السبت، 30 مايو 2020

الجحيم الذي ينتظر أهل الضفة الغربية



الخارطة المرفقة تبين المناطق التي سيضمها الاحتلال (اللون السكني) أما الأخضر فينوي الاحتلال إبقاءها مع الفلسطينيين في هذه المرحلة.

كما تلحظون ستقسم المناطق الفلسطينية إلى 5 مناطق يفصل بينها الاحتلال: 1) جنين نابلس طولكرم وغربي طوباس. 2) قلقيلية. 3) رام الله ومدينة أريحا وجنوبي سلفيت. 4) بيت لحم. 5) الخليل.

سيحتاج التنقل بين هذه المناطق مستقبلًا إلى تصاريح من الاحتلال وإذلال على المعابر التي ستفصل بينها.

الاحتلال سوف يضم أكثر من أربعين قرية فلسطينية في هذه المرحلة، وعدد سكانها حوالي 300 ألف، ولن يأخذوا هويات زرقاء كما أكد نتنياهو، وستتحول حياتهم إلى جحيم مضاعف لأنه كلما أرادوا الخروج إلى المناطق الأخرى في الضفة سيمرون عبر حواجز ومعاطات وإذلال، ولا يستطيعون الذهاب للمناطق الأخرى داخل الكيان الصهيوني.

انظروا لمعاناة القرى خلف الجدار اليوم مثل برطعة الشرقية، والنبي صموئيل، وبيت إكسا، وحي الخلايلة، ستكون معاناة القرى الأربعين مثلها.

كل هذا السيناريو الأسود والقاتم سيسقط بسهولة لو كان هنالك حراك شعبي قوي ومزلزل في هذه الأيام، أما بعد الانتهاء من تطبيقه بعد عدة أعوام فلن ينفعنا الندم.

ماذا نفعل لمواجهة الضم؟


في البداية نؤكد على أن مخطط الضم خطير جدًا، ولن تبقى الأوضاع مثلما هي اليوم كما يتوهم البعض، والاحتلال لن يقدم على التغيير دفعة واحدة بل سيتدرج بالإجراءات حتى لا نشعر بها ونتفاجئ بعد خمس سنوات وقد تغير كل شيء.

بالإمكان إفشال المخطط لو واجهناه بكامل قوتنا في البداية أما الانتظار حتى النهاية فوقتها سيكون قد فات الأوان.

يكثر الكلام عن حل السلطة ووقف التنسيق الأمني وكله كلام فارغ، المطلوب أن يدفع الاحتلال الثمن وجعله يتألم، والحل رأيناه في انتفاضة الأقصى عندما رفعت السلطة يدها عن المقاومة، هذا المطلوب وكل شيء آخر لا قيمة له.

المطلوب من السلطة السماح لأبناء فتح بخوض مواجهات شعبية واسعة مع الاحتلال، ووقف ملاحقة أبناء فصائل المقاومة، ووقتها سنرى كيف تتدحرج المواجهة مع الاحتلال وكيف سيرتبك ويضطر لوقف إجراءات الضم.

في البداية ستكون المواجهات بطيئة وضعيفة لكن الأمر لن يحتاج لأكثر من ثلاثة أسابيع وسنرى انطلاقتها بقوة، بشرط عدم تدخل السلطة لاجهاضها (كما فعلت في السنوات العشر الأخيرة).

وبرأيي لا حاجة للعمل المسلح في هذه المرحلة فالمقاومة الشعبية الواسعة والعنيفة تكفي، لا نريد استنزاف طاقاتنا في المرحلة الأولى.

الوضع الداخلي في الضفة محتقن ومهيء للمواجهة مع الاحتلال أكثر من أي وقت في العشر سنوات الأخيرة.

البعض يخشى من تكرار ما حصل في الاجتياحات عندما ترك العرب الضفة لمصيرها دون أي مساندة ولو إعلاميًا، وآخرون يخشون تكرار حصار غزة.

بكل تأكيد سيكون هنالك ثمن لمقاومة الاحتلال (وهو أقل من ثمن السكوت) إلا أن الوضع مختلف، فمقاومة غزة اليوم قادرة على التدخل في الوقت المناسب وهي أقوى بكثير مما كانت عليه عام 2002م وذراعها تصل تل أبيب وحيفا بسهولة.

كما أن حصار غزة لم يكن ممكنًا لولا تواطؤ السلطة أما حكام غزة فهم معنيون بدعم تجربة المقاومة في الضفة وسيدعمونها بكل الطرق الممكنة.

والوضع الإقليمي أفضل قليلًا مما كان عليه في انتفاضة الأقصى عندما كان مستسلمًا بالكامل لأمريكا، أما اليوم فرغم وجود دول عربية جاهرت بتطبيعها مع الاحتلال إلا أن الإقليم يمر بمرحلة مخاض وتحولات وأمريكا لا تسيطر على كل شيء.

الخلاصة: تحرك أهل الضفة ضد الاحتلال ضرورة من أجل حياتهم ومستقبلهم، وبالإمكان تحويل مخطط الضم ليكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني بدلًا من أن يكون خطوة إضافية على طريق تصفية القضية الفلسطينية.

الجمعة، 22 مايو 2020

دلالات إعلان السلطة عن سحب قواتها من المناطق ب وج


في خطوة أرادت منها السلطة إرسال رسالة أنها أوقفت التنسيق الأمني، أعلنت عن سحب قواتها من المناطق ب وج، والتي انتشرت فيها بالسنوات الأخيرة بالاتفاق مع الاحتلال.

من متابعتي فالانسحاب جزئي ويكاد ينحصر في ضواحي القدس فقط وهدفه إعلامي أكثر من أن يكون انسحاب كامل وحقيقي.

ومنطقة ضواحي القدس انتشرت فيها السلطة بعد أن توسلت الاحتلال لسنوات من اجل دخولها، يعني الاحتلال غير مهتم كثيرًا بتواجد السلطة فيها، أي أنها اختارت خطوة لا تستفز الاحتلال.

حتى نضع النقاط على الحروف فالتنسيق الأمني بمعناه الضيق، أي تنسيق الانتشار والتحركات، بالإضافة للقاءات التطبيعية والإفطارات التطبيعية والمشاركة في مؤتمر هرتسيليا والتصريحات التي تتملق الصهاينة، كلها مجتمعة لا تشكل سوى أقل من 5% من مصيبة أوسلو والتنسيق الأمني بمعناه الواسع.

الـ95% الأخرى تتمثل في قتل السلطة العمل المقاوم، وملاحقته أمنية وإعلاميًا ومجتمعيًا، فلا هي تسمح لفصائل المقاومة بالعمل ولا هي تسمح لحزبها الحاكم (فتح) بمقاومة الاحتلال إلا ضمن نطاق رمزي وضيق جدًا ولا يشكل أي خطر على الاحتلال.

واعرف عن حالات عديدة حاول نشطاء من فتح تنظيم مقاومة شعبية (والتي يزعم عباس أنه يتبناها) فمارست عليهم الأجهزة الأمنية مختلف أشكال الضغوط عندما تجاوزت هذه النشاطات الخطوط الحمراء وأصبحت تشكل خطرًا وازعاجًا للاحتلال.

على سبيل المثال شكل شباب بلدة دوما لجان شعبية للتصدي للمستوطنين بعد جريمة قتل عائلة دوابشة، ورغم أن الطابع الفتحاوي كان مهيمنًا عليها إلا أن الأجهزة الأمنية ضغطت ونجحت في حل هذه اللجان.

ومثال آخر هو الحراك الشعبي الداعم لإضراب الأسرى الذي قاده مروان البرغوثي، قامت السلطة باجهاضه عبر الضغط على نشطاء فتح الذي قادوا الحراك، وقطعت التمويل وسحبت الصلاحيات من نادي الأسير الذي يرأسه القيادي الفتحاوي قدورة فارس، وعزل وزير الأسرى عيسى قراقع بسبب دورهما في قيادة الحراك.

هذا الشيء المهم الذي نريد من السلطة التوقف عنه، نريد الـ95% وسنسامحها في الـ5% ليغيروا بناشر وليزوروا تل أبيب وليسمعوا للمغني موشيه إلياهو كما يشاؤون وليتركوا الشعب يقاوم كما يشاء.

من أرادت الطلاق من زوجها رفعت عليه قضية خلع في المحكمة، ثم اتبعتها قضية نفقة، أما أن "تقلب بوزها" يوم العيد وترفض استلام العيدية فهذا اسمه دلع.

بكفي دلع يا سلطة أوسلو.

الخميس، 21 مايو 2020

الأموال الإماراتية في خدمة الشر



منظومة "بانتسير" الروسية للدفاع الجوي وهي متخصصة بإسقاط الطائرات المسيرة، وتكلفتها حوالي 15 مليون دولار.

الإمارات اشترت مجموعة منها وأرسلتها إلى حفتر في ليبيا، وتمكنت الطائرات المسيرة التابعة لحكومة الوفاق من تدمير 9 منظومات خلال أيام قليلة.

أي أن الإمارات خسرت حوالي 135 مليون دولار في أيام معدودة.

يقال أن برنامج #قلبي_اطمأن الإماراتي ينفق 10 ملايين دولار سنويًا على مساعدة الفقراء، يعني أن المنظومات الصاروخية التي دمرت تستطيع الإنفاق على البرنامج لأكثر من 13 عامًا لكنهم فضلوا إرسالها لقتل الشعب الليبي.

""إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون""

الأربعاء، 20 مايو 2020

هل سيصدق عباس وينفذ تهديداته؟


شهدت الضفة الغربية منذ حرب غزة عام 2014م عدة موجات مواجهة مع الاحتلال بلغت ذروتها في انتفاضة القدس (2015 - 2016)، بعضها مقاومة شعبية وأخرى عمليات مسلحة.

في كل مرة كانت أجهزة السلطة الأمنية تتدخل بكل طاقتها لتنفيس الوضع، ومنع تبلور المقاومة إلى عمل منظم وممنهج ودائم، لذا انتهت كل هذه الموجات بعد فترة قصيرة من انطلاقها.

تدخل الأجهزة تراوح بين اعتقال نشطاء حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، والضغط على نشطاء فتح والنشطاء غير المؤطرين من أجل إفشال نشاطات جماهيرية كثيرة، بالإضافة لتحريك الإعلام الموجه من أجل التشكيك بجدوى وأهمية المقاومة.

لا يصدق أكثر الناس تهديدات عباس بوقف التنسيق الأمني وإنهاء الاتفاقيات، لأنه وعد كثيرًا ولم ينفذ وأيضًا لأنه لا يوجد أي استعدادات لهكذا خطوة والاحتلال مطمئن لأنه يمسك السلطة من يدها التي توجعها (في الحقيقة يمسك أيدٍ كثيرة وليس يدًا واحدة).

بالنسبة لي يكفي من عباس وأجهزته أن لا يتدخلوا من أجل إفشال المقاومة الشعبية وحصرها في فعاليات محدودة التأثير والانتشار كما فعلوا كل مرة، وليتركوا المقاومة تنظم وتطور نفسها، هذا الاختبار الحقيقي وباقي الأمور سأسامحه بها.

على الأغلب هو ليس صادقًا وهذه مجرد مناورة إعلاميةـ لكن ادعو لاختبار كلامه من خلال تصعيد المواجهات مع الاحتلال فهذه ضرورة قصوى في هذه المرحلة، مع أخذ الاحتياطات من ناحية غدر الأجهزة الأمنية لأن هذا متوقع منها.

الأحد، 17 مايو 2020

المسلمون وكورونا

لماذا كلما أحضرنا أمثلة من أطباء وعلماء مسلمين يساهمون بعلاج كورونا ردًا على من يقولون "المسلمون ينتظرون الكفار ليجدوا لهم علاج كورونا"، كان جوابهم "نحن نقصد الأنظمة في الدول العربية والإسلامية؟".

هل هذه الأنظمة تمثل شعوبها المسلمة أم أنها امتداد للمستعمر الغربي؟ أليست فرنسا التي تدعم حفتر؟ والكيان الصهيوني وأمريكا يدعمان السيسي؟ من الذي يدعم بن سلمان وبن زايد هل شعوبهما المسلمة أم أمريكا "الكافرة"؟ والقائمة تطول.

ما دام الخلل في الأنظمة وهي امتداد بشكل أو آخر للغرب "الكافر" لماذا تضعون اللوم على المسلمين؟ بالله عليكم اشرحولي لماذا العطلة الأسبوعية في المغرب وتونس وغيرها هي السبت والأحد؟ ولماذا لغة الإدارات والمؤسسات الحكومية هي الفرنسية رغم أن العربية هي اللغة الرسمية؟ هل هذا نظام يعبر عن إرادة شعب مسلم أم هو يقلد أسياده المستعمرين؟ لماذا لم يقلدهم في الطب والتطور العلمي؟

هذه الأنظمة غير منتخبة ديموقراطيًا فلا تمثل شعوبها المسلمة وهي امتداد تاريخي وفعلي للاستعمار الغربي الذي كان وما زال يدعمها ويحارب أي محاولة لتغييرها.

فلو قلتم الأنظمة الحاكمة في الغرب أفضل من الأنظمة عندنا لما عارضتكم، لكن الإصرار على تحميل الإسلام والمسلمين مسؤولية محاولات فاشلة لتقليد الغرب فهذه قسمة ضيزى.

احذروا الإعلام الموجه


يحاول الإعلام الصهيوني إقناعنا أن السلطة تعارض المقاومة المسلحة خوفًا من زيادة شعبية حماس، مثلما جاء في خبر للقناة الـ12 يوم أمس.

وكأن مشاكلنا كلها محصورة بين حركتي فتح وحماس، ولا وجود للاحتلال وخطره الداهم.

السلطة تعارض المقاومة المسلحة وغير المسلحة لأنها تعرض علاقتها الوثيقة مع الاحتلال للخطر، وهي ترفض المقاومة سواء أدت لزيادة شعبية حماس أو فتح.

لو اقتصرت القضية على المنافسة بإمكان حركة فتح أن تشعل جبهة مقاومة لوحدها وقتها تتفوق على حماس، لكن سياسة السلطة هي منع المقاومة بكافة اشكالها وألوانها والنتيجة تدهور شعبية كل الفصائل بما فيها حركة فتح.

بكلام آخر السلطة مستعدة للتضحية بابنتها حركة فتح من أجل سواد عيون التنسيق الأمني، ومشكلتنا ليست التنافس بين التنظيمات بقدر ما هي الخضوع للاحتلال وإملاءاته.

السبت، 16 مايو 2020

من أبجديات أمن المقاوم

نشر موقع صهيوني أن منفذ عملية يعبد موجود في الاعتقال وبقي أن يعرف المحققون أي واحد من الأسرى هو المنفذ، إلا أن الطريقة التي يقتحم بها جيش الاحتلال البلدة والاعتقالات والتفتيش تؤشر على أنهم ما زالوا يبحثون عن المنفذ.

يجب أن ندرك أن الإعلام الصهيوني يخضع لسيطرة الرقابة العسكرية وليسوا أغبياءً ليسربوا أسرارهم، مثل هذه الأخبار موجهة وعلى الأغلب تهدف لإيهام منفذ العملية أنهم لا يبحثون عنه حتى يطمئن ويخفف من إجراءات التخفي والتضليل.

وربما يهدفون أيضًا إلى دفع الناس للثرثرة ومحاولة تكهن هويته أو مكان تواجده وهذه احدى الكبائر الأمنية التي تمحي الفرق بين العميل والغبي.

سواء كان المقاوم نفسه أم الحاضنة الاجتماعية يجب التعامل مع أسوأ الاحتمالات دون أي تهاون، وأن لا يسمحوا للطمأنينة الكاذبة بالتسلل إلى داخل نفوسهم، وهي مهمة ليست سهلة أبدًا وبحاجة لجهاد نفس كبير.

الجمعة، 15 مايو 2020

ما الذي يجب أن نغيره في ذكرى النكبة؟


في ذكرى النكبة يجب أن نفكر بالمستقبل والوصول إلى التحرير وعدم الاكتفاء بتذكر الماضي.

تحرير فلسطين ليس سحرًا ولا يحتاج معجزة هي عملية متواصلة ومتراكمة كل حجر يلقيه الفتيان على جنود الاحتلال يقربنا خطوة.

استراتيجيتنا يجب أن تكون: مقاومة تستطيع وقف تمدد الاحتلال ثم نعكس الآية ونتمدد نحن تجاه الأرض المحتلة، حررنا غزة في 2005م وبات اليوم ضروريًا أن نفكر في ما بعد غزة.

الاحتلال يدرك أن أيامه معدودة لهذا هو مستعجل ويريد حرق المراحل وضم الأغوار وتهويد القدس والمسجد الإبراهيمي ويطبع علنًا مع الدول العربية، فإما ينقذ نفسه أو يستفزنا لنسرع الخطى نحو التحرير، فلنحرص على أن تكون الثانية.

عبد الله الثاني وتحذير الاحتلال

الملك عبد الله الثاني يهدد الاحتلال بالرد على خطوة ضم غور الأردن، ويقول ستتم دراسة كافة الخيارات (بالضبط زي لما السلطة بتدرس الخيارات)، ويؤكد للاحتلال أنه ليس معنيًا بالتصعيد (الحمد لله اطمننا).

يبدو أنه يقصد سينشر 10 تغريدات غاضبة لو قام الاحتلال بضم الغور (نتنياهو يشعر بالقلق).

لو كان الملك صادقًا لأمر أوقاف القدس (التابعة للحكومة الأردنية) بفتح بوابات المسجد
الأقصى وعدم الخضوع لإملاءات الاحتلال.

الخميس، 14 مايو 2020

نصيحة إلى اليسار الفلسطيني: اقطعوا شعرة معاوية مع السلطة

نصيحتي لليسار الفلسطيني (تحديدًا الجبهتين الشعبية والديموقراطية) أن لا يشاركوا في اجتماع المقاطعة يوم السبت القادم وأن يقطعوا شعرة معاوية مع السلطة.

1- الاجتماع لن يكون بمستوى مواجهة الاحتلال وصفقة القرن ومجرد تلميع لعباس.

2- مخصصاتكم التي قطعتها السلطة لن تعود، فعباس باعكم وأوقفها حتى يرضي الأمريكان والصهاينة.

3- استمراركم بتقديم الغطاء السياسية لعباس والسلطة يضر بالشعب الفلسطيني وقضيته، يجب رفع هذا الغطاء والضغط على حركة فتح حتى تقبل بقطع علاقتها مع الاحتلال بشكل حقيقي.

لماذا الأقصى والإبراهيمي مغلقان؟

كانت الشماعة التي تذرع بها مسؤولو الأوقاف لإغلاق المسجدين الأقصى والإبراهيمي هي فتوى هيئة علماء المسلمين والمخاوف من انتشار كورونا.

بعد الفتوى الأخيرة لهيئة علماء المسلمين التي تقضي بفتح المساجد في البلاد التي بدأت فيها الحكومات تسمح بالتجمعات، وبيان اللجنة الطبية التابعة لهيئة الافتاء بالداخل المحتل المطال بأن تشمل إجراءات التخفيف المساجد، وبعد إقامة الصلوات في الساحات والملاعب بالداخل المحتل والقدس وجنين وقلقيلية، فما مبرر استمرار إغلاق المسجدين؟

ساحات المسجد الأقصى أكبر من عدة ملاعب فلماذا تبقى فارغة؟ أي مهزلة هذه عندما يصلي المئات من المسلمين على بوابات الأقصى ويمنعون من دخولها بحجة الكورونا؟

وجود حاجة طبية لإغلاق المساجد في ظل ظروف معينة لا ينكره أحد، لكن إغلاق المساجد بدون وجود أسباب حقيقية جريمة كبيرة فما بالكم عندما نتكلم عن المسجد الأقصى.

هنالك اتفاق بين الأوقاف والاحتلال على إغلاق المسجدين، والأوقاف ترفض فتحهما وفاءً لالتزامها مع الاحتلال، وهذه جريمة لا تغتفر أن يصبح المحتل المجرم هو صاحب الأمر والنهي بفتح مساجدنا، والجريمة الأكبر من ذلك الكذب وتغليف ذلك بالفتوى الشرعية، ماذا بقي لنا من هذه المساجد وقد أصبحنا ضيوفًا عند شلومو يقرر لنا متى نصلي ومتى لا نصلي؟

والمهزلة الأكبر هي محاولة استغفالنا من قبل مسؤولي الأوقاف عندما يبدأون كلامهم "نتفهم شوقكم لرؤية الأقصى لكن المصلحة العامة تقتضي الأغلاق"! من قال أننا مشتاقون عاطفيون؟ نحن ندرك ونفهم ما يحصل وعقلانيون أكثر مما تتصورون، وندرك أنكم تحاولون استحمارنا واستغبائنا ولهذا لن نسامحكم ولن نغفر لكم جريمتكم.

الأربعاء، 6 مايو 2020

استهداف رواتب الأسرى: أكلت يوم أكل الثور الأخضر

أغلق بنك القاهرة عمان حسابات أسرى محررين بالتزامن مع قرار لحكومة الاحتلال بمعاقبة البنوك والمؤسسات التي تتعامل مع الأسرى والمحررين، وقبلها بدأت خصم مئات ملايين الدولارات من مقاصة السلطة عقابًا على دفع مخصصات لأسر الشهداء والأسرى.

ظنت السلطة أنها عندما تقطع رواتب أسرى حركة حماس وأسرى غزة، فسوف تشتري سكوت الاحتلال، وللأسف سكت الشارع الفلسطيني والفصائل عن ذلك، ولم نر سوى تضامنًا خجولًا مع اعتصام الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم نهاية العام الماضي.

الآن انتقل الاحتلال إلى المرحلة الثانية وهي قطع جميع رواتب الأسرى بكافة انتماءاتهم، مستغلًا انشغال العالم بكورونا، والسلطة والبنوك وسلطة النقد أضعف من أن يواجهوا القرار.

كما أن قطع مخصصات فصائل اليسار (الشعبية والديموقراطية) يأتي في نفس السياق، وإن كانت السلطة تتظاهر بأن المشكلة خلاف شخصي بين الفصيلين وعباس، لكن الحقيقة هي أنها تحاول شراء رضى الصهاينة والأمريكان ولن ينفعها ذلك.

الخطيئة الأولى عندما سمحنا للسلطة بالاستفراد بحركة حماس تحت ذريعة الانقسام و"ما دخلناش"، والخطيئة الأكبر هي أننا صدقنا وهم الدولة وربطنا أنفسنا بالبنوك التي لا يمكن أن تتحرك بدون رقابة أمريكية وصهيونية صارمة.

الثلاثاء، 5 مايو 2020

الصين الوطنية نجحت في مكافحة كورونا وليس الصين الشعبية

رغم أن فايروس كورونا بدأ من مدينة ووهان في جمهورية الصين الشعبية، ورغم فشل الحكومة بمكافحة المرض في بداياته وعدم تقديمها أرقمًا صحيحة، إلا أن الكثيرين مدحوا تجربتها في مكافحة المرض واعتبروها نموذجًا يحتذى به؛ أي الحجر الصحي الصارم.

إلا أن التجربة الناجحة الحقيقية هي لجمهورية الصين الوطنية والتي لا يتكلم عنها إعلامنا كثيرًا، ما الفرق بين الصين الشعبية والوطنية؟

لحد عام 1949 كانت الصين تعرف بجمهورية الصين الوطنية ثم جاء ماو ونظم انقلابًا عسكريًا وأقام جمهورية الصين الشعبية، وهرب قادة النظام السابق والملايين من أنصارهم إلى جزيرة تايوان وأقاموا فيها حكومة الصين الوطنية، وكل من الحكومتين تدعي أنها الأحق بقيادة الصين.

ولأن الصين الشعبية تسيطر على كل الصين باستثناء جزيرة تايوان الصغيرة نسبيًا والتي تسيطر عليها الصين الوطنية، اعترف كل العالم (تدريجيًا) بالأولى وأخذت مقعد الصين في الأمم المتحدة ومؤسساتها (بما فيه مؤسسة الصحة العالمية) أما الصين الوطنية فلا يعترف بها أحد لكن يتم التجارة والتعامل معها تحت مسمى تايوان.

بسبب قرب تايوان (الصين الوطنية) من الصين توقع الكثير أن ينتشر المرض سريعًا فيها، إلا أنها من أقل دول العالم انتشارًا للمرض وأكثرهم فعالية بمكافحته (حوالي 438 مصاب أكثرهم من القادمين من الخارج - عدد السكان 24 مليون)، واللافت للنظر أيضًا أنهم لم يتخذوا إجراءات عزل اجتماعي إلا بالحد الأدنى، ولا تكاد تذكر مقارنة بما لدينا وتسير الآن على طريق إلغاء هذه القيود المحدودة.

سر النجاح هو مؤسساتها الطبية واستفادتها من تجربتها السابقة مع مرص سارس قبل 18 عامًا، وطبعًا منع السفر من وإلى الصين والدول الأخرى مصدر الوباء.

خيار العزل الاجتماعي كان الخيار الأسهل للدول لكنه الأصعب للشعوب ومن الخطأ إيهام الناس أنه الخيار الوحيد، هنالك خيارات وتجارب أخرى تستحق الدراسة.

مهزلة تمديد حالة الطوارئ


السلطة تمدد إجراءات الطوارئ لشهر آخر رغم تراجع حالات الإصابة بالكورونا.

الاحتلال بدأ بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية خلال مدة شهر، رغم أنه بدأ بإجراءات الطوارئ بعد السلطة، ورغم أن انتشار المرض عنده كان أكبر وأشد من السلطة.

الاحتلال لديه واحدة من أقل نسب الوفيات بالكورونا في العالم، ومن متابعتي لأرقامه فعنده بالمعدل 100 - 120 مصاب كورونا في غرف العناية المكثفة، بينما لديه أكثر من ألف غرفة عناية مكثفة، فالعودة للحياة الطبيعية لا تشكل لهم مخاطرة خاصة مع تراجع عدد الإصابات.

أما مناطق السلطة الفلسطينية فكل الموجود لديها 125 غرفة عناية مكثفة للكورونا وغير الكورونا، أي لو تفشى المرض بنفس درجة تفشيه لدى الاحتلال لكانت مصيبة وكارثة، لكن من لطف الله كان تفشي المرض محدودًا جدًا.

الاحتلال بدأ العودة التدريجية للمدارس مع إجراءات التباعد وأعداد قليلة في كل صف دراسي، وسمح بعودة صلوات اليهود في ساحة البراق الملاصقة للمسجد الأقصى ضمن ضوابط، أما نحن فالمدارس والمساجد (بما فيها الأقصى) مغلقة إلى إشعار آخر.

ما مبرر تشدد السلطة؟ والمن على الناس بإجراءات التخفيف التي تقطرها بالقطارة؟ هل قلة الإمكانيات حجة مقبولة؟

إغلاق المساجد: ولهم في أنور خوجة قدوة


ألبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة الواضحة (70% تقريبًا) وللمفارقة كان الشعب الألباني من أكثر شعوب البلقان مقاومة للفتوحات العثمانية، إلا أنه بعد اعتناق غالبيته الإسلام احتلوا الكثير من المناصب العليا الإدارية والعسكرية في الدولة العثمانية التي أصبحت تعتمد بشكل كبير عليهم في الحكم والإدارة (كان الألبان يسمون وقتها الأرناؤط)، ومن أشهرهم عربيًا والي مصر محمد علي باشا.

بعد هزائم الدولة العثمانية وإخراجها من أوروبا استطاع الألبان الحفاظ على استقلالهم ومنعوا ضم بلدهم إلى دول أوروبية أخرى مثل اليونان وصربيا، وأعلن عن استقلال ألبانيا عام 1913م.

خلال الحرب العالمية الثانية احتلت إيطاليا ألبانيا عام 1939م وواجهتها جبهة مقاومة من كل المكونات السياسية، إلا أنه بعد الحرب انفرد الحزب الشيوعي بالحكم بقيادة أنور خوجة والذي حكم بقبضة حديدية منذ عام 1945م حتى 1985م.

كان خوجة شيوعيًا متزمتًا حارب كل من اعتقد انحرافه عن الشيوعية، حتى أنه قاطع الاتحاد السوفياتي ثم الصين لأنهم انحرفوا عن الشيوعية كما كان يقول.