين
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الثلاثاء، 20 مايو 2025
تصريحات يائير جولان والضجة حولها
الخميس، 15 مايو 2025
اليوم الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين (15/5/1948)
وهي ذكرى انتهاء الوجود البريطاني رسميًا إلا أن الحرب والمجازر والتهجير بدأت قبل ذلك، فالحرب بدأت فعليًا بعد قرار التقسيم في 29/11/1947 عندما بدأت العصابات الصهيونية ارتكاب المجازر واحتلال القرى والمدن.
نمت هذه العصابات برعاية ودعم بريطانيا التي سلحتها وحمتها، بينما كان ممنوعًا على الفلسطينيين اقتناء السلاح وكانت تلاحقهم بريطانيا وقد يصل الحكم بالإعدام على من يملك رصاصة.
أعلن بن غوريون قيام إسرائيل مساء 14/5/1948 ثم انتهى الانتداب البريطاني في 15/5 ودخلت الجيوش العربية في 16/5.
في مثل اليوم كان حوالي نصف اللاجئين الفلسطينيين تم تهجيرهم على يد العصابات الصهيونية، والنصف الآخر في الفترة التي تلتها، وانتهت الحرب مع الدول العربية تدريجيًا فكانت البداية مع مصر في 24/2/1949 والنهاية مع سوريا في 20/7/1949، إلا أن المجازر والتهجير استمرت بعد ذلك إلى بداية الخمسينات.
من المجازر التي ارتكبت قبل 15/5 مجزرة بلد الشيخ في 31/12/1947 وسعسع في 14/2/1948 ودير ياسين في 9/4/1948 وتفجير مقر السرايا في يافا في 4/1/1948.
واحتلت العصابات الصهيونية أبرز المدن الفلسطينية قبل تاريخ 15/5 مثل يافا في 30/4/1948 بعد حصار ومجازر استمرت لأشهر، وحيفا في 22/4/1948، وطبريا في 8/4/1948، وصفد في 10/5/1948، وعكا في 13/5/1948، وبيسان في 12/5/1948.
بلغ عدد القوات الصهيونية أكثر من 60 ألف مقاتل ووصلوا في بعض المراحل إلى 100 ألف، أما الجيوش العربية مجتمعة فلم يتجاوز عددها الـ 35 ألفًا.
هكذا نرى كيف أن حرب النكبة بدأت بتفوق صهيوني واضح وبرعاية بريطانية وقحة، كما بدأت الحرب الحالية بتفوق إسرائيل واضح ورعاية أمريكية وقحة.
أما الأنظمة العربية كان بإمكانها ترتيب حرب عصابات ودعم المقاومة الفلسطينية لكسب الحرب واستنزاف الاحتلال لكن دخولها الحرب كان لرفع العتب أما إرضاء أسيادها في بريطانيا فهو الأهم، واليوم فهي تحارب مع إسرائيل وإرضاء أسيادها في أمريكا خط أحمر.
كشفت حرب غزة الحالية كم أن العصابة التي تسمى "إسرائيل" ما زالت عالة على القوى الاستعمارية وما زالت لا تستطيع الحياة دون دعمهم، وأنها لم تكن لتعيش طوال 77 عامًا لولا الدعم الاستعماري الأمريكي والأوروبي وفشل وتواطؤ الدول العربية.
ياسين عز الدين
الخميس، 2 يناير 2025
حتى لا تكونوا مثل غزة
تلعب السلطة على وتر التخويف مما حصل في غزة لتبرر عدوانها على مخيم جنين ومحاربتها مقاومة الضفة فهنالك من يشمت بغزة بكل وقاحة، وآخرون أكثر خبثًا يدسون السم بالعسل متقمصين دور الحكيم مثل عصمت منصور فأريد تفنيد ما يزعمه أمثاله.
يزعم عصمت منصور أن السلطة تريد منع حصول كارثة بالضفة بسبب "تهور مقاومة جنين" وأنه يريد من الطرفين التفاهم وعدم إعطاء الاحتلال الذرائع لتدمير الضفة.
بدايةً لم تكن المقاومة ضد أي تنسيق للمواقف مع السلطة منذ تأسيسها عام 1994، فوافقت على وقف العمليات الاستشهادية لإعطاء الفرصة للسلطة عام 1995 ثم نقض الاحتلال كل شيء باغتيال فتحي الشقاقي ويحيى عياش، وبعد أحداث 11/9/2001 جمدت العمليات الاستشهادية بسبب الظرف العالمي واكتفت بعمليات إطلاق النار لكن الاحتلال لم يرحمنا، ثم استجابت لطلب محمود عباس عندما كان رئيسًا للوزراء عام 2003 بهدنة فكانت من جانب واحد ولم يلتزم بها الاحتلال، أما السلطة فلم ترد على كل تلك الانتهاكات سوى بالمزيد من التنسيق الأمني.
أما مقاومة مخيم جنين فطرحت حلولًا على السلطة مثل وقف المظاهر المسلحة العلنية حتى لا تحرجها أمام ترمب والاحتلال وتتيح لها سحب الذرائع، لكن محمود عباس رفض ذلك بشكل جازم واشترط تسليم سلاح المقاومة قبل أي تفاهم.
تريد السلطة إنهاء المقاومة في الضفة وليس ترشيدها ولا ضبط إيقاعها، وللمقارنة فإن حماس في غزة ضبطت إيقاع المقاومة ورشدتها من خلال التفاهم والتنسيق مع جميع الفصائل مهما كان حجمها صغيرًا واستطاعت ذلك.
والسلطة ليس لديها أي مقاومة سلمية ولا غيرها للتصدي للاعتداءات والتضييقات التي يتعرض لها شعبنا في الضفة كل يوم، هي تقول أنها تراهن على استعطاف العالم إن أحسنت خدمة الاحتلال وهذا لم يأت بأي نتيجة، لهذا أؤكد مرة أخرى أن هذه السلطة هدفها الوحيد اثبات جدارتها كوكيل أمني للاحتلال وليس لديها أي مشروع لحماية شعبنا.
إذًا لدينا سلطة لا تريد التنسيق مع المقاومة ولا توجد لديها خطة لحماية المواطن الفلسطيني، فقط تريد تهدئة كل شيء لتثبت جدارتها أمام الاحتلال وتأمل واهمة أن يكافئها الاحتلال بإدارة غزة بعد الحرب.
الجانب الآخر المتهافت من طرح عصمت منصور وأمثاله أنهم لا يهتمون بمصير غزة ويريدون تهدئة جبهة الضفة (الضعيفة أصلًا) وترك الاحتلال يستفرد بغزة، بدلًا من تقوية جبهة الضفة حتى تخفف الضغط عن غزة، متغافلين عن أن انتصار الاحتلال في غزة (لا سمح الله) سيكون كارثة ووبال على الضفة.
يزعم عصمت منصور أنه خبير في الشأن الإسرائيلي لكنه لا يعرف شيئًا عن التغيرات التي طرأت على العقلية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر، فهم لا يريدون أي فلسطيني مهما كان منبطحًا ويقولون ذلك علنًا وبكل وضوح، قصة التعايش مع الاحتلال لم تعد قابلة للتطبيق اليوم.
عندهم مخطط في الضفة غير مرتبط بوجود المقاومة أو لا، قائم على الاستيلاء على أوسع مساحة ممكنة وأقل عدد ممكن من الفلسطينيين، وسموتريتش يقولها بصراحة أن هذا أمر الله ويجب تنفيذه، فماذا سيفيدك سحب الذرائع من الاحتلال؟ سيقول لك سموتريتش "شكرًا لك لأنك أطعت أمر الله، والآن أكمل طاعتك وأخرج من أرضي!"
الملخص:
تريد السلطة القضاء على مقاومة الضفة من أجل مصلحتها الضيقة كوكيل أمني، ولا توجد مخططات لحماية الضفة وأهلها سوى الكلمة الغبية "احمونا"، ولو كان الأمر مجرد سحب الذرائع لنسقت مع المقاومة في جنين.
وما يحصل في غزة سيأتي للضفة بعد انتهاء جيش الاحتلال من تدمير غزة إلا إذا كسر وانهزم، فبدلًا من أن تقوم الضفة بإسناد غزة وتخفيف الضغط عنها، يريد عصمت منصور وسلطته أن نخفف الضغط عن جيش الاحتلال في غزة، أي يريدون مساعدة الاحتلال على الانتصار في غزة وجعل الضفة فريسة سهلة وطائعة، فهل هذا ما يريد شعبنا؟
ياسين عز الدين
السبت، 23 نوفمبر 2024
كيف التصدي لهجمة الاحتلال على الضفة؟
نتكلم كثيرًا عن ضم الضفة والخطر الذي يواجه أهلها، فهل هذا الخطر حقيقي؟ وكيف يمكن إفشاله؟
هو حقيقي بدليل: إعلان وزير الدفاع وقف الاعتقال الإداري للمستوطنين؛ أي السماح لهم بالاعتداء على الفلسطينيين دون قيود، وإعلان قادة الاحتلال عن نية ضم الضفة، والممارسات اليومية التي يراها أهل الضفة من مئات الحواجز، وتزايد اعتداءات المستوطنين، وازدياد الاستيطان، وازدياد هدم المنازل فعلى سبيل المثال هدم الاحتلال هذا العام 1471 بيت ومنشأة في الضفة والقدس مقابل 630 في عام 2019، والعام الحالي لم ينتهي بعد.
ما هو الحل؟ بداية التحرك اليوم يضمن فشل كل مخططات الاحتلال وجعلها هباءً منثورًا ولا تصدقوا كلام المثبطين أن أهل الضفة لن ينجحوا وأنه لا إمكانيات لديهم، من يقول ذلك إما عميل أو سطحي ساذج، أما إن تأخر التحرك فستكون العواقب وخيمة جدًا.
لا توجد حلول سحرية إنما هو عمل يومي وإنجازات صغيرة تتراكم لتنتهي بكسر مشروع الاحتلال، وألخصها بالآتي:
1- زيادة مستوى المقاومة حتى لو كان حجرًا يلقى في الشوارع الالتفافية أو عبوات مزيفة تستنزف جهود أجهزتهم الأمنية، وهذا أساس إفشال مشاريع الاحتلال وذلك من ناحيتين: بدلًا من أن يفكروا بتوسيع الاستيطان وزيادة اعتداءاتهم فأنت تشغلهم في الدفاع عن أنفسهم، والناحية الأخرى أن هذه الأفعال تخفف الضغط على غزة ولبنان (ولو قليلًا) بالتالي تضمن انتصارنا جميعًا.
طبعًا على المدى القصير فإن تصعيد المقاومة سيكون له ثمن لكن مهما كان فادحًا سيبقى أقل من الثمن الذي سندفع لو نجح الاحتلال بتنفيذ مخططاته لتدمير شعبنا وتهجيره.
2- زيادة الضغط على السلطة وتحديدًا أجهزتها الأمنية، والضغط يجب أن يكون سياسيًا من قيادات الفصائل الفلسطينية وشعبية من جماهير شعبنا، لأنه لا توجد نية للسلطة أن تخرج عن طاعة الاحتلال.
التصعيد يبدأ بالانتقادات في الإعلام ووسائل التواصل ولا ينتهي عند المقاطعة الاجتماعية لعناصر الأجهزة وانتقادهم بشكل شخصي، وصولًا لمنع اعتقال الشباب المقاوم.
3- تشكيل لجان شعبية في كافة المناطق للتصدي لاعتداءات المستوطنين.
4- تعزيز مناعة مجتمعنا، مثل أن تكون لدى البلديات مخططات لاستمرار توصيل الخدمات، وشراء مولدات الكهرباء والطاقة الشمسية، وحفر آبار لجمع مياه الأمطار، ربما لا تحتاجونها اليوم لكن عندما تحتاجونها لن يكون لكم الوقت لتجهيزها، فابدأوا من اليوم.
5- الحرص على التواجد في المناطق ج بأي مبرر كان، لا تسمحوا للاحتلال بإخافتكم وحشركم في مناطق السلطة، تنقلوا بين المناطق وزوروا أراضيكم وحافظوا عليها، الأمر ربما تكون فيه مخاطرة أحيانًا (وليس دائمًا) لكنها ضرورة حتى يفشل مخطط الضم.
وأيضًا يجب على النشطاء والمجموعات الشبابية دعم صمود سكان المنطقة ج ومزارعيها ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم.
6- الحفاظ على معنويات عالية وتعبئة الناس والأجيال الجديدة في المدارس والجامعات وزرع في نفوسهم أنهم قادرون على مواجهة الاحتلال وإفشالهم، يجب أن تكون قناعة مزروعة في نفس كل مواطن.
كلها أمور بسيطة وبديهية كما لاحظتم لكن المهم أن يلتزم بها الجميع وكلما توسع نطاق الالتزام بها تراكمت الإنجازات وصولًا لاجهاض كل مخططات الاحتلال كما فعل شعبنا مرارًا.
ياسين عز الدين
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
حملة وزارة الداخلية في غزة على قطاع الطرق
بدأت وزارة الداخلية في قطاع غزة بحملة أمنية تستهدف قطاع الطرق واللصوص الذين ينهبون شاحنات المساعدات.
وفقًا لفضائية الأقصى قتل أكثر من 20 من عصابات النهب وقطاع الطرق خلال الحملة اليوم في جنوب قطاع غزة.
في الأيام الماضية كان هنالك تصدٍ لهذه العصابات، وإعدامات ميدانية لبعض عناصرها في رفح.
برزت هذه العصابات تحت رعاية جيش الاحتلال، الذي يحرص على ضرب الشرطة الفلسطينية ولجان الحماية العشائرية وأي جهة تحاول حماية قوافل الإغاثة، بل رفض الجيش طلب منظمات الأمم المتحدة لأي شكل من أشكال الحماية لها، وقبل أيام استشهد 11 من لجان الحماية بقصف لقوات الاحتلال.
أعمال النهب والسرقة وصلت حدًا أدى لرفع أسعار المواد وانقطاعها رغم دخول الشاحنات.
الاحتلال يتعمد حصول ذلك حتى يضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة ويجبرها على الاستسلام، فما يحصل ليس عبثًا ولا صدفة.
تظهر مثل هذه العصابات في مناطق الحروب بكل العالم، وتقوم دول الاحتلال بالاستعانة بها فأعضاءها ومسؤوليها الفاقدون لأي حس أخلاقي أو وطني هم أرضية خصبة للعمالة للاحتلال، وهذا ديدنهم في كل الدول والمناطق التي تعرضت للاحتلال الأجنبي.
لهذا كان لزامًا ضربهم بيد من حديد لأنهم يسرقون، ويروعون الناس وينشرون الرعب، ويتسببون بتصاعد المجاعة، ويخدمون الاحتلال بل الكثير منهم يتعامل مباشرة مع الاحتلال.
وهي رسالة لكل من يفكر من الجماعات التعاون مستقبلًا مع الاحتلال تحت مسميات "اليوم التالي في غزة" وعلى رأسهم عملاء التنسيق الأمني الأوسلوي.
ياسين عز الدين